كان المنتظر من وزراء الخارجية العرب باجتماعهم الطارئ الذي عقد لبحث آخر ما وصلت إليه المفاوضات الاسرائيليه الفلسطينية ، وذلك بناء على دعوة الرئيس محمود عباس ، أن يرقى البيان لمستوى التحدي الإسرائيلي خاصة في ظل ممارسات إسرائيل باستباحة الدم الفلسطيني والاستمرار بأعمال البناء الاستيطاني وسياسة التهويد التي تمارسها إسرائيل بحق الأراضي الفلسطينية المحتلة وتلك الممارسة للسياسة العنصرية الاسرائيليه المتمثلة بسياسة تهجير الفلسطينيين عن أراضيهم ، البيان الختامي لاجتماع مجلس الجامعه العربية لوزراء الخارجية العرب المتمثل بالتمسك بإقامة الدوله الفلسطينية المستقلة بحدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس وفقا لمبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت والتمسك بقرارات الشرعية الدولية المتمثلة في قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام ومرجعية مدريد ، ورفض جميع الإجراءات والخطط والسياسات الاسرائيليه الهادفة إلى تغيير الواقع الديموغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
هذه الكليشه التي تعود عليها المواطن العربي إنما تأتي لتؤكد عجز النظام العربي عن الوقوف في وجه المشروع الصهيوني الهادف لتصفية القضية الفلسطينية خاصة أن بيان مجلس ألجامعه لم يحمل سوى عبارة التمسك والتنديد ، في حين أن حكومة نتنياهو ممعنة في سياسة التهويد وفي التغيير الديموغرافي والجغرافي غير عابئة بكل المواقف والبيانات التي تصدر عن الجامعه العربية التي تعتبرها لفظيه لا قيمة ولا وزن لها في ظل ما ترسم معالمه إسرائيل من حقائق على الأرض ، مجلس الجامعه العربية الذي غرس أسنانه في اتخاذ الإجراءات العقابية ضد سوريا وحمل العديد من المشاريع التي تستهدف سوريا وتدعو للحشد الدولي ضد سوريا وداعيا لتطبيق الفصل السابع ضد سوريا ، حيث خلا البيان لمجلس الجامعه العربية من أي موقف جدي تجاه ممارسات إسرائيل ، إن مجلس الجامعه العربية الذي برر لنفسه أن استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيليه إنما جاء نتيجة لتجاوب الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن مع التحرك العربي المطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتغيير المنهجية الدولية المتبعة في معالجة القضية الفلسطينية بهدف إنهاء النزاع وتحقيق السلام العادل هو دليل العجز الذي عليه النظام العربي بتلك التبعية العربية للسياسة الامريكيه ، حيث برر بيان مجلس الجامعه العربية أن هذا ما تجاوبت معه الاداره الامريكيه مدعيا البيان أن الاداره الامريكيه وفرت الضمانات اللازمة لعملية استئناف المفاوضات وذلك وفقا لأسس وقواعد ومرجعيات الشرعية الدولية وضمن الإطار الزمني المحدد لتلك المفاوضات بتسعة أشهر ، وهذا يغالط الواقع والحقائق التي عليها الموقف الأمريكي الممالئ والداعم للموقف الإسرائيلي حيث أن أمريكا تدعم موقف إسرائيل وتتغاضى عن كافة ممارساتها وأعمالها الاستيطانية وعدوانها وحصارها للشعب الفلسطيني.
بيان مجلس الجامعه العربية بتحميل إسرائيل لمسؤولية إعاقة تحقيق السلام مع أن ممارسات إسرائيل تفشل عملية السلام برمتها وذلك بتماديها في مخططات الاستيطان وهدم البيوت والقرى وتهجير السكان والاعتداءات المتواصلة على المسجد الأقصى وتكثيف حصارها لقطاع غزه ، وهذه الممارسات لا تدخل ضمن عملية إعاقة المفاوضات وإنما ضمن إجراءات وممارسات تهدف لتدمير عملية السلام وإفشالها ضمن مخطط القضاء على أي أمل لإقامة ألدوله الفلسطينية ، إن مطالبة مجلس ألجامعه العربية الولايات المتحدة الامريكيه وبقية أعضاء مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بإلزام الحكومة الاسرائيليه وقف كافة الانشطه الاستيطانية ومنح عملية المفاوضات ألفرصه للوصول إلى تحقيق تسويه نهائيه لكافة قضايا الوضع النهائي الدائم ، هذا الاستجداء هو دليل العجز العربي في دعم القضية الفلسطينية والموقف الفلسطيني ، كان الأجدر بمجلس ألجامعه العربي أن يرتقي بقراراته لمستوى التحدي الإسرائيلي بوقف عملية المفاوضات وربطها بالموافقة على الشروط العربية ، وكان المفروض بمجلس ألجامعه العربية ان يتخذ من المواقف والقرارات التي تؤدي لإجبار إسرائيل لضرورة الإذعان للمطالب العربية بالتجاوب مع المطالب والحقوق الوطنية الفلسطينية وذلك ضمن موقف عربي موحد يقود لتفعيل ألمقاطعه العربية ضد إسرائيل وبملاحقة ومقاضاة إسرائيل ومساءلتها أمام الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية الدولية ، يثبت النظام العربي مرة أخرى عجزه عن مواجهة إسرائيل في حين يستقوي هذا النظام ويشرعن العدوان على سوريا ويشرع لتسليح المجموعات التي تستهدف سوريا ضمن ما يستهدفه المشروع الأمريكي الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية.