مذكرة للقمة العربية الافريقية حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين‎

ارسلت  مؤسسة "تضامن" مذكرة للقمة العربية الافريقية الثالثة المقرر انعقادها في عاصمة الكويت بتاريخ 19-20 نوفمبر 2013، حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين.

وفيما يلي نص المذكرة الموجهة الى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي:

........................

التاريخ: 30/10/2013

 

معالي الدكتور نبيل العربي

الأمين العام لجامعة الدول العربية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

 

تقبلوا منا التحيات والتهاني بعقد القمة العربية الأفريقية الثالثة المأمولة في عاصمة دولة الكويت الشقيق بتاريخ 19-20 نوفمبر 2013، متمنين لكم سير فعاليات الدورة على أحسن مايرام  وأن تحقق النتائج المرجوة منها.

معالي الدكتور نبيل العربي

نعلم أن جدول القمة مخصص لمناقشة قضايا الاستثمار والتنمية والعلاقات التي تربط دولنا العربية بالقارة الإفريقية، إلا أننا آثرنا على أنفسنا أن لانفوّت محفلاً يجتمع فيه القادة العرب، دون أن نطرح بين أيديهم المعاناة المستمرة، التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في وطننا العربي والحاجة الملحة للبحث عن حلول فورية لها. فمن مخيمات اللجوء التي تبعثرت لتمتد إلى بقاع العالم أجمع، التي انتشر فيها الشعب الفلسطيني، سائراً من نكبةٍ إلى نكبة منذ العام 1948 حتى اليوم لازالت نكبة الفلسطينيين تتجدد، ولازالت المخيمات شاهدة على استمراريتها، هاهم الفلسطينيون في سورية اليوم وبعد أن نالوا مانالوه بفعل الحرب السورية الطاحنة، باتوا بلا مأوى، ومشردين في كل مكان، حتى وصلت قبورهم إلى البحار عبر مراكب الموت الجماعي، التي لم ترحم صغيرهم ولا شيخهم، فباتت حوادث الغرق في عرض المتوسط سيرةً يومية، لإولئك الذين ضاقت بهم أرضنا العربية الواسعة، وباتوا يبحثون عن أدنى أمان وحياة، بعد أن تعرضوا للقتل والتشريد في سورية.

لقد تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين إثر الحرب الدائرة في سورية أكثر من (1600) قتيلاً رغم أن نسبتهم من السكان لم تتجاوز (2.5%)، فيما تشرد أكثر من ثلاثة أرباعهم في بقاع مختلفة داخل وخارج سورية، ودمرت بيوتهم، وباتوا بلا راعٍ، في ظل التراجع الحاد بخدمات الأونروا التي تعاني من نقص التمويل الذي يتحمل مسؤوليته المجتمع الدولي ككل. إلا أن المأساة لم تتوقف عند هذا الحد، فتشرد اللاجئين الفلسطينيين من سورية باتجاهات مختلفة واجه الكثير من القيود القانونية، التي تحد من حريتهم في التنقل بين مختلف الدول العربية الشقيقة، وهو ما جعلهم عرضةً لابتزاز تجار الحروب، الذين دفعوهم باتجاه البحر كخيار وحيد، بحثاً عن مكانٍ آمن في أوروبا، أو غيرها من المنافي الإجبارية، وقضى من قضى منهم في عرض البحر غرقاً.

 معالي الدكتور نبيل العربي

نحن كمجموعة عمل عربية تدافع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين ومكونة من شخصيات تمثل مختلف البلدان العربية، لم نفقد الأمل بالحكومات العربية، وبإمكانية تقديم الدعم الكافي للاجئين الفلسطينيين سياسياً وقانونياً واقتصادياً، اعتماداً على قرارات الجامعة العربية المتعددة، وعلى رأسها بروتوكول الدار البيضاء الموقع عام 1965 والذي يعطي الفلسطيني اللاجئ حقوقه الطبيعية، في العيش بسلام وأمان، وحرية التنقل كمواطن عربي يتعرض للمعاناة، كما أننا نعتبر القمة العربية الإفريقية فرصة سانحة، ليناقش القادة العرب قضية فلسطينيي سورية، نظراً لخطورة أوضاعهم، وتفاقم معاناتهم، وتزايد عدد الضحايا من نساء وأطفال وشيوخ داخل سورية وخارجها. كما وندعو القادة العرب إلى تفعيل قرارات الجامعة العربية، المتعلقة بتسهيل حرية تنقل اللاجئين الفلسطينيين داخل البلدان العربية، ومنحهم الإجراءات القانونية التي توفر لهم الأمن والإقامة الكريمة، وتقديم العون لهم والرعاية اللازمة.

 

ختاماً، تقبلوا منا الاحترام والتمنيات للدورة الحالية للقمة بالنجاح.

 عرفات بوجمعة

المدير التنفيذي

 

المصدر: بيروت - وكالة قدس نت للأنباء -