يحمل الـ15 من كانون الأول (ديسمبر) 1920، ذكرى أولى صرخات «المتمرد» جمال البنا، أو «الصندوق الأسود»، كما أحب أن يلقبه أعضاء جماعة أخيه حسن (الإخوان المسلمين)، التي لم يغرد يوماً داخل سربها، أو يتفق مع أفكارها طيلة الـ93 عاماً التي عاشها جمال.

ميلاده:

ولد البنا في قرية المحمودية، التابعة لـ«محافظة البحيرة» (شمال مصر) وتأتي ذكرى مولده الـ93 هذا العام، قبل 45 يوماً من الذكرى الأولى لوفاته في الـ30 من كانون الثاني (يناير) 2013، وجمال هو الشقيق الأصغر لمؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، وهو أيضاً مفكر إسلامي مصري أثار الكثير من الجدل، من خلال طرحه وتبينه أفكاراً تخالف «إجماع الكتاب والسنة» كما يراها بعض العلماء.

أهم مؤلفاته:

شهد عام 1945 إطلاق باكورة إنتاجه الأدبي وهو في الـ25 من عمره، إذ نشر كتاب «ثلاث عقبات في الطريق إلى المجد»، فيما ضمت مكتبته نحو 150 كتاباً من تأليفه، كان من بينها كتب: «جواز إمامة المرأة للرجال»، «قضية القبلات»، «الإسلام والعقلانية»، «حرية الاعتقاد في الإسلام» الذي ناقش فيه رأيه عن أن من يرتد عن الإسلام إلى «اليهودية» أو «المسيحية» لا يلزم عليه حد القتل.

جمال وجماعة الإخوان المسلمين:

لم تقف علاقة البنا مع أخيه حسن عائقاً أمام انتقاد جماعة الإخوان المسلمين، إذ أطلق كتاباً مكوناً من 8 أجزاء، بعنوان «من وثائق الإخوان المسلمين المجهولة»، وسبب هذا الكتاب ذعراً شديداً داخل الجماعة بعد كشفه اللوائح الداخلية لها ولتنظيماتها الإدارية وقوانينها السرية، وهو ما أثار غضباً شديداً على شقيق المؤسس، داخل مكتب الإرشاد، لتصفه قيادات الإخوان بـ«الثعلب».

آرائه المثيرة للجدل:

تبنى الراحل العديد من القضايا والآراء التي أثارت جدلاً كبيراً، لعل من أبرزها، بحثه في قضية «إمامة المرأة للرجال»، والذي انتهى بالإقرار والإجازة، وتعتبر أيضاً تصريحاته عن جواز تبادل «القبلات»، و«تدخين» السجائر بعدد حدده بـ3 في نهار رمضان، وعدم جواز طلاق الرجل زوجته منفرداً، ووصفه لـ«الاختلاط» بـ«الضروري» وأنه من الفطرة وطبيعة الإنسان، وكذلك اعتباره لـ«الفصل بين الجنسين» عملية وحشية، من أشهر أفكاره المثيرة للجدل في العالم العربي.

ورأى البنا في  تأسيسه لـ«دعوة الإحياء الإسلامي» ثورة على الفكر الديني التقليدي السائد في المؤسسة الأزهرية، معتبراً أن التجديد ضرورة وركيزة أساسية بالنسبة للبشر جميعاً.