الأردن: تحذير من نتائج المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية

وصف رئيس وزراء أردني أسبق، موقف المفاوض الفلسطيني، في المفاوضات الجارية مع الجانب الإسرائيلي منذ تموز (يوليو) الماضي، بأنه "الأسوأ"، مشيرا إلى غياب الظهير العربي القوى، وانشغال المراكز العربية الرئيسية بأزماتها الداخلية.
وأعرب الجنرال معروف البخيت، الذي كان يشغل أيضا منصب مقرر مجلس أمن الدولة الأردني، وسفير بلاده لدى تل أبيب، عن قلقه من النتائج التي يمكن أن تفضي لها تلك المفاوضات في ظل الظروف السالفة الذكر.
وكان البخيت يتحدث في محاضرة بمركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية، بحضور عدد من المسئولين الأردنيين الحاليين والسابقين، حيث ناقش في تلك المحاضرة "التحوّلات في البيئة الإستراتيجية في الشرق الأوسط وتداعياتها على الأردن".
وحذر البخيت، من تؤدي ظروف المفاوض الفلسطيني الحالية إلى نشوء "قنوات سريّة"، حيث يسود قلق لدى الأوساط الأردنية، من فرض حلول على حساب الأردن، فيما بات يعرف باسم "الوطن البديل".
ودعا البخيت، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، إلى ضرورة التمسّك بقرارات الشرعيّة الدوليّة بشأن القضيّة الفلسطينيّة، مؤكدا على أن أيّ قرار جديد، "قد يعني إلغاء القرارات السالفة، وما ترتب عليها من حقوق ومن موقف دوليّ".
وقال "إنه وكما في الحرب، فإن الدخول إلى معركة التسوية السلميّة، دون إمكانات ولا خطة وفي غير أوانها يعني خسارة المعركة"، مشدّداً على ضرورة أن يكون الأردن "حاضراً ومشاركاً في الوصول إلى النتائج لحماية مصالحه العليا".
في إشارة إلى اعتراضه على تغييب الدور الأردني في تلك المفاوضات.
وأكد رفضه بأن يكتفي الأردن بإبلاغه بالمسارات والمجريات، مع احتماليّة "حدوث مفاجآت، تترتب على "القنوات السرية".
وبين البخيت "طالما أن إسرائيل مستمرة في تهويد القدس وبناء المستوطنات، فإنه من الصعب تصور إقامة الدولة الفلسطينية المتواصلة بدون إرغام إسرائيل"، مضيفاً إن "أميركا بدورها ولأسباب داخلية من غير المتوقع أن تقوم بفرض حل قصري".
وأعرب عن اعتقاده أن تكون المفاوضات "فرصة للتهدئة لتتفرغ أميركا للتعاطي مع الأزمة السورية والإيرانية"، قائلاً إن "هناك احتمال بأن يتم إغراء إسرائيل لعدم مقاومة الاتفاق الإيراني مقابل تبني وجهة نظر إسرائيل بإعطاء أولوية للترتيبات الأمنية، وذلك بالضغط على الجانب الفلسطيني بإحياء فكرة الاعتراف بدولة فلسطينيّة ذات حدود مؤقتة والاستمرار بالتفاوض"، وهو ما يرفضه الأردن ويعتبره خطوة نحو الاقتراب الفلسطيني من أراضيه.
وانتقد البخيت السياسة الخارجية لبلاده، وطالبها بـ "مغادرة حالة السكون بانتظار نتائج الأحداث، إلى القيام بمبادرات لإعادة التموضع واعتماد البدائل الكفيلة بالدفاع عن مصالح المملكة وصون استقلالها".

المصدر: عمان - وكالة قدس نت للأنباء -