غرقت عشرات المنازل بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة مُنذ ساعات الصباح، جراء تدفق المياه بداخلها، نتيجة غزارة الأمطار في أخر أيام المُنخفض الذي يضرب الأراضي الفلسطينية مُنذ أيام.
وقال مراسل "وكالة قدس نت للأنباء" إنّ نحو 40 منزل غرق مُنذ الصباح في أنحاء متفرقة من المحافظة، خاصة في منطقة حي الأمل وشارع العبارة وحي المنارة وبلدة عبسان الصغيرة وبني سهيلا شرق المحافظة، وتم إجلاء ساكنيها.
ولفت مراسلنا، إلى أن طواقم بلديات شرق خان يونس والدفاع المدني عملت على إجلاء السكان من منازلهم بواسطة قوارب صيد صغيرة، وسحبت المياه بواسطة مضخات مياه لخارج المناطق المتجمعة بها، لتفادي تفاقم الخسائر.
وبين إلى أن معاناة أصحاب المناطق التي تتجمع بها المياه تتفاقم، خاصة منطقة حي المنارة التي تحاصر بها المياه عشرات المنازل، ومنطقة أبو عنزة ببلدة عبسان الصغيرة، ومنطقة شارع العبارة في بلدة القرارة، ومنطقة العرايشية بحي الأمل".
تجنيب كارثة..
وتمكنت طواقم بلدية خان يونس، من تجنيب المواطنين القاطنين في محيط بركة تجميع مياه الأمطار الواقعة شمالي حي الأمل غرب المحافظة كارثة حقيقة كادت أن تودي بحياة الأبرياء بعد ارتفاع منسوب مياه البركة .
وذكر رئيس البلدية يحيى الأسطل، أن فرق البلدية العاملين في لجنة الطوارئ وكافة الأقسام المعنية قد هرعوا فجراً إلى البركة بعد ارتفاع منسوبها الطبيعي، وقاموا تدريجياً بالسيطرة على مياه البركة التي تدفقت بغزارة تجاه منازل وأراضي المواطنين في منطقة الحاجر والربوات الغربية ومن ثم تركيب مضخات مياه كبيرة ونقل مياه بركة حي الأمل إلى الأرض الشرقية المجاورة بعد أن قامت آليات البلدية بأعمال التسوية والحفر وإنشاء بركة أخرى موازية.
وشدد الأسطل أن طواقم الدفاع المدني والشرطة قد أجلت بعض السكان من محيط المنطقة المتضررة وطالبتهم بعدم استخدام الطوابق الأرضية في كافة المنازل حفاظاً على حياتهم ، مشيراً في سياق متصل أن البلدية قد تواصلت مع كافة المؤسسات الإغاثية والمنظمات الحقوقية من أجل تأمين حياة المواطنين وتجنيبهم المخاطر الوشيكة جراء تساقط مياه الأمطار بغزارة والتي جرفت التربة وأحدث حفراً في الطرق الإسفلتية وفاقمت من معاناة المواطنين.
ومن جانبه، أكد مدير العلاقات العامة بالبلدية عماد الأغا أن البلدية قامت ومنذ بداية المنخفض الجوي بتشكيل غرفة طوارئ مجهزة بالكامل لمواجهة آثار المنخفض الجوي بالتعاون مع كافة الجهات ذات العلاقة من المؤسسات الحكومية والشرطية والشئون الاجتماعية والدفاع المدني وشركة الكهرباء وممثلي لجنة العمل التطوعي بالمحافظة.
وشدد الأغا أن البلدية تعمل على مدار الساعة وتقوم بالرد على المواطنين وتتلقى استغاثاتهم على الرقم المجاني (104) وأرقام البلدية المعروفة، وتسخر مختلف آلياتها العاملة في الميدان من أجل حماية الأبرياء ومد يد العون لهم، لافتاً إلى أن البلدية وعامليها يواجهون ظروفاً قاسية جراء المطر والبرد ولكنهم يعملون بكد واجتهاد لنجدة أبناء شعبهم ومدينتهم.
وأوضح أن البلدية تمكنت من درء المخاطر في عشرات البؤر الساخنة من خلال تحويل مصارف مياه المطر وفتح قنوات جديدة لسهولة التعامل معها ميدانياً إلى جانب تكليف عدداً من الموظفين المنتشرين في شوارع المدينة وبالقرب من مصائد مياه الأمطار بالتواجد الدائم للعمل على تنظيفها بشكل متواصل حتى لا تحدث كوارث في المنطقة..
وناشد الأغا المواطنين بضرورة الاحتفاظ بالنفايات وأوراق النايلون والكراتين وعدم إلقائها بالشوارع حتى لا تغلق مصافي المطر، مع أهمية التعاون مع تعليمات اللجان العاملة في الميدان من فرق الإنقاذ والدفاع المدني لسلامتهم.
تضرر 100 منزل..
من ناحيته، قال رئيس بلدية بني سهيلا حماد الرقب لـ مراسل "وكالة قدس نت للأنباء" :"المُنخفض الجوي الذي يضرب الأراضي الفلسطينية، كبد القطاع خسائر فادحة بالممتلكات في مختلف المحافظات".
وأضاف الرقب "نحو 100 منزل تضررت بشكلٍ كلي في البلدة، وأصبحت غير صالحة للسكن، ونحو 200 منزل أخر بشكلٍ جزئي، وساهمت البلدية بجانب قوات الدفاع المدني ووزارة الشئون الاجتماعية وإتحاد المؤسسات الإسلامية بخان يونس بإغاثة المتضررين وإيوائهم، وتقديم الأغطية والفراش والطعام..".
وتابع "البلدية بكافة طواقمها وعلى الرغم من محدودية الإمكانيات وعدم تقاضي الموظفين رواتبهم، إلا أنهم بقوا على رأس عملهم ليل نهار لإغاثة وإعانة الناس"، مشيرًا إلى أنهم ألغوا مراكز الإيواء بالمدارس ونقلوا الناس لشقق سكنية ومخازن تم استئجارها على نفقة أهل الخير.
وشدد الرقب إلى أن عملها أطول بعد انتهاء المُنخفض وستكون التكاليف فوق طاقة البلدية، وبالتالي نتمنى التدخل من قبل كافة الجهات وتقديم الدعم اللازم، فلا توجد منطقة في البلدة كباقي المناطق إلا ولحق بها الضرر، وعلى الرغم من ذلك لن ندخر جهدًا في الوقوف بجوار الناس.
عدسة"وكالة قدس نت للأنباء" تباعت هذه المشاهد في هذا التقرير..
تصوير:عبد الرحيم الخطيب
