ظهرهذا المدعو ( Face book) في عام 2003.. ووصلني في عام2010 ،ولكني لم استلطفه كثيرا في حينه، وهجرته ..، الا انه في صيف العام نفسه ساعدني على النجاة من أمر دبر لي بليل..!!
اظهر حقيقة الإخوة الجبناء ،وجند لي حشدا متعاطفا افشل مخطط الحاقدين..!! رغم ذلك بقيت على تخوفي من هذا العالم الافتراضي بسبب ماعانيت من اختراقات ،وثغرات السيد نت..الذي تعودت عليه ،وعلى نكده منذ عام2000 فقد كان الوسيلة الوحيدة للخروج من قشرة الجوز الصلبة ،وعرض سخرياتي الساخطة المقموعة ،والممنوعة على القاصي والداني.
في نهاية عام 2012 . قررت استحياء من تخلفي التقني ان اجدد صداقتي للفيس خاصة ،وان أولادي وبناتي واصدقائي كانوا يتحدثون عنه ،وعن سحره وجماله ودلاله ،كما لو انه الأميرة (قوت القلوب) في زمان ألف ليلة وليلة.. ،وقضيت أياما أغري ابنتي الصغرى ان تجدد حسابي ،وتعلمني ما تيسر من كراماته مقابل عشرة شواكل..!! بينما اجتهدت بقواي الذاتية في التحرش بتويتر..!!
في البداية شد ني فضاء البوستات الجميلات ،واللايكات ،والتعليقات ،والمشاركات ،ودفعتني معايرة ابنتي لي بقلة اصدقائي والمعجبين الى توسيع دائرة الاضافات خاصة عندما لاحظت ان أي عطسة من أي انثى تتوارى وراء صورة جميلة ..!! تحصد العشرات من اعجابات الذكور، و تعليقاتهم المتملقة ...،بينما لا يكاد يحصد شيئا مقطع من قصيدة مشهورة لدرويش، أو حكمة فتش عنها بعد عناء ذكر خنتريش..!! ومع ذلك وجدت ان بعض الذكور يكسرون القاعدة ويحصلون على 50 لايكا و30 تعليقا دفعة واحدة.وسرعان ما اكتشفت. انه كلما زاد عدد الاصدقاء زاد الحصاد وفي نفس الوقت يرتفع مستوى الخطر..!!
اذهلتني سرعة الضوء في تبادل الرسائل والدردشات خاصة عندما يكون النت فت.. كما اذهلتني من قبل في الجوالات وتذكرت ضاحكا سرعة السلحفاة لرسائل في الزمانات كتبتها على لسان امي الى ابي في السعودية قبل 50 عاما وكانت تصل بعد 60يوما والرد بعد 60يوما آخر. يعني تصورو ا كانت المسافة بين كيف حالك؟ والحمد لله 4شهور كاملة..!!
لم اتواصل مع تويتر .. وجدتها متحفظة ،ومحدودة رغم كونها مشهورة بتغريدات ضاحي خلفان والبرادعي وباسم يوسف وابناء رابعة السابقين..!! .. لكني وجدت نفسي في طريقي لادمان الفيس..، فالاصدقاء قاربوا ال600 ومنهم الحبيب ،والعجيب ، والغريب ، والسياسي ،والاديب..ومنهم المزعج ، وثقيل الدم ،والمريب.، لكني لم افكر في حذف أي كان.
لاحظت ايضا اني انزلق في رمال ناعمة ..ساعة ..ساعتان..ثلاث .. اربع .. ،وانا كالتيس منهمك في متابعة الفيس..!! مابين قراءات ،ولايكات ،وبوستات ،وتعليقات ، وصباحات ،ومساءات ،و مجاملات ع الفاضي والملان .. وجدت نفسي الهث..!! في فانتازيا افتراضية أشبه بسوق الاربعاء فهذا يغازل ،وهذه تحب وهذا يسب ،وذاك يسيس ،وتلك تميس..!! ومن المفارقات المضحكات ان تجد أحيانا في نفس الصفحة صور الخلاعة الى جانب طلب الشفاعة ..!! وما يوحي بالجهل ،والابتذال الى جانب التنظير ،ورفض الاحتلال ..!!
عدا عن اني اسمع يوميا عن سرقة حساب فلان والتلصص على علان ..!! وإسقاط للبعض عبر دردشة ناعمة وأقرا عن تنصت أمريكا حتى على رئيسها وزعماء الثماني ،واعتراف شركة ياهوووو بانها تقدم المعلومات الشخصية عن عملائها كخدمة استخبارية..!! واليوم اسمع، وارى على ذمة القناة العاشرة وناصراللحام ان اي مسج ملغومة تصل الى جوالك الهمام.. معنى ذلك ان كل مافيه من اسرار وهموم -مفتوحا كان ام مغلقا- انتقل الى عيون البوم..!!
كنت ادرك من البدء ان عيونا مفتوحة ترقب كل سكنة..كيف لا..؟!! وقد كنت - وربما لازلت - ضحية هاكر..موحد بالله و تقي نقي 7سنوات كاملة ،وانا نايم في العسل..!!
لكني اشعرالان اننا نستحم في الشارع ،وكل العالم يطلع على تفاهاتنا ،وعوراتنا. ببث مباشر.!!
قررت الفرملة.. ،وبدون اسئلة.. قف وفكر ..فالوقت أثمن من أن يضيع سدى.. لأنه بالنسبة لى لن يتكرر..
قررت الاقتصار على استثمار الوقت بشكل يعيد احترامي لذاتي..، ولا تواصل بعد الان الا فيما يستحق، ومع من يستحق..!!
اني افخر واعتز بالعلاقات المفيسسة مع ادم وحواء على السواء ،واسعد بها الى درجة انها اصبحت جزء لايتجزا من يومي.. ،ولكني لازلت اخشى ،وسا اظل..خاصة ان الفيس كما هو سريع في بناء العلاقات الشخصية... فهواسرع في تدميرها ايضا..،فكم من صداقات وزيجات تمت على الفيس،وكم من مشاكل شخصية وعائلية كان الفيس سببا مباشرا فيها..!!
صحيح اني شخصيا لولا السيد النت، والاخ جوجل وصديقي الفيس وحبيبي الجوال في الالفينات.. لمت اختناقا.. وصحيح اني لولا عمي التليفون و ابن عمي المرحوم فاكس في التسعينات لانتحرت اجتماعيا.. لكني اشكر الله اولا ثم اخوالي الراديو والتلفزيون والبيك اب والمسجل والفيديو ا لذين افرحوني ،وابكوني ، وعلموني دون ان يتلصص علي من خلالهما احد..!!
انا شخصيا لا أخاف الباب..، وانما يلدغني ثقبه.. ولا اخشى الزجاج ولكن تحرقني نظرة متطفلة عبره، ولا اكره اللاب ،ولكن لا آمن غدر كاميرته.. ، وصحيح يستفزني الانشغال ب(بالبعبصة)في الجلاكسي ،والايفون ..لكن لا احقد عليهما ،وانما ارتاب في فضولهما..!! ،وقد تعلمت في زمن (حبة العدس) ان سوء الظن من حسن الفطن.. ،ولا يلذع تيس من فيس مرتين..!!