هيئة مكافحة الفساد عمل دءوب ونشاط دائم و تطوير في المفهوم والأداء

بقلم: علي ابوحبله

إن الجهد الذي يبذله رئيس هيئة مكافحة الفساد رفيق ألنتشه وكل العاملين في هيئة مكافحة الفساد يستحقون التقدير والاحترام لما يبذلوه من جهد وما يقومون به من أعمال تستهدف محاربة كل أنواع الفساد ، إن رئيس هيئة مكافحة الفساد في لقاءاته التي تجمعه مع مختلف شرائح المجتمع ومع العديد من الصحفيين ومؤسسات المجتمع المدني وضمن نشاطات هيئة مكافحة الفساد ورشات العمل في العديد من محافظات الوطن وكل كافة المستويات للتعريف بأعمال هيئة مكافحة الفساد ، أوضح رئيس هيئة مكافحة الفساد رفيق ألنتشه بان الجميع أمام القانون سواء وان لا استثناء لأحد مهما كان أو علا شانه وان لا تغطيه حزبيه أو فصائليه أو عائليه على أعمال الفساد ، وان هيئة مكافحة الفساد لن تتورع باستجلاب واستدعاء أيا كان ومهما كان موقعه للمساءلة والتحقيق مستندة في ذلك إلى القانون الذي يخولها كافة الصلاحيات في مكافحة ومحاربة كل ظواهر الفساد ، بالرغم من حداثة هيئة مكافحة الفساد إلا أن القائمين على هيئة مكافحة الفساد في فلسطين ينشطون نحو عملية تحسين الأداء وتطوير القدرات وتطوير قانون هيئة مكافحة الفساد ، إن السعي الحثيث والدءوب للوصول إلى قانون عصريي تضمن في حيثياته كل ما يلبي حاجات المجتمع ويلبي متطلبات المجتمع في محاربة ظواهر الفساد ، هو ما يسعى القائمون على هيئة مكافحة الفساد للوصول إليه ليشمل قانون مكافحة الفساد كل ما يمس بجوانب الحياة ويعتبر انتهاكا للحقوق الفردية أو الاجتماعية أو الهذر للمال العام هو من مسؤولية محكمة الفساد لأجل العمل السريع واتخاذ الإجراءات القانونية والتي ستشكل عامل ردع لمحاربة ظاهرة الفساد ، رئيس هيئة مكافحة الفساد وفي تعريفة للفساد قال انه الضمير الذي على الإنسان أن يكون ضميره حي وان تكون تربيته وتنشئته تربيه صحيحة ، إن هيئة مكافحة الفساد في فلسطين أثبتت قدرتها في ترسيخ وجودها وحسن أداء عملها وأنها تعمل وفق قوانين ومبادئ لا تميز بين احد ولا تفرق بين احد وان الجميع أمام القانون سواء بسواء ، إن نجاح هيئة مكافحة الفساد بملاحقة الفاسدين والمفسدين ومختلسي المال العام أو حتى أولئك الذين لا يقومون بواجباتهم الوظيفية خير قيام تقع على عاتق المواطنين ، الذين عليهم تقع المسؤولية بالتعاون مع هيئة مكافحة الفساد وتقديم الشكاوى للهيئة التي بدورها تقوم بالتحقيق والتدقيق والمساءلة والمحاسبة حيث أن القانون قد ضمن الحماية لكل المتعاونين والمبلغين عن حالات الفساد ، إن الفساد ظاهرة خطيرة إن استشرت في المجتمع تمس بالكيان الاجتماعي وتنخر أسس المجتمع وتدمر مؤسسات المجتمع لذلك لا بد من رصد ومحاربة كل ظواهر الفساد قبل أن تصبح مرضا مستشريا ومتعصيا تصعب مجابهته ومحاربته ، الفساد هو كل سلوك يهدد المصلحة ألعامه وكذلك أي إساءة لاستخدام الوظيفة ألعامه لتحقيق مكاسب خاصة بحسب تعريف القانون الوضعي للفساد ، أما في الشريعة الاسلاميه فالفساد كل ما هو ضد الإصلاح قال الله تعالى ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ) " صورة الأعراف (56 ) وقال الله تعالى ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ) صورة النساء (58 ) وقال تعالى ( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) سورة البقرة

(205 ) وفي صحيح مسلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا يسترعي الله عبدا على رعية يموت حين يموت وهو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة " وروى الإمام احمد عن ثوبان قال " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي والرائش " ويعني الذي يمشي بينهما ، وظاهرة الفساد تشمل جرائم متعددة مثل الرشوة ، والمتاجرة بالنفوذ وإساءة استعمال السلطة ، الإثراء غير المشروع ، التلاعب بالمال العام واختلاسه أو تبديده أو إساءة استعماله ، غسيل الأموال ، الجرائم المحاسبية ، التزوير ، تزييف العملة ، الغش التجاري ، الخ ............. إن الفساد لا يرتبط بنظام سياسي معين بل يظهر عندما تكون الظروف مواتيه لظهوره ويوجد بصور مختلفة ومتباينة في جميع النظم السياسية فالفساد يعد ظاهرة دوليه وعامل قلق للمجتمع الدولي ، وتعد ظاهرة الفساد ظاهرة مركبه تختلط فيها الايعاد ألاقتصاديه والاجتماعية والثقافية والسياسية ولذا تتعدد أسباب نشوئها ، إن للفساد آثار سلبيه متعددة أهمها التاثير السلبي على عملية التنمية فينحرف بأهدافها ويبدد الموارد والإمكانيات ويسئ توجيهها ويعوق مسيرتها كما يضعف فاعلية وكفاءة الاجهزه ويتسبب بخلق حاله من التذمر والقلق ، إن حماية ومكافحة الفساد تستلزم برامج إصلاح شامله تحظى بدعم سياسي قوي وتكتسب مضمون استراتيجي يقوم على تشخيص المشكلة ومعالجة أسبابها وتعاون الاجهزه الحكومية ومشاركة المجتمع ومؤسساته لإرساء دعائم المبادئ والقيم الاخلاقيه للإدارة والمجتمع وتعزيزها والاستفادة من كافة الخبرات والقدرات ، إن ألاستراتجيه الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد التي تسند إليها هيئة مكافحة الفساد في فلسطين تتمثل في حماية النزاهة ومكافحة الفساد بشتى صوره ومظاهره ، تحصين المجتمع الفلسطيني ضد الفساد بزرع مبادئ القيم والأخلاق القويمة والاعتداد بالنفس وبالقدرة على مكافحة الفساد ، توجيه المواطن الوجهة السليمة باحترام القوانين والالتزام بكافة القيم الاخلاقيه التي تحول دون الانحراف ، إن المطلوب وضع استراتجيه وطنيه ضمن عملية التطوير لقانون هيئة مكافحة الفساد وتطوير عمل هيئة مكافحة الفساد وذلك بالعمل على تنظيم قاعدة معلومات وطنيه لحماية النزاهة ومكافحة الفساد لتشتمل على جميع الوثائق النظامية والاداريه ورصد المعلومات والبيانات والإحصاءات الدقيقة عن حجم المشكلة وتصنيفها وتحديد أنواعها وأسبابها وأثارها وأولوياتها ومدى انتشارها زمنيا ومكانيا واجتماعيا ، كما أن ذلك يتضمن قيام الاجهزه الحكومية المعنية بحسب اختصاصها بإعداد الإحصاءات وتقارير دوريه عن مشكلة الفساد تتضمن حجم المشكلة وأسبابها وأنواعه والحلول المقترحة وتحديد السلبيات والصعوبات التي تواجه تطبيق الانظمه والإجراءات المتعلقة بحماية النزاهة والعدالة ومكافحة الفساد ، إتاحة جميع المعلومات أمام الراغبين في البحث والدراسة وحث الجهات الاكاديميه ومراكز البحوث المتخصصة على إجراء المزيد من الدراسات والبحوث ، رصد كل ما ينشر في وسائل الإعلام والصحافة عن موضوع الفساد ، متابعة المستجدات في موضوع مكافحة الفساد على المستوى المحلي والدولي ، قيام الاجهزه الحكومية المعنية –بحسب اختصاصها بالمراجعة الدورية للانظمه والقوانين المتعلقة بمكافحة الفساد وذلك لتحديد الصعوبات والعوائق التي تظهر من خلال تطبيق الانظمه والقوانين المعمول بها ، تطوير وتقويم الانظمه الرقابية والاداريه والمالية لضمان وضوحها وسهولة تطبيقها وفعاليتها وبما يضمن الشفافية والنزاهة ضمن الأسس الكفيلة لمحاربة كل مظاهر الفساد ، إن هيئة مكافحة الفساد تنطلق في عملها على قاعدة تطبيق مبدأ الثواب والعقاب وان لا احد فوق المساءلة والقانون وان الهيئة في عملها وأدائها تبتعد عن سياسة المهادنة أو الممالئة وهي تسعى لتطبيق القانون وتحقيق العدل ليشمل الجميع ضمن السعي لتصبح دولة فلسطين دوله نظيفة من الفساد ودوله يسودها العدل والمساواة دون محاباة لأحد على الآخر ، وان جهود هيئة مكافحة الفساد تستند إلى الوعي الشعبي والجراه لدى الفرد الفلسطيني في مواجهته لأي مظهر من مظاهر الفساد والإبلاغ عن كل حالات الفساد لوضع حد لكل المخالفين ولكل من تسول لهم نفسهم بممارسة الفساد ، إن حقيقة القول أن هيئة مكافحة الفساد تقوم بعمل دءوب بلا كلل أو ملل ضمن مجهود يستهدف للوصول في هيئة مكافحة الفساد إلى مصاف الأمم في عملها وأدائها وتطوير عملها وقدراتها