لقاء الرئيس السوري مع قناة الميادين الكثير من التحديات في ظل الواقع العربي

بقلم: علي ابوحبله


الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلته التلفزيونية مع الصحفي القدير غسان بن جدوا عبر قناة الميادين ، حيث كانت هذه ألمقابله من أكثر المقابلات جرأة فيما تم طرحه من اسأله ومن خفايا وأسرار لم يعاهدها المواطن العربي ، اتسمت الإجابات عليها من قبل الرئيس السوري بشار الأسد بالصراحة وبالتحدي من خلال كشف حقائق وخفايا ما يدور في الغرف المغلقة ، الرئيس السوري بشار الأسد وصف ألجامعه العربية بأنها فقط لتمرير المؤامرات وتشريع العدوان على العرب أنفسهم ، وأعرب عن أن الشعب السوري هو من سيقرر موقفه مستقبلا من العودة من عدمها لعضوية ألجامعه العربية ، وأطلق على القمة العربية التي انعقدت في شرم الشيخ 2002 قمة تمرير وتأييد شن الحرب على العراق من قبل أمريكا وحلفائها وبين أن سوريا ألدوله الوحيدة التي أبدت رفضها وإدانتها للحرب على العراق ، وصف الدول العربية البعض بالتابع والمنفذ للأهداف والأغراض الامريكيه والبعض المتردد الخائف والبعض بالمتحفظ ، وبين حقيقة وأهداف الحرب على العراق بما حمله كولن باول لسوريا بعد الحرب على العراق وتمحورت المطالب الامريكيه في طرد قوى المقاومة الفلسطينية من دمشق وبالأخص الجبهة الشعبية القيادة ألعامه لتحرير فلسطين وحركة الجهاد الإسلامي وحركة المقاومة الاسلاميه حماس وإبعادهم لأية دوله يريدونها وثانيها قطع العلاقات مع حركة المقاومة لحزب الله ،

 

وثالثهما :- المشاركة في محادثات السلام والاعتراف بخريطة الطريق وأخطرها عدم استقبال الأكاديميين والعلماء العراقيين ، حيث بين الرئيس الأسد رفض سوريا لتلك الشروط حيث كان التهديد والوعيد لسوريا في حال عدم قبولها بالشروط الامريكيه ،قال الرئيس الأسد أن حقيقة ما تشهده سوريا هو صراع مصالح ونفوذ في المنطقة وان السعودية وقطر وتركيا هم المشاركون الحقيقيون في التآمر على سوريا وهم أدوات تنفيذ لأمريكا في المنطقة ، وعن حقيقة الدور القطري بين أن الدور القطري دور الممول للمجموعات المسلحة والمعارضة السورية تحت وهم قيادة قطر لدول الربيع العربي مستهجنا ذلك وأضاف من يفتقد للديموقراطيه وحقوق الإنسان هل بمقدوره تقديم النصائح لسوريا ، وأضاف أن السعودية اليوم هي من تدعم وتشجع على العنف في سوريا ، وعن دور تركيا اردغان أضاف أن اردغان يجد نفسه عضو فعال في تنظيم الإخوان المسلمين الدولي وانه يستطيع عبر موقعه من قيادة دول الربيع العربي في حال نجاح أنظمة الحكم الاخوانيه في المنطقة وان العداء من سوريا هو عداء مصالح ليس إلا ، وأوضح عن حقيقة القمة الثلاثية الفجائية للأمير القطري حمد بن جاسم السابق والرئيس اردغان مع الرئيس الأسد كانت بهدف الطلب من سوريا للتدخل لدى أصدقاء سوريا في لبنان للقبول في سعد حريري رئيس لوزراء لبنان حيث صرح انه قد رفض التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية ، مبينا في لقائه أن الخلاف مع هذه الدول هو خلاف مصالح ومطالب ، لقد بين الرئيس الأسد حقيقة الموقف من حركة الإخوان المسلمين ودورها في التحريض على سوريا وبين أن لا تلاقي مع كل من تآمر على سوريا وشجع وطالب بالتدخل الخارجي بالشأن السوري ، لقد كان الرئيس السوري متشددا في مواقفه تجاه الدول الداعمة للمجموعات المسلحة ضد سوريا ، حيث ربط موضوع التسامح مع أية دوله تبدي موقفا من ألازمه السورية غير موقفها المعادي بوقف دعمها وتعاطيها مع المجموعات المسلحة بموقف الشعب السوري من هذه الدول ، وقد أغلق الرئيس السوري الباب أمام أي موقف تجاه حركة حماس وعودتها إلى سوريا ، وقد أطلق تصريحات قاسيه بحق حماس حين وصفها بالانتهازية وقال إن حماس تقدم فكر جماعة الإخوان المسلمين على مبدأ المقاومة ، وان السوريين الذين احتضنوا قيادات وكوادر حماس لهم موقفهم من هذه الحركة التي وقفت موقف المعادي للدولة السورية والشعب السوري بحسب وصفه ،ورادف قائلا أي عودة مشروطة بعودة هذه القوى لقوى المقاومة في حال عدم قدرتها بالتواجد في فلسطين لظروف قاهره ،وهو بهذا يبدد أية تصريحات تجاه المصالحة مع حماس على الأقل في المرحلة ألراهنه لان هناك ما زالت عوائق تحول دون المصالحة مع حماس ،

 

الرئيس السوري وان ابدي ارتياحه للتغيير الحاصل في مصر إلا انه أعرب عن تحفظه وانتظاره لمجريات الأحداث في مصر قبل الحكم على وضعية الحكم الحالي في مصر ، الرئيس السوري بين أن سوريا وهي ترغب بحضور مؤتمر جنيف تعلم تمام العلم أن القوى المؤثرة في ألازمه السورية هي أمريكا والغرب ، وان تلك الدول التابعة للسياسة الامريكيه هي أداة تنفيذ وبمجرد التوصل لاتفاق لإنهاء ألازمه السورية ينتهي دور تلك الدول التابعة ، المتتبع لتصريحات الرئيس السوري الذي ينطلق في مقابلته مع غسان بن جدوا عبر الميادين يجد أن الرئيس السوري استعمل لغة التحدي والإصرار والرفض للقبول بالمعارضة السورية الخارجية التي حملت ووجهت السلاح في وجه ألدوله السورية بحسب تصريحاته ، ووصف المعارضة المسلحة بحركة تمرد مؤكدا على رفض أي تدخل خارجي في ألدوله السورية ، وموضحا بخصوص مهمة الإبراهيمي أن سوريا لا تقبل بأية وساطة تتأثر بقوى خارجية وان الوساطة المقبولة لدى سوريا التي تنتهج الحيادية معلنا أن الإبراهيمي في حال خروجه عن الخطوط الحمر للسياسة السورية فلن تقبل وساطته ، إن الخطاب السوري أصبح أكثر وضوحا حين أبدى الرئيس السوري رغبته بالترشح للانتخابات رابطا ذلك بموافقة الشعب السوري ، يستقرئ المتتبع لمجريات الأحداث في سوريا ومن الأسئلة الموجهة للرئيس السوري من قبل الصحفي الذي تسلح بجرأة ودقة الاسئله والحوار الذي اتسم بالجرأة ،

 

حيث يعد هذا الحوار الأكثر جرأه من كل الحوارات السابقة وكانت الاجوبه صريحة دون لبس أو غموض وان دلت جرأتها فإنما تدل على الأريحية التي عليها الرئيس السوري بشار الأسد وبثقته بتحالفاته وقدرتها على المواجهة وان التناقض الذي عليه الموقف الأمريكي والقوى الغربية هو دليل على ضعف قوى المعارضة السورية وعدم تماسكها وتفرقها مما انعكس بمردود على القوى الداعمة للمعارضة السورية ، الرئيس السوري متيقن بخروج سوريا منتصرة بأزمتها وانه أكثر ثقة بذلك من أي وقت مضى وهو مدرك أن سوريا تمسك بخيوط أللعبه وأنها أصبحت محور رئيس في محاربة القاعدة والتنظيمات الاسلاميه المتشددة وهو بتصريحاته هذه إنما يستمد قوته تلك من تلك المواقف لتلك القوى التي أصبحت تعيد مواقفها من سوريا وتعمل على محاورة سوريا ، خاصة وان التصريحات للمسئولين الأمريكيين والغربيين هي غير تلك التي تجري خلف الأسوار والغرف المغلقة وبعد أن تيقن السوريين أن ما يجري في سوريا لا يحقق مصالح سوريا والسوريين ، حيث ان العديد من القوى التي شكلت حاضنه للقوى الاسلاميه قد تخلت عن ذلك وهذه أضافت قوه جديدة للدولة السورية التي نجحت بإيجاد ألهوه بين المسلحين وبعض القوى الشعبية الحاضنة لهذه المجموعات ، خاصة وان الخلافات أصبحت تنحر جسم المجموعات المسلحة والبعض أصبح يعود للجيش السوري وهذه زادت من قوة وحجة المنطق لدى القيادة السورية