طالعتنا الأخبار صباح اليوم أن حكومة (إسرائيل) الدولة العنصرية والمحتلة لأرضنا والتي تعتقل آلاف المعتقلين العرب والفلسطينيين قررت أن تسحب بطاقة "الشخصيات المهمة جدا" -VIP- من الدكتور نبيل شعث، و عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول ملف العلاقات الدولية، و التهمة هو إتهامه بالتحريض ضد حكومة نتنياهو في المحافل الدولية.
حقيقة لم أفاجأ وأنا أقرأ الخبر، ولعل المتابعين للحراك الدولي الفلسطيني والدبلوماسية الناجحة التي يقودها القائد د. نبيل شعث، يدركون اسباب سحب البطاقة، ويدركون أن ذلك يعني اعتراض مسيرة الحراك الدولي الفلسطيني الذي يعمل بجاهزية لمواجهة أي خطوات إسرائيلية على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي في ظل الأخبار التي تتحدث عن كثير من التناقضات والانحياز الأمريكي لـ(إسرائيل)، ولعل أوساط الرأي العام الدولي قد فوجئت تماما بالتحول الجذري الذي تنتهجه القيادة الفلسطينية من حيث الهجوم نحو الحق الفلسطيني والصعود إلى كافة المحافل الدولية لاستحقاق الدولة التي لا يمكن الآن أن تكون ضمن بدائل بل استيراتيجية لخصتها النجاحات للدبلوماسية الفلسطينية وعلى رأسها الأخ الرئيس محمود عباس أبومازن، وأيضا الحراك الذي يقوده الأخ د.نبيل شعث عضو اللجنة المركزية في تناسق أربك المحتل وجعله يتخبط في قراراته وإجراءاته ما بين اعتبار الرئيس الفلسطيني داعما للإرهاب وانه الأخطر على (إسرائيل) من الرئيس الشهيد الخالد أبو عمار، وكذلك اعتبار الأخ د.نبيل شعث محرضا ضد الكيان الإسرائيلي المحتل للأرض والغير مستعد حتى اللحظة لاستحقاقات السلام ويضرب بعرض الحائط كل الجهود الدولية.
أن تُسحب بطاقة "الشخصيات المهمة جدا" -VIP- من الدكتور نبيل شعث يظهر صلابة الموقف الفلسطيني وأن هناك معركة حقيقية وضروس على جبهة الرأي العام العالمي والعربي، وان القيادة الفلسطينية تستخدم كافة الوسائل المشروعة والمتاحة وتحقق تقدما متتاليا، وأيضا هذا التقدم يعني فضح سياسة (إسرائيل) ويظهر للعالم بشاعة العدوان وما يخلفه من مآس لا حصر لها، وهذا ما يتسلح به د.نبيل شعث في صعوده إلى المحافل ونقل الرؤية والحق الفلسطيني وتحقيق نجاحات إعلامية ودولية هامة.
ان (إسرائيل) التي تمتلك إمكانيات هائلة على الصعيد الإعلامي، وتستمر في مساعيها نحو تضليل الرأي العام وتقديم نفسها كضحية ووصف النضال الفلسطيني بالإرهاب ووصف المطالب المشروعة في المحافل الدولية بأنها معيق لعملية السلام ولا تخدم استقرار الشرق الأوسط، فشلت خلال السنوات الثلاثة الماضية في تسويق روايتها المزورة والظالمة.
ان سحب بطاقة د.نبيل شعث، تعني هزيمة المؤسسات المتخصصة في ميدان العلاقات العامة التي تعمل ضد الحق الفلسطيني، وكذلك يعني ذلك تراجع قوة الدعم الدولي لإسرائيل وعلى صعيد السياسة الدولية، التي من الواضح أن د.نبيل شعث بخبراته وسنوات عمله وعلاقاته الواسعة حول العالم ومصداقيته وقدراته وحنكته وانتماؤه الراسخ لقوة الإرادة الفلسطينية قد نجح في حشد وتوجيه وتكثيف الطاقات وفرق العمل من الدبلوماسيين الفلسطينيين وكل الأخوة الخبراء والمستشارين معه وبتبني كامل للاستيراتيجية المعتمدة في المؤتمر العام السادس لحركة فتح الذي اعتمد الحراك الدولي كأحد استراتيجياته الهامة في السياسة الفلسطينية الدولية .
لقد اقتحم د.نبيل شعث حصون الرأي العام العالمي، وقدم الحقائق، ويعتبر من أهم الشخصيات الفلسطينية التي يعتمد عليها الأخ الرئيس أبومازن، وهنا نؤكد أيضا أن حكومة نتنياهو تعيش أزمة واضحة في تحديد موقفها من الخطة الأمريكية المرفوضة فلسطينيا، والتي لن توافق عليها (إسرائيل) لأنها غير مستعدة لأن تخضع لأي تسوية في المنطقة.
وأخيرا يمكننا قراءة حجم الضغوطات الهائلة الداخلية والخارجية التي تتعرض لها القيادة الفلسطينية، من أجل الرضوخ للمطالب الأمريكية وللعنجهية الاحتلالية، وينتصر الحق الفلسطيني وتهزم سياسة الاحتلال وكل من وقف بجانبه في المحافل الدولية، ونقول للأخ والصديق الكبير القائد د. نبيل شعث أنت أكبر من الاحتلال وأقوى من جبروته.