قال رئيس اللجنة الطبية الفلسطينية للتحقيق في وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات الدكتور عبد الله البشير ان اللجنة تلقت التقريريْن الروسي والسويسري في شأن وفاة عرفات، وانها تعكف حالياً على درسهما، وستعلن النتائج بعد الانتهاء من ذلك.
وأعرب عن استغرابه من تصريح صدر امس عن رئيس الوكالة الروسية للتحاليل الطبية والبيولوجية فلاديمير أويبا قال فيه ان عرفات توفي لأسباب طبيعية. وقال لصحيفة "الحياة" اللندينة: "اذا كان ما نقل عنه صحيحاً، فهذا يعني انه يناقض تقرير مؤسسته". وأضاف: "على اي حال، ما زلنا في طور دراسة التقارير، وسنعلن النتائج عندما نفرغ من ذلك".
ونقلت وسائل الاعلام عن أويبا قوله إن عرفات توفي لأسباب طبيعية، وأنه لا توجد حاجة إلى إجراء فحوص جديدة. وقال رئيس الوكالة التابعة لوزارة الصحة الروسية للصحافيين: "أنهينا عملنا، واتفق الجميع مع نتائج فحصنا". وذهب الى حد القول ان الخبراء السويسريين تراجعوا ايضاً عن تصريحات سابقة لهم رجحوا فيها وفاة عرفات نتيجة التسمم الاشعاعي بمادة "البولونيوم"، وقال: "هذا فحص صحيح تماماً، ولا داعي لإجراء فحوص جديدة"، مؤكداً: "عرفات توفي لأسباب طبيعية من دون أي تأثير إشعاعي".
وكان خبراء روس وسويسريون وفرنسيون أخذوا عينات من رفات الرئيس الراحل في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2012 بهدف فحصها بعد قيام قناة "الجزيرة" الفضائية بنشر نتائج فحص أجراه خبراء سويسريون على ملابس الرئيس الراحل ومتعلقاته اثناء تلقيه العلاج في مستشفى بيرسي العسكري قبل وفاته، وبينت وجود نسبة عالية من مادة البولونيوم المشع فيها.
وسلم الجانبان الروسي والسويسري نتائج الفحص الى الجانب الفلسطيني. اما الجانب الفرنسي، فاحتفظ بنتائج تقريره لغرض القضية المنظورة امام القضاء الفرنسي في وفاة عرفات، والمرفوعة من قبل ارملته سهى. لكن السيدة عرفات قالت في تصرحيات لها في باريس في الثالث من الشهر الجاري أن تقرير الخبراء الفرنسيين يستبعد احتمال تسميم عرفات بمادة البولونيوم المشعة، مؤكدة تمسكها بنتائج التقرير السويسري الذي خلص الى وجود "أدلة تدعم بشكل معتدل فرضية وفاة عرفات بالتسمم بمادة البولونيوم المشع".
