ازدياد وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة، يظهر مدى الغباء السياسي الذي تراهن عليه الحكومة الإسرائيلية.
الناظر من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، إسرائيلياً، يدرك جلياً أن إسرائيل تتخبط سياسياً بعيداً عن الاستراتيجية المعهودة لتسلسل الأفكار العبرية ومدى تقوية هالة الجذب تجاه الشعوب الأخرى وخصوصاً الغربية.
نتنياهو من ناحية التقييم السياسي إزاء قراراته المتسرعة وخصوصاً الاستيطان تعتبر هزيلة وضعيفة ومعدومة ضمن الرؤى الدولية، وهذا يستدل عليه من خلال ازدياد الحراك الذي أخذ يؤثر على الشارع الأوروبي، ناهيك عن تعدد مطالب بعض النواب الأوروبيين بإلزام إسرائيل وقف توسعها الاستيطاني وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة ضمن حدود العام 67.
تحرك الشارع الأوروبي لم يكن الوحيد ضمن دائرة الإدانة لإسرائيل، بل امتد إلى الوسط الأميركي على اعتبار أن الأعمال الإسرائيلية أصبحت تتجه نحو تدهور العلاقة الأميركية مع الشعوب التي تناصر القضية الفلسطينية، ومدى تخوفهم من ارتداد موجة الحراك العربي ضد مصالحهم الإقليمية.
هذه المؤشرات "حتماً" ستكون ضد المصالح الإسرائيلية الدولية، وإن كانت مختبئة تحت الرماد ستظهر جلياً فيما بعد، بحكم أن دورة المصالح العالمية تتغير بتغيّر فكر الشعوب، وإن حالة التدهور الدولية (السياسية والاقتصادية) لن تكون في صالح الرؤية الأميركية العالمية، إن استمرت في مساندة إسرائيل على حساب مصالح الشعوب الأخرى.
على نتنياهو أن يتيقن من أن إعطاء الفلسطينيين حقوقهم سيكون صمام أمان يضمن للإسرائيليين امتدادهم الخارجي، وفي حال استمرت بتهميش الحقوق الفلسطينية ستفقد العلاقة المتينة بينها وبين الشعوب الغربية، حتى ولو استمرت حكوماتهم بدعم إسرائيل.