إن المخطط الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد هدفه إفراغ منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط من الغطاء الأمني القومي العربي ، وان هدف الحروب التي شنتها أمريكا نيابة عن إسرائيل كان الهدف منها إضعاف قدرات الجيوش العربية لصالح الهيمنة الاسرائيليه ، وان كتاب العدل الإلهي المسيحي الذي اختطته اليمين المتصهين الأمريكي وما تضمنه عن يأجوج ومأجوج ومعركة مجدوا إن هو إلا ضمن حملة التحريض لليمين ا لأمريكي المتصهين لغزو ا لعراق وتدمير الجيش العربي العراقي وتقسيم العراق ، وان حرب تموز 2006 التي شنتها إسرائيل على لبنان كان هدفها القضاء على المقاومة وقوة حزب الله لإفراغ الساحة اللبنانية وعزل سوريا عن إيران ، وان استكمال المخطط الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد هو بأهداف وغايات ما سعت أمريكا وإسرائيل لتحقيقه من ما يسمى ثورات الربيع العربي ، وان ذروة الأهداف التي سعت أمريكا لتحقيقها هو بتآمرها ودول عربيه وإسلاميه ارتضت للسير بالفلك الأمريكي الصهيوني لضرب سوريا واستهداف قدرات الجيش العربي السوري ضمن محاولات تفكيك الجيش العربي السوري لصالح تأمين امن إسرائيل وإتاحة ا لمجال أمام إسرائيل لفرض وجودها وهيمنتها العسكرية على المنطقة ، إن ما شهدته مصر من تغيرات قد قلب موازين المعادلة في المنطقة مع أن الوضع في مصر لم يستقر ولم تظهر بعد نتائج تلك التغيرات وواقعها وحقيقتها ضمن ا عادة التموضع المصري وموقفه من تحالفه مع أمريكا ومعاهدة السلام التي تربطه بإسرائيل ، إن تراجع أمريكا عن تهديداتها بتوجيه ضربه عسكريه لسوريا قد قلب المعادلات في المنطقة ، وان نجاح قمة جنيف والتوصل لاتفاق إيران مع الدول خمسه زائد واحد جعل المنطقة برمتها تعيش واقع التغيرات في موازين ا لقوى وإعادة التحالفات في المنطقة بعد أن فشلت كافة ا لمحاولات لإسقاط ألدوله السورية وعجز المتآمرين عن تحقيق أهدافهم بعزل إيران عن محورها السوري وقوى المقاومة ، إن حقيقة ما أصبحت تعانيه دول منطقة ا لخليج وبعض الدول هو أنها قد وجدت نفسها أمام تغير حقيقي في موازين القوى وتغير في التحالفات الدولية والاقليميه وان هناك فراغ حقيقي تشهده المنطقة بفعل التراجع الأمريكي وإمكانية نجاح القنوات المفتوحة مع إيران حيث أن أمريكا وضمن التغير الدولي والإقليمي تبحث عن مصالحها ، إن إسرائيل وهي تسعى لتكريس نفسها ووجودها لتخلف أمريكا لملئ الفراغ الأمني الذي أصبحت تتخوف منه دول الخليج العربي ، هذه ا لدول وغيرها شرعت بفتح قنوات مع إسرائيل ضمن مسعى عقد تحالفات أمنيه لمواجهة إيران والقوى المتحالفة معها ، وما كتبته يدعوت احرنوت يكشف حقيقة التنسيق ما بين هذه الدول وإسرائيل ، حيث تحدثت الصحيفة عن أن رئيس الكيان الإسرائيلي شمعون بيرس تحدث أمام 29 وزير خارجية من دول الخليج ودول عربيه وإسلاميه أخرى وبحسب ما ذكرته الصحيفة عن ا ن بين الحضور نجل ا لملك عبد الله بن آل سعود ، واعتبرت الصحيفة أن ذلك حدث تاريخي وان بيرس تحدث معهم عن طريق الفيديو كونفرانيس بينما كان يجلس في مكتبه في القدس وخلفه علم الاحتلال الإسرائيلي ، وان أمريكا ومن باب بث الاطمئنان لإسرائيل ولتهدئة روعها وروع دول الخليج جراء ما أبدوه من غضب نتيجة اتفاق جنيف حيث أن الذي رتب عملية الاتصال وإتاحة المجال لرئيس الكيان الإسرائيلي شمعون بيرس للتحدث في المجتمعين هو المبعوث الأمريكي مارتن أنديك وتيري لارسن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة وأكدت الصحيفة أن أحدا من المجتمعين لم يخرج من قاعة الاجتماع وان كلمة بيرس لاقت ترحيبا وتصفيقا من الحاضرين، وبحسب صحيفة يديعوت احرنوت فان المحلل السياسي فريدمان من صحيفة نيويورك تايمز هو الذي كشف خفايا ما حدث كونه كان مشاركا في ذلك اللقاء ، إن حقيقة الواقعة إن صحت فان إسرائيل تسعى لتكريس وجودها الأمني في المنطقة وتسعى لان تصبح شرطي المنطقة ضمن محاولاتها للوصول لقواعد خليجيه لمواجهة إيران ضمن مسعى أن تصبح إسرائيل شرطي المنطقة ، حيث أن شمعون بيرس ضمن كلمته للمجتمعين أن العدو المشترك لإسرائيل ودول الخليج إيران وسوريا وقوى المقاومة وان إسرائيل باستطاعتها تامين الأمن والحماية لدول الخليج إذا ما أصبحت إسرائيل جزء من منظومة امن المنطقة ، إن واقع ما أصبحت تعيشه منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط تدعوا للغرابة في ظل الفراغ الأمني الذي تعيشه المنطقة خاصة تلك الدول التي أصبحت تستشعر الخطر الذي يداهمها بفعل انضوائها تحت المظلة الامريكيه وبفعل قبولها للانخراط بعملية التآمر على سوريا وقبولها بالمخطط الأمريكي الصهيوني الذي هدفه تصفية القضية الفلسطينية ، إن الهرولة العربية نحو إسرائيل والتنسيق العسكري والأمني معها إنما هو الخطر الداهم الذي يتهدد المنطقة برمتها لان إسرائيل دوله عدوانيه ودوله محتله وهي تقوم بتهويد القدس وتسعى لهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل فوق الأقصى ، وان هرولة النظام الرجعي العربي نحو عقد التحالفات الامنيه والتنسيق مع إسرائيل هو دليل على أن هذا النظام العربي قد قبل على نفسه بتأييد الإجراءات الاسرائيليه الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية وان تآمره على سوريا هو ضمن ما تسعى أمريكا وإسرائيل لتحقيقه ألا وهو امن إسرائيل ، لتصبح إسرائيل شرطي المنطقة ، إن العالم العربي يعيش متاهة الفراغ الأمني بفعل احتلال أمريكا للعراق ونتيجة التآمر ا لذي استهدف سوريا وقوى المقاومة وما أصبحت تواجهه مصر باستهداف للجيش المصري إنما هو ضمن مسلسل التآمر الذي يستهدف امن ألامه العربية ،مما أصبح يتطلب وعي عربي لخطورة المخططات المشبوهة التي تواجه عالمنا العربي وخطورة النهج لبعض الانظمه العربية بسعيها للتحالف مع إسرائيل ، ما يتطلب تحرك جماهيري عربي لمواجهة تلك المخططات المشبوهة تحريرا في 5/12/2013