غزة اقليماً متمرداً من اجل الحرية والكرامة

بقلم: مصطفى إبراهيم

هل مكتوب على غزة ان تبقى في الظلام والبؤس والشقاء، وينام اطفالها في البرد من دون تدفئة وحماية، ويتم تصنيفها اقليم متمرد! كأنها وجدت لتكون كبش فداء والتضحية بها، وحمل المشروع الوطني على اكتافها، وهي مستمرة في النزف، ودفع اثمان سياسية ووطنية وإنسانية و اخلاقية، وستظل شلالا نازفا للدم والموت والفقر والتسول.

غزة تعيش الظلام منذ 42 يوماً، ويوما بعد يوم تنفجر صمتا، دون ان يسمع صوت انينها وصراخها المكتوم سوى اهلها وناسها الطيبين، ومكتوب عليها ان تظل تبكي دما ونزفا من اعصاب ناسها وقتلهم ببطيء.

حماس وحكومتها تتحمل المسؤولية القانونية والوطنية والأخلاقية عن حكمها لغزة، وما يجري فيها من شقاء تتحمل هي نصيب كبير منه، فلا يكفي فقط الصراخ والقول ان الاحتلال والحصار سبب ما يجري فينا، مطلوب منها تقديم المبادرات والحلول لحالنا.

السيد الرئيس محمود عباس، القادة والزعماء يظهرون قيادتهم وحكمتهم وشجاعتهم في الازمات والكوارث التي تلم بالناس، وفلسطين كلها تعيش ازمة وكوارث منذ النكبة، وحتى الان نعيش النكبة بأشكالها المتعددة.

السيد الرئيس قطاع غزة معاناته ليست فقط في الكهرباء والمياه، على اهمية ذلك، ومجزرة الرواتب والمواصلات والعلاوات الاشرافية وتقليصها والتهديد بقطعها نهائيا وغيرها من المشكلات، غزة اصبحت مشكلتها وأزمتها ازمة كرامة.

فكل من هب ودب يبرز عضلاته في وجه غزة من اجل تركيعها، الاحتلال لم يستطع تركيعها فهي دائما عصية على الكسر والهزيمة، فهي من تصنع من الهزائم الانتصارات.

السيد الرئيس ألا يستدعي من سيادتكم الاطلاع على التقارير التي تصلكم من الاجهزة الامنية والمستشارين والوزراء والأصدقاء والأعداء، حال غزة لا يستدعي الاطلاع على التقارير، مجرد مطالعة الصحف تخبركم عن حالنا وبؤسنا والفقر والبطالة والمعاناة اليومية، والشغل الشاغل الكهرباء وغيره من هموم معيشية.

ألا يستدعي كل ذلك ان تتخذ قرار بإعفاء غزة من ضرائب الوقود، ليس خدمة لحماس وإطالة حكمها كما تعتقد ويصور لكم الامر كتبتة التقارير الكيدية، هذا واجب من واجباتكم، من يعاني نحن، وحماس جزء من نحن.

بالأمس طالعتنا وسائل الاعلام بالمكالمة الهاتفية التي اجراها السيد ابو العبد هنية مع سيادتكم، وانها تناولت الاوضاع الانسانية للقطاع.

السيد الرئيس فلسطين كلها اصبحت حالة انسانية وكثر يريدونها كذلك، فالناس يرفضون التسول و هم المنسيون الذين يرفع من شان الوطن والقضية، وهؤلاء هم من تحملوا الاحتلال ومآسيه وناضلوا وما يزالوا من اجل دحر الاحتلال و حماية المشروع الوطني.

الناس هم خير عطاء، هم من يحملون شعلة التحدي للاحتلال والظروف الصعبة التي يعيشونها، هم الاقوياء وأي سلطة او قوة امامهم ضعيفة.

غزة ليست اقليما متمردا كما يريد منها البعض ان تكون، فهي اقيلما متمردا على الاحتلال، و من اجل وحدة الوطن ومقاومة الاحتلال، غزة اقليما متمردا من اجل الحرية والكرامة.