رئيس «الاستعلامات المصرية» يصف دخول المرحلة الثانية بأنه «انتحار سياسي» لنتنياهو ويتحدث عن السلاح والإعمار وسيناء وصفقة الغاز

رشوان: المرحلة الثانية في غزة قد تبدأ يناير… و«التهجير» خط أحمر ومعبر رفح لا يُفتح إلا وفق الاتفاق

ضياء رشوان (الصفحة الرسمية للحوار الوطني في مصر).webp

قال الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة المصرية العامة للاستعلامات، إن الحكومة الإسرائيلية الحالية «ليست في عجلة» لإنجاز الاستقرار في قطاع غزة، معتبرًا أن الانتقال إلى «المرحلة الثانية» من الترتيبات الخاصة بالقطاع يحمل استحقاقات تُسقط سردية «الانتصار المطلق» التي يروّج لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقد تمثل بالنسبة له «انتحارًا سياسيًا ونهائيًا».

وفي لقاء خاص ضمن برنامج «مدار الغد» على شاشة «الغد»، علّق رشوان على ما نُقل عن خبير إسرائيلي بأن إسرائيل لا تسعى الآن للسلام لأنها حققت أهدافها باستعادة المحتجزين، فقال إن في ذلك «جزءًا كبيرًا من الصحة»، لكنه أشار إلى أن نتنياهو—بحسب تقديره—يحاول الحفاظ على «الوضع القائم» حتى الانتخابات المقبلة، سواء جرت مبكرًا في الربيع أو في موعدها بأكتوبر، معتمدًا على خطاب يكرر فيه ادعاء تحقيق انتصار في غزة «لم يتحقق».

المرحلة الثانية: قوات دولية وانسحاب وحكم تكنوقراطي

وأوضح رشوان أن المرحلة الثانية، وفق ما طرحه خلال الحوار، قد تتضمن ترتيبات جديدة أبرزها وجود «قوة دولية لحفظ الاستقرار»، ومركز تنسيق مدني–عسكري على الأرض، بما يجعل «إمكانية العدوان ليست سهلة» كما قال. وأضاف أن المرحلة الثانية قد تشهد أيضًا انسحابًا إسرائيليًا «حتى ولو متباطئًا»، وتشكيل «حكم مدني تكنوقراطي» للقطاع تحت إشراف ما سماه «مجلس السلام»، إلى جانب احتمالية بدء مسار إعادة الإعمار.

اجتماع ميامي الرباعي… وترجيح بدء المرحلة الثانية في يناير

وعن محادثات ميامي التي جمعت الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، قال رشوان إن البيانات ركزت على تقييم المرحلة الأولى «بشكل إيجابي» ولم تتوسع في تفاصيل المرحلة الثانية. لكنه رجّح أن المرحلة الثانية «ستبدأ في يناير القادم»، معتبرًا أن غياب إسرائيل عن اجتماع ميامي كان «ملفتًا للغاية»، وأن واشنطن تعمدت عدم إعلان تفاصيل حساسة مبكرًا تمهيدًا لإدارة الملف مع نتنياهو خلال زيارة مرتقبة إلى ميامي في 29 من الشهر، مرجحًا أن يتم الإعلان عن بدء المرحلة الثانية قبل بداية العام «بيومين أو ثلاثة».

وفيما يتعلق بالأصوات الداعية للعودة إلى الحرب، قال رشوان: «لا صوت بين أمريكا وإسرائيل إلا صوت واحد: الرئيس دونالد ترامب»، معتبرًا أن عودة الحرب «خارج الحساب الأمريكي نهائيًا»، وأنها تبقى «أمنية أو وهمًا» لدى متطرفين في إسرائيل والولايات المتحدة، مرجحًا أن عودة الحرب بالشكل السابق «بعيدة».

سلاح حماس: مقترحات «تجميد» و«بيع» ومراقبة مستقلة

وتناول رشوان الجدل حول سلاح حماس بين طرح تركي بـ«نزع مرحلي» ومطلب إسرائيلي بـ«نزع كامل وفوري»، قائلًا إنه لا يملك تفاصيل دقيقة عن المفاوضات. لكنه أشار إلى تردد مقترحات تتعلق بـ«تجميد سلاح حماس»، وربط ذلك بما وصفه بأنه يتواءم مع «خطة الرئيس ترامب»، موضحًا أن الخطة—وفق قراءته—لم تتحدث صراحة عن التجميد بل وردت فيها أفكار مثل «بيع السلاح» إلى أطراف ثالثة.

وأشار كذلك إلى مقترح طُرح في الأوساط المصرية يربط تجميد السلاح بهدنة طويلة من خمس إلى عشر سنوات، مع بقاء السلاح «بعيدًا». وأضاف أن الحديث عن قيام «قوة حفظ الاستقرار» بنزع السلاح «غير صحيح»، موضحًا أن الخطة تحدثت عن «مراقبين مستقلين» لتقييم عملية النزع دون تحديد من ينفذها، ولافتًا إلى أن واشنطن في الأسبوعين الأخيرين لم تصدر عنها تصريحات حادة بشأن نزع السلاح.

حماس «أمر واقع» ومعضلة نتنياهو

وفي سياق الحديث عن تقارير عبرية وأمريكية تتحدث عن التعامل مع حماس كواقع قائم، قال رشوان إن إطالة المرحلة الأولى مع بقاء حماس في مساحة واسعة من غزة أظهرتها للأمريكيين كـ«أمر واقع لا يمكن تجاهله»، معتبرًا أن ذلك يزيد من مأزق نتنياهو، إذ إن طول المرحلة الأولى يمنح حماس حضورًا أكبر، وقد ينعكس على موقف أمريكي لا يوافق الرؤية الإسرائيلية المتشددة لإقصائها بالكامل.

«شروق الشمس» وإعمار غزة: «المنتجعات لا تحل الاحتلال»

وعن ما يُتداول حول مشروع إعادة إعمار تحت عنوان «شروق الشمس» يروّج له مقربون من جاريد كوشنر، قال رشوان إن مثل هذه الأفكار تبدو «جميلة» لو كانت لمناطق تحتاج تطويرًا في مدن كبرى، لكنها لا تنطبق على قطاع غزة لأنه «أرض محتلة»، مضيفًا أن سكان غزة لا يشكون فقط من شظف الحياة بل من «القتل والاحتلال».

وأكد أن «وثيقة ترامب»—كما سماها—لم تتضمن حديثًا عن تحويل غزة إلى منتجعات، بل تحدثت عن أسس الحياة، وعدم إجبار أي فلسطيني على مغادرة القطاع، وحق تقرير المصير وتسهيل الطريق نحو الدولة الفلسطينية. وفي المقابل، شدد على وجود خطة عربية–إسلامية لإعادة الإعمار «شديدة التفصيل والوضوح» تبنتها قمة في مصر، معتبرًا أن تجاهلها لصالح تصورات جزئية «غير وارد».

التهجير: «موقف محسوم منذ 10 و12 و15 أكتوبر»

وجدد رشوان التأكيد على أن تهجير الفلسطينيين من غزة «خط أحمر» يمس الأمن القومي المصري، مستعيدًا محطات قال إنها حسمت الموقف مبكرًا: حديث الرئيس المصري في 10 أكتوبر 2023 بكلية الشرطة، ثم 12 أكتوبر بالكليات العسكرية، ثم اجتماع مجلس الأمن القومي في 15 أكتوبر وإصدار بيان واضح.

وقسّم دوافع التهجير القسري إلى مسارين: الأول «تسويق ظروف الحياة» في غزة، وقال إنه لم يدفع أهلها للمغادرة. والثاني قصف منظم في جنوب القطاع لدفع السكان نحو الحدود المصرية، وهو سيناريو استبعده رشوان، معتبرًا أن صمود الفلسطينيين منذ 1948 وخلال الحرب الأخيرة يجعل فرضية اندفاعهم إلى الحدود «وهمًا».

معبر رفح: «اتفاق» وفتح من الجانبين… ومصر لا تُجبر

وفي ملف معبر رفح، قال رشوان إن فتح المعبر «منصوص عليه ضمن اتفاق» وإنه يُفتح من الجانبين لخروج الحالات الإنسانية المستحقة، وليس لتهجير السكان. وأكد أن مصر «لا توجد قوة على ظهر الأرض» تجبرها على فتح المعبر إلا وفق شروطها المنصوص عليها في الاتفاق، مشككًا في أن تسمح إسرائيل بفتح المعبر على نحو يتيح عبورًا واسعًا نحو مصر، ومضيفًا أن حسم الملف سيكون ضمن الانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية في إطار الترتيبات المتفق عليها.

لقاء السيسي ونتنياهو: «لا رد على تسريبات»

وعن الجدل بشأن احتمال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نتنياهو، قال رشوان إن الدولة المصرية لا ترد على «تسريبات أو إشاعات أو مصادر مجهولة»، مشيرًا إلى ما نُقل عن وزير الخارجية بدر عبد العاطي حول عدم التخطيط لأي لقاء مرتقب، ومرجحًا أن تلك التسريبات هدفها الإسرائيلي «خلط الأوراق» وإظهار وجود نزاع أو تصالح بما يخرج مصر من سياق القضية الفلسطينية.

سيناء والوجود العسكري: «قرار سيادي… وإسرائيل تعلم لأنها ترى»

وأكد رشوان أن الوجود العسكري المصري في سيناء «شرعي وكافٍ» لحفظ الأمن القومي، وأن مصر لا تستأذن أحدًا في قرارات تتعلق بأرضها وقواتها المسلحة. وقال إن إسرائيل «تعلم لأنها ترى» ولديها وسائل استطلاع، رافضًا تصوير الأمر على أنه ترتيبات تُملَى على القاهرة.

صفقة الغاز: «تجارية» وأرقام تنفي «الضغط»

وفيما يتعلق بصفقة الغاز، وصف رشوان الصفقة بأنها «تجارية بين شركات»، معتبرًا أن مصر ثبتت منذ البداية موقفها الرافض للتهجير رغم «ضغوط وإغراءات هائلة»، وبالتالي لا يمكن لصفقة غاز أن تغيّر هذا الموقف. وقدم أرقامًا قال إنها تُظهر محدودية الورقة اقتصاديًا وسياسيًا: الغاز الإسرائيلي يمثل لمصر نحو 12% إلى 14% من احتياجاتها، بينما تمتلك مصر محطات تغويز للغاز المسال تكفي يوميًا ثلاثة أضعاف الغاز القادم من إسرائيل. وختم بالقول إن نتنياهو «يصنع من الحبة قبة» بحثًا عن «أي نصر» في ظل تعقيدات المرحلة المقبلة.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القاهرة