تفجير الضاحية الجنوبية في حارة حريك.. رسالة للبنان واللبنانيين ضمن عملية الصراع على سوريا

بقلم: علي ابوحبله

لم يكد اللبنانيين يلتقطون أنفاسهم من جريمة اغتيال الوزير اللبناني الدكتور محمد شطح في وسط العاصمة اللبنانية في منطقة ستاركوا ، ولم تعد لتهدأ النفوس بعد ؟؟؟ من لهجة الخطاب التحريضي لرئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيوره الذي توعد باستخدام الشارع ضد سلاح المقاومة مؤكدا في خطابه التحريضي ما كان قبل اغتيال شطح لن يكون بعده ؟؟؟ مشيرا إلى أن العودة إلى " الوطن والدولة والشرعية " قد حانت ساعتها ، السنيوره في خطابه التحريضي وجه أصابع الاتهام بالقول المجرم يكرر القتل من دون رادع ويوغل في إجرامه ويحسب أننا لن نتبعه وانه سيفلت من العقاب ، وأكد في كلمته بأننا لن نستسلم أو نتراجع أو نخاف من المجرمين والإرهابيين والقتلة بل هم الذين عليهم أن يخافوا لأنهم ألقتله ، وهم يقتلون لكي يحكموا سيطرتهم ، لم يمضي على الخطاب التحريضي للسنيوره أكثر من أسبوعين لتتعرض الضاحية الجنوبية لبيروت لتفجير إرهابي آخر في حارة حريك ذهب ضحيته العشرات من الجرحى والقتلى المدنيين ، لم نلمس خطابا تحريضيا ولا جمهورا غوغائيا ولم نلمس تحريضا كالذي تعرض له مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني من قبل جمهور المستقبل ، اتسم الخطاب السياسي لقوى الثامن من آذار بالمسؤولية والعقلانية.

وكانت الدعوة من قبل جميع الفر قاء المسئولين وعلى رأسهم زعيم جبهة النضال وليد جنبلاط وزعيم حزب الكتائب أمين الجميل وقوى لبنانيه سياسيه بالدعوة لضرورة تشكيل حكومة لبنانيه جامعه وبضرورة توحيد اللبنانيين جميعا لمواجهة الإرهاب الذي يتعرض له لبنان ، هذا الخطاب السياسي بردة الفعل على الجرم الإرهابي المرتكب بالضاحية الجنوبية لبيروت هو رد عملي وفعلي على رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان وعلى بعض القوى في الرابع عشر من آذار التي نادت وتتنادى لحكومة أمر واقع تفرض على اللبنانيين كافة وفق أوامر صدرت لهؤلاء لأجل إغراق لبنان بالفتنة المذهبية الطائفية ، من لم يقرأ ويتمعن ويحلل حتما سيقع في الجهالة الفاحشة في علوم السياسة والتحليل ، لان ما تتعرض له المنطقة جميعها من العراق إلى سوريا ولبنان ومصر هي ضمن مخطط مرسوم واستراتجيه متفق عليه بين المخططون لضرورة إحداث الفتنه وصولا إلى التقسيم والإبقاء على الفوضى.

إن المؤتمر الثالث عشر لمؤتمر هرتسليا الذي من خلاله ترسم معالم السياسة الاسرائيليه ضمن ألاستراتجيه الاسرائيليه الامنيه نص في أولى توصياته بضرورة التحريض على الفتنه المذهبية الطائفية وإغراق المنطقة بالحرب الطائفية ، وان حقيقة ما تتعرض له المنطقة العربية هو ضمن التحريض المذهبي والطائفي ، وهنا يبرز الفرق بين الخطاب العقلاني وخطاب الدهماء التحريضي الذي هدفه إشعال الفتنه بهدف الاقتتال والإبقاء على حالة الصراع الذي تعيشه المنطقة ، لم يسلم ا حد من الإرهاب الذي يعم المنطقة وان الجميع أصبح تحت مطرقة وسنديان الإرهاب الذي يطرق بأبوابه المنطقة جميعها ضمن مخطط يهدف لتامين امن إسرائيل والحفاظ على المصالح الامريكيه في المنطقة ، إن خطورة ما يعيشه لبنان وما تتعرض له سوريا وما يجري في العراق وما تواجهه مصر وما تتعرض له القضية الفلسطينية من تصفية هو بالمخطط المرسوم لكيفية تصفية القضية الفلسطينية وبممارسة الضغوط على الشعب الفلسطيني للقبول بمخطط الحل الذي لا يلبي أدنى المتطلبات الفلسطينية ، لبنان أصبح صندوق بريد ترسل من خلاله رسائل التحذير وتمرر من خلاله المؤامرات التي تستهدف تدمير العراق وتجزئته وتقسيمه ، وتستهدف تدمير سوريا وتقسيم ألدوله السورية لدويلات وذلك ضمن محاولات عرقلة عقد مؤتمر جنيف ، وهي تهدف في المحصلة لفرض سياسة أمر واقع على لبنان وفرض حكومة أمر واقع وإبعاد حزب الله عن المشاركة في الحكومة ضمن محاولات محاصرة المقاومة في لبنان وإضعاف قوة مصر وإخضاعها للهيمنة الاقليميه والدولية ، هذه هي رسالة الإرهاب للتفجير في حارة حريك وهي رسالة للبنانيين جميعا بان الإرهاب لن يقتصر على فئة دون أخرى وهو يشمل لبنان بكافة فئاته وقواه كما يشمل المنطقة برمتها.

وان المخطط الذي يهدف المخططون والمنفذون للوصول إليه هو بهذه الحرب المذهبية والطائفية التي هي في محصلتها وأهدافها تخدم إسرائيل ووجودها وتخدم هيمنتها وسيطرتها على المنطقة وهي تخدم تحالفاتها ، إن تمكن المخططون والمنفذون من النجاح في تمرير المخطط الهادف لتجسيد وتفعيل الانقسام والتشجيع والتحريض على الحرب ألمذهبيه ، ما يعني نجاح المخطط الهادف لإيقاع المنطقة بهذا المخطط المدمر ، وهذا ما يدعوا الجميع لضرورة الحذر وتجنب لغة التحريض والابتعاد عن التحريض على المذهبية والطائفية ، ويدعو الجميع لسياسة العقل واعتماد النهج العقلاني والخطاب الهادئ في كيفية التعاطي مع هذا الإرهاب والذي أصبح يتطلب وحدة اللبنانيين جميعا كما يتطلب وحدة العرب جميعا ويتطلب توحيد القوى لمواجهة هذا الإرهاب الذي يضرب المفصل العربي ، إن الإمعان والتوغل في سياسة الإرهاب يفضي للحرب القذرة وللإبقاء على حالة الفوضى التي أصبحت مرض عضال يعم كل الوطن العربي ضمن ما عرفته غرابة السياسة الامريكيه للسياسة الخارجية لليمين المتصهين الأمريكي كوندليزا رايس وتضمنه كتاب العدل الإلهي المسيحي والذي أطلقت عليه مفهوم الفوضى ألخلاقه والإرهاب المنظم وضمن مفهوم السياسة الامريكيه للديمقراطيين حيث أطلق عليها الحرب الناعمة وهي ضمن سياسة إغراق عالمنا العربي بفعل السياسة الهادفة لتدمير كل مقومات ألامه العربية ضمن المخطط الأمريكي للشرق الأوسط الجديد.