عبثية المفاوضات واستباحة الدم الفلسطيني تتطلب موقف عربي

بقلم: علي ابوحبله

من المقرر أن يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئ بالقاهرة اليوم السبت الواقع في الواحد والعشرين من الشهر الجاري وذلك للبحث في ملف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيليه ، هذه المفاوضات التي لن تفضي لأية نتائج في ظل المواقف الاسرائيليه المتعنتة والممارسات الاسرائيليه ، حيث أن حكومة نتنياهو تتعمد استباحة الدم الفلسطيني ، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتصفية فلسطينيين بدم بارد احدهما في جنين والأخر في قلقليه ، وذلك قبل الاجتماع لوزراء الخارجية المقرر يوم السبت وهو تحدي واضح للقرارات والمواقف العربية مسبقا، لقد سبق لقوات الاحتلال الإسرائيلي أن قامت بقتل العديد من الفلسطينيين بلا مبرر في الاستمرار بعملية المفاوضات العبثية ، وان حكومة نتنياهو تتحدى المجتمع الدولي وتتحدى القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والتي جميعها تقر وتؤكد بعدم شرعية البناء الاستيطاني ومع ذلك تعلن حكومة الاحتلال عن بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية وهي تشرع بتقسيم المسجد الأقصى حيث تستباح حرمات الأقصى يوميا من قبل المتطرفين الإسرائيليين وتعمل ضمن مخطط كمنهج لتهويد مدينة القدس ، إن حكومة نتنياهو تصعد أعمالها وإجراءاتها بحق الفلسطينيين غير آبهة بأية قرارات وهي لا تلزم بمقررات الشرعية الدولية ولم تلتزم باتفاقية لاهاي وجنيف المتعلقة بحماية حقوق الإنسان والممتلكات الفلسطينية على اعتبار أن فلسطين دوله تحت الاحتلال وعلى ألدوله المحتلة إسرائيل أن تلتزم بكافة الاتفاقات الدولية ، زيارة جون كيري الاخيره للمنطقة وما حملته من مخاطر تتهدد حلم إقامة رؤيا الدولتين وذلك ضمن ما تضمنه خطة كيري الامنيه التي تقوم على بقاء السيطرة العسكرية الاسرائيليه على المواقع الحساسة ، وعلى الحدود في الضفة الغربية لمدة عشر سنوات ، يخضع هذا الوجود العسكري في نهايتها إلى إعادة تقويم ، مع الإبقاء على المستوطنات ألقائمه وتبادل أراضي والقدس لم يوضح حقيقة وضعها التي تصر حكومة نتنياهو على أنها إسرائيليه وعاصمة إسرائيل للأبد ، إن القيادة الفلسطينية ترفض الأفكار الامنيه لخطة كيري وان اجتماع ألجامعه العربية هو لضرورة دعم الموقف الفلسطيني في رفضه ومواجهته للضغوط الممارسة عليه من قبل الاداره الامريكيه وضمن هذا الموقف الفلسطيني تقوم حكومة الاحتلال بالممارسات التي تستهدف تفجير الوضع الفلسطيني ضمن مخطط يهدف لتقويض جهود الفلسطينيين لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية ، إن الكيان الإسرائيلي يتخذ من مسار المفاوضات غطاء لممارساته التي تتمحور في تكثيف الاستيطان ، واستهداف الفلسطينيين واستباحة دمائهم والهجمة الشرسة التي أصبحت تستهدف تهويد القدس والأقصى ، إن إصرار حكومة نتنياهو على ضرورة الاعتراف بيهودية ألدوله ضمن الشروط المسبقة للاتفاق مع الفلسطينيين ، إن الفلسطينيون مدركون أن نتنياهو نسف فعلا كل مضامين ما تم الاتفاق عليه في الجولات التفاوضية السابقة واللاحقة وان إسرائيل أصلا غير معنية بعملية السلام وهي تخوض مفاوضات ضمن عملية استغلال الوقت لتنفيذ المخططات التي تستهدف تقويض كل أسس قيام ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، أمريكا في مواقفها وضمن ما أعلن عنه كيري لمضمون خطته الامنيه هو في حقيقته وواقعه استفراد بالشعب الفلسطيني خاصة في ظل تلك الممارسات التي تمارسها إسرائيل بالغطاء الأمريكي ، إن الموقف العربي بمقدوره من تقديم الغطاء والدعم للفلسطينيين للوقوف في وجه عبثية المفاوضات وفي مواجهة الضغوطات الامريكيه ، إن أمريكا وإسرائيل لم تعر أي اهتمام للمبادرة العربية للسلام ، وان اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ لبحث ما وصلت إليه المفاوضات يتطلب منهم موقف حازم وجدي خاصة وان النظام العربي الذي انحرف في بوصلته عن أولوية الصراع واتخذ من القرارات الجائرة بحق سوريا الأولى بهذا النظام العربي لان يتخذ من المواقف المتشددة بحق الكيان الإسرائيلي الغاصب والمحتل للأراضي الفلسطينية والعربية لردعه عن ما يقوم به ووقف كل ممارساته وإجراءاته ضد الشعب الفلسطيني ، إن تأكيد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي على أهمية الاجتماع الوزاري العربي الطارئ السبت بناء على طلب الرئيس محمود عباس وبمشاركته لبحث الموقف من المفاوضات الفلسطينية الاسرائيليه ، حيث شدد الأمين العام للجامعة العربية في تصريحاته على أن القضية الفلسطينية تعد القضية المركزية والمحورية للعرب موضحا أن الشعب الفلسطيني عانى وقاسى من احتلال بغيض وحرم من حقوقه الاساسيه ، وإذا كان الأمر كذلك فان الموقف يتطلب من وزراء الخارجية العرب باتخاذ قرارات تكون على قدر التحدي من قبل إسرائيل التي تستبيح الدم الفلسطيني ضمن عبثية مسار المفاوضات وهذا يتطلب موقف عربي لمواجهة كل الضغوطات الامريكيه والتشدد في المواقف وفي وقف كل أعمال التطبيع مع إسرائيل وفي تفعيل ألمقاطعه لإسرائيل ضمن عملية الضغوط التي يجب أن تمارس على الكيان الإسرائيلي وتتطلب تحرك عربي جاد وفاعل عبر مجلس الأمن والأمم المتحدة لضرورة توفير الأمن والحماية للشعب الفلسطيني وإلزام إسرائيل عبر المجتمع الدولي لضرورة الإذعان لتنفيذ القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة وبضرورة ملاحقة إسرائيل أمام كافة المؤسسات الحقوقية ومساءلتها عن جرائمها المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني ، لم يعد من المفيد الاستمرار بالمفاوضات ولا بد من موقف عربي يدعم الموقف الفلسطيني لرفضه السير بمفاوضات عقيمة وعبثيه ولن تفضي سوى إلى المزيد من سفك الدم الفلسطيني ومزيد من الاستيطان ومصادرة الأراضي ومزيد من الاعتقالات أليوميه ، إن وزراء الخارجية العرب أمام مسؤولياتهم ومواقفهم التي يسألوا عنها في يوم من الأيام حيث أن التاريخ لن يرحم كل من يساوم على فلسطين والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني تحريرا في 20/12/2013