مصرع مليون و800 ألف فلسطيني في قطاع غزة !

هذا العنوان ليس عنوانا مُفبركاً أو عنواناً بصيغةِ المبالغةِ, ولكنه العنوان الذي بات من القريب خروجه إلى الشاشات العربية والعالمية عن حالة قطاع غزة الذي يقطن فيه ما يقارب المليون و800 ألف مواطن, حسب آخر إحصائية لمركز الإحصاء الفلسطيني, يُجلد هؤلاء بشكل يوميٍ بسوط الجوع والعطش وما أهونهم !! أمام أجساد الاطفال العراة التي أرتعشت دون بيتٍ أو سقف يأويهم من أمطار منخفض لا يبصرُ الاطفال أو الشيوخ, كل ما تركه هذا المنخفض خلفه الدمار والسيول وبقايا من بيوت المواطنين التي راحت تركض مع مجرى السيول أمام أعينهم وما بإيديهم حيلة!! كل ذلك حصل في عتمة النهار, فالليل والنهار بغزة لا يختلفان , الكهرباء والأنوار ضيف عزيز لا يحل مرتين في اليوم, وإذا حلت كانت زيارتها كزيارة المريض, غارة!!. هذه البقعة التي كانت ميدان وخط ساخن للمواجهة مع الاحتلال ومازالت حتى هذه اللحظة, وكانت هي حلبة المصارعة بين التنظيمين الفلسطينيين المختصمين, وتحولت إلى قفصِ لايُسمح المغادرة منه إلى عبر بويبة صغيرة تعبرها إذا استوفيت الشروط!!.

لم استغرب في اليومين السابقين خروج الرئيس محمود عباس وتفقده للأسر الفلسطينية في الضفة كان كالأب الحنون يدفئ بزيارته قلوب مواطنيه, وكذلك الأمر حين خرج رئيس الحكومة بغزة إسماعيل هنية يتفقد الأسر الغزية على مركبٍ صغير يجوب به شوارع المناطق المنكوبة, ولم أستغرب أيضا جولة النقاشات التليفونية التي حصلت بين الرئيس عباس وخالد مشعل, وشُكر الأخير للرئيس على وقوفه مع قطاع غزة في هذه المحنة؛ الشعب الفلسطيني شعب أصيل مهما اختلف في الآراء واحاطته الخلافات دائما هناك فجوة وليست ثغرة نحو الذهاب نحو مآخآة وليس فقط مصالحة فنحن ما يجمعنا اكثر مما يُفرقنا. الأمر الذي أستغربته وأستوقفني فعلاً المواقف العربية والعالمية من الكارثة التي اجتاحت غزة هل عليا أن أقول : عفواً فالكارثة ليست في الولايات المتحدة الأمريكية لترسل الدول العربية طائراتها عبر جسور جوية طائرة !! أو ليست من دول غرب آسيا ليتم إرسال أطقم طبية وأدوية وأغذية.

 لا أعلم ما الحالة التي يجب أن تكون عليها تلك البقعة المقتطعة من فلسطين لتستحق أن تعقد من أجلها جالسة طارئة لمجلس الأمم المتحدة, أو على الأقل جلسة متواضعة من جامعة الدول العربية. مصرع مليون و800 ألف فلسطيني في قطاع غزة !! كل يوم يصبح أقرب إلى كل الشاشات العربية والعالمية ربما بكارثة طبيعية أو بطائراتٍ إسرائيلية وربما إختناقاً من مخالب الحصار !!