التضامن: جرافات الاحتلال الحربية تستقوي على منازل الصفيح في خربة الطويل

شهران كاملان والمزارع الخمسيني عطية أبو منيه يسعى جاهدا ويسابق الزمان لإغلاق الفتحات والرقع التي اعترت سقف مسكنة المكون من ألواح الصفيح على التلة المترامية في خربة الطويل استعداد لدرء البرد القارص والأمطار المصاحبة لموسم الشتاء.

وقبل هبوب العواصف ودنو الغيوم السوداء المحملة بالأمطار، سبقتها خفافيش الظلام المكتحلة بالسواد بعد أن تسللت مع انقشاع فجر يوم الثلاثاء 29/10/2013 جرافات الاحتلال الاسرائيلي إلى مسكن العائلة الذي يأوي (11 فردا) وتحوله إلى أثر بعد عين.

وفي هذا التقرير تستعرض مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان قيام الاحتلال بهدم مسكن أسرة عطية أبو منيه،وهدم (3 آبار) للمياه وحظيرة للمواشي ومنشأة زراعية في خربة الطويل التي تبعد 2 كم شرق بلدة عقربا إلى الجنوب من مدينة نابلس.

تهديد ثم تنفيذ..

تضم خربة الطويل التي كان الاحتلال قد أخطر معظم ساكنيها بهدم منازلهم عام 2007، (18 أسرة) مكونة من حوالي (150 شخصا).

ويقول منسق حركة التضامن من أجل فلسطين حرة يوسف ديريه في بلدة عقربا:"في الأعوام السابقة أصدرت محكمة إسرائيلية قرارات بتجميد عملية الهدم الذي صدر عن السلطات العسكرية، إلا أن الاحتلال لم يستجب لتلك القرارات، ويبدو أن عمليات الهدم الأخيرة هي باكورة لتنفيذ التهديدات التي أطلقها الجيش".

ويشير ديريه إلى أن الخربة تعرضت لعمليات هدم واعتداءات طوال السنوات الماضية تمثلت بحرق المزروعات ورشها بالمبيدات الكيماوية وردم آبار الري وهدم المساكن والخيام وسرقة المواشي.

 

في العراء..

وعلى وقع أصوات المركبات العسكرية التي تناغمت مع صراخ الأطفال بعد استيقاظهم على عجل ودون أن تسمح لهم بلملمة ثيابهم، شقت جرافات الاحتلال المعدة للحروب وليس لتدمير بيوت من صفيح طريقها وانقضت على مساكنهم دون سابق إنذار.

وبينما تسابق الجرافات الزمن في هدم مسكنه أمام ناظريه وهو يضم طفلة لحضنه، يقول المزارع عطية أبو منيه:"سنوات من الكد والتعب قضيتها أنا وعائلتي ونحن نبني هذا المنزل لحماية أنفسنا من حرارة الصيف وبرد الشتاء لنفاجئ اليوم بحسابات لم نكن نتوقعها". ويتابع:"لقد سبق الاحتلال كل العواصف وموجات البرد وهدموا بيتي وردموا بئر المياه وحظيرة الأغنام".

 

التهجير... طريق الاستيطان

وفي سباق مع الزمن وبكل ما أوتيت من قوة، تسعى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إلى بسط نفوذها على الأراضي الفلسطينية من خلال إفراغها من السكان وحصرهم في بقعة صغيرة.

وفي هذا السياق، يقول الناشط غسان بني فضل:"في ساعات الصباح الأولى اقتحم الخربة عشرات الجنود وعدد من المركبات وكان برفقتهم دوريتين تابعتين لما يسمى "التنظيم والإسكان" الإسرائيلية وهم من أشرفوا على عمليات الهدم، وهذا مؤشر على وجود نية مبيتة من قبل الاحتلال بهدف تشريد أصحاب الأراضي والاستيلاء عليها ومصادرتها بغرض بناء مستوطنات فيها".

وينوه بني فضل إلى أن بلدة عقربا تبلغ مساحة أراضيها ما يزيد على 144 ألف دونم وتصل حدودها إلى نهر الأردن، ولكن مع التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي، فقد انحسرت البلدة في المخطط الهيكلي القائم مع مجموعة من الخرب المجاورة لها.

 

وبالنسبة لخربة الطويل يؤكد بني فضل بأنها تقع في حوض رقم (10) من أراضي بلدة عقربا الزراعية، حيث تبعد عن مسطح البناء قرابة 1.5 كم، كما أنها تقع ضمن المناطق المصنفة "ج" وهذا يفتح شهية الاحتلال للسيطرة على المناطق البعيدة والخالية.

 

صمود وثبات..

وما أن انتهت الجرافات من أعمال الهدم حتى سارع ساكنو الخربة لإعادة ترميم ما دمره الاحتلال، حيث قاموا بإصلاح شبكة الكهرباء وتأمين مياها لمواشيهم.

وفي هذا الإطار، يقول بني منيه:"الاحتلال يهدف من هذه الممارسات لتشريدنا عن أرضنا وإجبارنا على الرحيل، ولكن نحن نؤكد على أن العيش في بيوت الشعر والكهوف أهون ألف مرة من تركنا لأرضنا، فقد ورثناها عن آبائنا وأجدادنا".

ويضيف:"بعد ردمهم للآبار ستضطر للسير ومواشينا مئات الأمتار لكي نتمكن من سقايتها، وسنعمل على ذلك رغم الجهد والتعب والمسافات البعيدة".

وكان عدد من النشطاء الأجانب قد حضروا إلى خربة الطويل وحاولوا جاهدين منع الاحتلال من هدم المساكن والمنشئات، إلى أن الجنود اعتدوا على متضامن سويسري وناشطة فرنسية وقيدوهما وضربوهما.

وكانت مؤسسة التضامن وثقت عمليات الهدم في خربة الطويل التي وقعت فجر امس الثلاثاء (29/10/2013) حيث هدم الاحتلال مسكنا مكونا من غرفتين وحظيرة للماشية وبئرا للمياه وسورا جداريا يحيط بالحظيرة يعود للمواطن عطية بني منيه، كما هدم الاحتلال منشأة زراعية وبئر مياه تعود للمواطن عماد فتح الله أبو الصوص وكذلك هدم بئر للمياه بمساحة 80 متر مربع يعود للمواطن حازم واصف ديريه.

المصدر: نابلس - وكالة قدس نت للأنباء -