قيادي بجبهة التحرير الفلسطينية: هناك مؤامرات متعددة على حق العودة

جبهة التحرير الفلسطينية.. احدى الفصائل الفلسطينية التي خاضت غمار المقاومة والمواجهة مع اسرائيل من خلال عمليات عسكرية ونوعية داخل وخارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وهي ثمرة من ثمرات الانشقاقات السياسية في الشارع الفلسطيني، تعارض الجبهة سياسياً اتفاق أوسلو وتؤمن بديمومة الكفاح المسلح كما أنها لا تعترف بدولة اسمها اسرائيل، لها وجود في سوريا والعراق ولبنان وطبعاً فلسطين في الضفة والقطاع.

عضو المكتب السياسي في جبهة التحرير الفلسطينية  عباس الجمعة حل ضيفاً في برنامج آراء وآفاق مع الاعلامي اللبناني قاسم صفا ليتحدث عبر اذاعة صوت "الفرح" عن دور جبهة التحرير وأهدافها كما مواقفها من كل ما يجري في العالم العربي.

فيقول الجمعة إن "جبهة التحرير الفلسطينية تأسست ما بين عامي 1959 و 1961 ، وأعلنت حضورها عام 1965، نفذت أولى عملياتها في ديشوم عام 1967 وكان أول شهدائها خالد الأمين وفي العام 1967 حصل حوار بين حركة القوميين العرب وجبهة التحرير أدت إلى وحدة الجبهتين تحت اسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وبعد عام من الوحدة ونتيجة الخلاف الايديولوجي خرجت جبهة التحرير لتطلق على نفسها اسم الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، ووقع خلاف آخر 1976 أدى الى العودة لاسم جبهة التحرير الفلسطينية فخاضت غمار النضال الوطني الفلسطيني عبر عملياتها البطولية  ونضالها المستمر على ارض فلسطين، كما تناضل جنبا الى جنب مع كافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وتلتقي مع الجبهة الشعبية القيادة العامة وحركة الجهاد الاسلامي والصاعقة، أما حماس فتلتقي معها في بعض المسائل وتختلف بالبعض الآخر على المستوى الفلسطيني."

واضاف ان" الجبهة قدمت من أجل فلسطين خيرة قادتها ومناضليها، وفي مقدتهم قادتها الامناء العامين شهيد اعلان الاستقلال طلعت يعقوب، وفارس فلسطين أبو العباس ، وضمير فلسطين ابو احمد حلب، والقادة ابو العمرين وابو بكر وسعيد اليوسف وابو العز وغيرهم فهم يستحقون أن تخلد مآثرهم ."

أما اتفاق أوسلو فيؤكد الجمعة رفض الجبهة لهذا الاتفاق الذي كانت نتائجه كارثية ، حيث "راينا في هذا الاتفاق خروجاً عن برنامج منظمة التحرير الفلسطينية الذي كان متفقاً عليه بين الفصائل، ومثّل هذا الاتفاق انتقالاً إلى برنامج آخر، ونحن انطلقنا من وجهة نظر التي تقول إن اتفاق أوسلو كارثي على القضية الفلسطينية، وكانت له تداعيات خطيرة، ونعتقد أنه بعد توقيع الاتفاق في عام 1993، ومسيرة ما سمي مفاوضات السلام على مدى عشرين عاماً، وصلت المسيرة إلى طريق مسدود، وفشلت فشلاً كاملاً؛ لأننا أمام كيان عدواني عنصري استمر بالاستيطان وضاعف من وتيرته ومارس عملية تهويد في القدس وبنى الجدار العازل وسياسة القتل والاعتقال، واتضح تماماً أننا أمام كيان يريد السيطرة على كل شيء والتصفية الكاملة للقضية الفلسطينية مدعوماً من الولايات المتحدة الأمريكية  ، لهذا كان موقفنا واضح هو التمسك بالوحدة الوطنية ضمن اطار منظمة التحرير وبخيار المقاومة بكل أشكالها و نقل ملف القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة لتطبيق قراراتها والانضواء في هيئاتها باعتبار  ذلك هو الخيار الوحيد للشعب الفلسطيني لاسترجاع الأراضي الفلسطينية واقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس. "

ولفت ان الجبهة منذ بدء الإنقسام الداخلي الفلسطيني بذلت جهودا جبارة من أجل رأب الصدع ،  ونحن نتطلع الى حوار شامل ينطلق من احترام ما تم التوافق عليه في الحوارات التي جرت حتى نعالج فيه كل التفاصيل التي تمكننا الإحاطة بكل الآراء.

وأكمل: " نحن نقول بكل وضوح أن هناك مؤامرات متعددة على موضوع حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذي هو أساس القضية الفلسطينية وجوهره، وهذا يستدعي من الجميع التمسك بهذا الحق المقدس الذي لا يجوز التنازل عنه"، مؤكداً رفض الجبهة الاعتراف بيهودية الدولة  التي تعني الغاء حق العودة للشعب الفلسطيني.

وفيما يتعلق بالثورات العربية، أشار الجمعة إلى نظرة الجبهة لهذه الثورات قائلا "في بداية الأمر كنا على قناعة بأن تحرر الانسان العربي ومعالجة القضايا التي يواجهها ستكون له نتائج مباشرة على القضية الفلسطينية.باعتباره حراك من اجل تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ،الا ان امريكا والدوائر الامبريالية دخلت على الخط بقوة لكي تمنع هذا الحراك من تحقيق أهدافه.بالتنسيق مع قوة متأسلمة وقوة تكفيرية بهدف ضرب مقدرات الشعوب العربية، وهذه المؤامرة بدأت تفشل نتيجة الصمود الذي نراه في مصر وسوريا، ونحن نتطلع إلى الحوار الروسي الأميركي والحوار الايراني الأميركي الذي سيكون له نتائج ستنعكس على الأوضاع العربية بشكل عام."

وأضاف أن كل الأحداث العربية قد أثرت على موقع القضية الفلسطينية بالنسبة للعرب الذين لهم أولوياتهم فتأتي القضية الفلسطينية في المرتبة الثانية أو الثالثة في تصنيفاتهم، لكنها سرعان ما ستعود وتأخذ الاهتمام الكامل من كافة الشعوب العربية التي ما زالت تعتبر قضية فلسطين من الاولويات.

وحول العلاقات الايرانية الفلسطينية ، اكد الجمعة ، ان  "إيران تضع في أولوياتها  القضية الفلسطينية كما في الجزائر وتونس  واليمن وسوريا ومصر ولبنان بغض النظر عن ما يجري من أحداث على الساحة اللبنانية إذ نتمنى للبنان الشقيق كل التقدم والازدهار  ، ونأمل من الاشقاء اللبنانيين أن يعودوا الى الحوار البناء"، مؤكدا "التزام الشعب الفلسطيني بالحفاظ على مسيرة السلم الاهلي والقوانيين والانظمة اللبنانية،  ونطالب الحكومة اللبنانية اقرار الحقوق المدنية والاجتماعية للشعب الفلسطيني إلى حين عودته لدياره."

وفي الختام أشار الجمعة إلى أن الشعب الفلسطيني يتطلع الى انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية ضمن اطار منظمة التحرير الفلسطينية، شاكراً ومقدراً العمل الذي تقوم به اذاعة وموقع صوت الفرح رئاسة وهيئة تحرير ومراسلين وزملاء، فهذا الدور مهم جداً في مدينة صور وعلى مستوى لبنان بأكمله، كذلك شكر الاعلامي قاسم صفا على هذا البرنامج المهم على صعيد المنطقة من أجل أن يكون صدى وصوت لكل الأوفياء والمخلصين للقضية الفلسطينية.

المصدر: بيروت - وكالة قدس نت للأنباء -