أكدت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الامريكية مري هارف ، أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية تسير وفق جدولها دون عرقلة، وأن المبعوث الأميركي لمفاوضات السلام مارتن إنديك "يمارس نشاطاته في أطار مهمته" في المشاركة في اجتماعات التفاوض.
وحول ما تبقى من الفترة الزمنية التي حددت بتسعة أشهر يوم 30 تموز الماضي ، أكدت هارف في تصريحات لصحيفة "القدس" الفلسطينية نشرتها، اليوم الثلاثاء، أن "عزم ونهج السياسة الأميركية حيال المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لحل قضايا الوضع النهائي العالقة تسير كما خطط في استمرارية التفاوض النشط والبت في كافة القضايا الصعبة التي تواجه الطرفين".
ورداً على سؤال بشأن تصريحات كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات وتهديداته المتتالية بالاستقالة أوضحت هارف أن ليس لها علم عن حزمة تهديداته الجديدة بالاستقالة ومؤكدة أن المفاوضات ستستمر كي تثمر في نهاية المطاف وتحقق النتائج المرجوة في قيام حل الدولتين، وأن ما يتسرب من شائعات بين الحين والآخر عن تهديد الطرف الفلسطيني بالانسحاب من المفاوضات (خاصة كبير المفاوضين عريقات) دائما ما تثبت عدم صحتها ولا تؤخذ على محمل الجد.
ودار الحديث الأسبوع الماضي بشكل مكثف عن تقديم كل من صائب عريقات ومحمد شتية رسائل استقالة للرئيس محمود عباس بسبب إعلان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عن التصريح ببناء الآلاف من الوحدات السكنية الاستيطانية.
ورفضت هارف الرد على أسئلة "القدس" بخصوص إصرار إسرائيل على الإبقاء على قوات جيش الاحتلال على طوال الحدود مع الأردن عبر الأغوار قائلة "إن هذه هي القضايا التي يتفاوض عليها الطرفان".
من جهته أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في نهاية زيارته للمملكة العربية السعودية أن واشنطن مستمرة في نهجها الحالي حيال مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، موضحاً أنه لا توجد "أي خطة بديلة" في أي سياق آخر.
واستبعد مصدر مطلع في واشنطن للصحيفة أن يكون وزير الخارجية كيري حاملاً معه إلى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أي مقترحات أميركية جديدة وتبشر بانفراج في المفاوضات الجارية التي تدل كافة الإشارات أنها لم تحرز أي تقدم يذكر لجسر الفجوة بين الطرفين منذ استئنافها الصيف الماضي، خاصة وأن الطرف الفلسطيني يتهم الإسرائيليين بعدم تقديم أي مقترحات لتجاوز "المراوحة في المكان" حيث يكتفي الإسرائيليون باللجوء إلى دور المستمع أو المعلق على المواقف الفلسطينية وحسب.
كما تشير الدلائل إلى أنه على العكس "لقد تباعد الطرفين في مواقفهما عن بعضهما البعض أكثر مما كانوا عليه قبل استئناف المفاوضات في تموز الماضي، وأن الأزمة بين الطرفين تزداد تعمقاً".
ورفضت هارف التعليق على ما تسرب عن مصادر إسرائيلية بأن وزير الخارجية كيري ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة سلام أميركية جديدة تعتمد على خطوات محددة خلال الأشهر الثلاث القادمة لدفع المفاوضات قدماً، مكتفية بالإشارة إلى أن أطر التفاوض والحل المرجو في نهاية المفاوضات معروف للجميع.