( بعد الدفعة الرابعة سيكون هناك المرضى جميعاً إن شاء الله ) من كلمة للرئيس الفلسطيني !!!
اليوم والمسيرة المعاصرة لهذا الشعب الأيوب تدخل عامها الخمسين ... وبعد ساعات قليلة سنرى الأنجلوسكسوني جون كيري العاشر ( نسبة إلى رقم الزيارة ) في رام الله مدّعياً بمتابعة مهمتة لإيجاد حلول يقول أنه كرس نفسه ووقته لها مع أننا ندرك أنها ذات المهمة التي بدأها أسلافه وحددودها بعد مؤتمر بلتيمور واستيلاد الكيان الصهيوني على وطننا الفلسطيني بعبارة تقول : يموت الكبار من شعبنا ... ويكبر صغـار هم وينسون .... فما الذي يأتي بجون كيري العاشر بهذه السرعة بعد جون كيري التاسع ؟
ـــ هـل هـو قـادم ليقـول إنه لا يستطيع المتابعة لاستشعاره الحرج من أفعال حلفائه المستوطنين وحكومتهم ؟؟؟
ـــ هـل هـو قادم ليقول أن بلاده قررت أن تتخذ موقفاً حازماً من الاستيطان وبلطجة المستوطنين المدعومة بجنود الاحتلال إذا وافق الفلسطينييون على بقاء الاحتلال في شريط الأغوار ، أو التخلي عن حق العودة مثلاً ؟؟؟
ـــ هـل هـو قـادم ليُطلعنا على قرار بلاده وخطتها لإجلاء قوات الاحتلال وجدولها الزمني ؟؟؟
ـــ أو هـل هـو قـادم ليقـول للفلسطينيين أشياء غير كل ذلك ... ولا علاقة لها بكل ذلك ؟؟؟
أستطيع الجزم بأنه رغم كل ما نسمع أونقرأ من هذا السيل من التسريبات المعقولة وغير المعقولة بما فيها إشاعات وافتراضات بعضنا فأنه لا شيء في جيب هذا الساحر جون كيري العاشر رغم كل التصريحات والتسريبات إلا شيء ووحيد ولا شيء غيره هـو طلب موافقة الفلسطينيين على تمديد فترة المفاوضـات لما بعد شهر تشرين ثاني / نوفمبر القـادم ولأسباب أمريكية محضة أهمها :
أولاً : في ظل الاستعصاء الحالي للمفاوضات نتيجة التخريب المتعمد من نتنياهو وزمرته لا يريد لرئيس بلاده وحكومتة أن يقدموا على اتخاذ موقف قد يؤثر على نتائج الانتخابات النصفية للكونجرس ويخسرون أغلبيتهم فيه خصوصاً إذا أقدم الفلسطينييون على التقدم بمشاريع جديدة في الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أيام من هذه الانتخابات وما يترتب على ذلك من حرج للأمريكان .
ثانياً : في ظل عدم اليقين من الشكل الذي ستستقر عليه الأمور في مصر وسوريا ولبنان فقد يكون في هذه المهلة ما يساعد على توجيه الأحداث لصالح الأمريكان وحلفاؤهم من أبطال الحريق العربي ، والتقليل مما يجب خسارته في منطقتنا للثابتين على أرضها وللقوى العالمية الجديدة والقادمة إليها .
ثالثاً : في ظل الحصار السياسي والديبلوماسي الفلسطيني لمواقف الكيان الصهيوني وموقف الأمريكان فقد يستطيعون دفع الفلسطينيين إلى ارتكاب خطـأٍ ما يساعد الأمريكان على تحميل مسؤولية الفشل للمساعي الأمريكية الحميدة ( جداً ) وتبرير الجرائم ( كالعادة ) التي يرتكبها الكيان الصهيوني بجنوده وقطعان مستوطنيه ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا .
( بعد الدفعة الرابعة سيكون هناك المرضى جميعاً إن شاء الله ) بهذه العبارة من كلمته إلى الدفعة الثالثة من الأسرى المحررين اختصر بها الرئيس الفلسطيني الموقف من هذه الزيارة ، وما سيقوله لجون كيري العاشر !!!
ورغم كل ما سيقال بعد الزيارة فإننا نعرف بأن الرئيس الفلسطيني ليس فقط هو أحد المجانين الخمسة العظـام من شعبنا الذين نطقوا بالحكمة التي التف حولها والتحم بها شعبنا وكل صاحب ضمير ، وليس فقط هو الصوت المرجح لانطلاقة الفاتح من 1965 ... وهو صاحب دراسة كيف تصرع الحيتان بالدخول إلى بطونها ( بتصرف في عنوان الدراسة ) التي أطلقها في منتصف السبعينات ، وهو السياسي الذي عاصر وعايش كل سياسات وألاعيب القادة الأمريكان والصهاينة منذ النكبة ، وهو القائد الجِكِر أو الجِكِم عندما يحتاج الأمر للجكارة والجكم ( الجكارة والجكامة تعبير يطلق على وصف الرفض لأمر ما ولكن بصلافة ) ... وأزعم أنه يعرف أيضاً حقيقة وغرض هذه الزيارة للسيد جون كيري ... وعلى ضوء ما قاله أمام الأسرى فلن يجعله يعود بخفي حنين وسيعطيه بعض الشيء طالما كان ضمن التكتيك كما يقول دائماً ولكن لن يعطيه هذا البعض مجاناً ، ولن يكون هذا على حساب أي شيء من ثوابت الموقف الفلسطيني ... سيعطيه بعض الوقت الذي يحتاجه أوباما والحزب الديمقراطي للعبور من الانتخابات النصفية للكونجرس مقابل تحرير المزيد من الأسرى ، وسيضطر نتنياهو وزمرته على الموافقة ... موافقة ستكون بمثابة سكين أخرى يضعها في يد الفلسطيني الذي يبرطع في بطن الحوت المحتل لأرضنا ليمزق المزيد من أحشاء هذا الحوت !!!
سيأخذ السيد جون كيري هذه المهلة المحدودة من الفلسطينيين وبرغبتهم ... سيأخذها وهو يـدرك تماماً أنهـم ذاهبون إلى تمـرد 2 بعد أن سبقوا الجميع وكانوا أول المتمردين على القرن الأمريكي عندما ذهبوا إلى مجلس الأمن يطالبون بالاعتراف الكامل بدولتهم ، وأنهم مصممون أن لا تمر دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2014 كما مرّت في 2013 !!!
تنويـه :
لمن لا يرى اتجاه الأشياء الجارية في عالمنا وفي منطقتنا ندعوه أن يرى كيف أصبحت هذه الإسرائيل حـارة كبيرة للصهاينة وبأنفسهم أحاطوها بسور نحاصرهم بكل هذا الامتداد العميق لنا في جوارنا من خارجه ونزاحمهم داخلها بكل هذه الخصوبة في الإنجاب ويقفون هم بلا رافد ولا خصوبة ، كما ندعوه أن يرى كيف تسير هذه الإسرائيل وبسرعة لتتحول إلى دولة تشبه معظم دول المنطقة بكل صفات الهشاشة في شرق أوسط لأمريكا والناتو بدون إسرائيل كجزء من استراتيجية تغيير الاتجاه التي اعتمدوها ورأينا الجنادب الأوكرانية كأول تطبيق عملي لها باتجاه أقصى الشرق ، ولن نستغرب أن نرى قريباً جنادب ربيعة قدير من أقلية الويغور في غرب الصين ... ولهذا كله فالفلسطينييون ذاهبـون إلى :
تمـرد 2 لاجتيـاز آخـر الأبـواب لتثبيت الدولة ابنة حـل الدولتين
دولة ستكون بوابة العبور إلى الدولة الواحدة بكامل مواصفاتها في البيان الأول للانطلاقة