بالأمس في 3/12/2013 كان الاحتفال من قبل قناة الميادين بالمناضلة الجزائرية جميله بوحيرد التي قاومت الاستعمار الفرنسي للجزائر وسجلت بطولات يشهد لها التاريخ ويشهد للمرأة العربية نضالها ومواقفها الشجاعة في مواجهة المحتل ، برنامج جدارة الحياة هو بحق دائرة ضوء عبر نفق مظلم للواقع العربي الحالي ، وهو نقطه للتفكير مليا ما بين الماضي والحاضر ، بين حقيقة الثورات بمعناها التحرري النضالي وبين حقيقة ما نشهده من مؤامرات تحت شعار حرية المواطن دون حرية الأوطان ، احتفال المحتفلين في بيروت عاصمة المقاومة في قصر الانيسكو حيث امتلأت القاعة عن بكرة أبيها احتفالا بالمناضلة الجزائرية جميله بوحيرد وهي ترتدي الكوفية الفلسطينية لها دلالتها ومعانيها في أن فلسطين هي حاضره في عقول وقلوب المناضلين الأوفياء من العرب والمسلمين ، ومهما حاول المتآمرون لحرف البوصلة عن فلسطين فلن يستطيعوا من الوصول لهدفهم وغايتهم لان فلسطين هي البوصلة الحقيقية للنضال بكل معانيها ، احتفال التكريم هو بحق استعراض للتاريخ العربي بكل معانيه واستعراض لمعنى الثورات العربية في مقاومة الاستعمار ، الثورات العربية حملت معاني التحرر للأوطان وللمواطن ، انطلاقا من ثورة الجزائر وثورة الشعب الفلسطيني في مواجهة الغاصب الإسرائيلي وثورة عبد الناصر في مواجهة المستعمر البريطاني وثورة السوريين واللبنانيين ضد الفرنسيين إنها الثورات التي تحمل كل الدلائل والمعاني التي هدفت لتحقيق الوحدة العربية وتحقيق الحلم العربي بتحقيق الأمن القومي العربي ، كان وما زال حلم المواطن العربي بالتحرر من الاستعمار ومن التبعية والاستظلال بحماية الأجنبي ، الشعوب العربية بدعمها ومساندتها لبعضها البعض للتحرر من المحتل المستعمر الأجنبي يجمعها فكر واحد ورؤى واحده ألا وهي تحقيق الحلم العربي بالوحدة العربية وبوحدة التكامل الاقتصادي والسوق العربية الموحدة ، لقد عانق الجزائريون إخوانهم التونسيين وجبلت بدمائهم بالأرض العربية في وحدة المقاومة والنضال جسدتها جميله بوحيرد بوحدة الدم الجزائري التونسي من والدها الجزائري ووالدتها التونسية هكذا كان التاريخ ، إنها وحدة المغرب العربي في مواجهة الاستعمار التي تجسدت في ثورة عمر المختار في ليبيا في مواجهة المغتصب الطلياني ، لقد كان للثورات معناها وأهدافها وقيمها ، لقد كان للفكر معناه ، قناة الميادين بتكريمها للمناضلة الجزائرية جميله بوحيرد أعادتنا للتاريخ وذلك من خلال ما أبرزته وأظهرته للمشاهد العربي من ذاك التاريخ الذي هو بحق يعيدنا لإعادة التفكير في حاضرنا والى ما وصلنا إليه فيما سميناه ثورات الربيع العربي التي هي ابعد عن ما تكون عن الثورة وإنما هي في واقعها وحقيقتها تجسد معنى الانقسام والتشرذم بهذا الفكر التكفيري ، وبهذا التدمير الممنهج لكل مقومات الوحدة العربية ، وبهذه الفتاوى التي تشرع القتل الذي حرمه الله ، وبهذا التشريع للتدخل الأجنبي بالشؤون العربية ، وبهذه الدعوى للتقسيم المذهبي والطائفي والعرقي ، هذه ليست بثوره وليست بحريه إنها الاستعمار الجديد للوطن العربي تحت شعار حرية الفرد في ظل تقييد حرية الأوطان ، قناة الميادين بتكريمها للمناضلة الجزائرية جميله بوحيرد سلطت الضوء على التاريخ الثوري بمعناه الحقيقي وعلى الثورة الحقيقية بمفهومها الثوري ، وأبرزت قناة الميادين للمشاهد العربي من خلال برنامجها جدارة الحياة أن هناك في تاريخنا من يستحق التكريم لأنه جدير وعبر حياته النضالية بهذا التكريم ، جميله بوحيرد أعادتنا للتاريخ وجعلتنا أمام واقع لا بد وان تنهض الشعوب العربية جميعها لتنفض عنها غبار ما حل بها من تقاعس في مواجهة الهجمة الاستعمارية التي تستهدف ألامه العربية والوطن العربي ، إن جريمة ما يتعرض له العراق من قتل وتدمير وتقسيم وجريمة التآمر على سوريا وما يستهدف سوريا من تدمير ومحاوله للتقسيم وما يتعرض له لبنان من خطر يستهدف وحدة النسيج الاجتماعي اللبناني وما تتعرض له مصر من مخاطر تتهدد وحدة المصريين هو الخطر الداهم الذي يداهم وحدة ليبيا وتونس إنها المؤامرة المغلفة بغلاف ما أصبح يعرف بثورة الربيع العربي التي لا بد وان تتحول لثورة حقيقية تنفض عنها غبار ما حل بها من تقاعس ، بعودتنا للتاريخ الذي جسد معنى الثورة التي هدفها تحرير الأوطان لنيل المواطن حريته ، وجسد معنى وهدف أن ألامه العربية مطالبه بتوحيد جهدها ورؤيا لأجل تحرير فلسطين والقدس والأقصى من أيدي المغتصب الإسرائيلي ، قناة الميادين خلقت واقع إعلامي جديد بأسلوب جديد هدفه إعادة الروح للجسد العربي لعل وعسى أن تعيد لهذا الجسد روحه التي افتقدها حين استكان وقبل بالأمر الواقع ، وان واقع وحقيقة ما جسدته قناة الميادين هو العودة للتاريخ ، للماضي والاقتداء بما خطه الأجداد والآباء من قيم وما غرسوه في أبنائهم من روح تجسد معنى الثورة والنضال الحقيقي للتوصل لهدف نسعى إليه جميعا ألا وهو تحرير الأوطان مقدمه لتحقيق حرية المواطن