فيديو.. في بيت لاهيا الفراولة الحمراء تخرج مغمسة بدم المزارع البسيط

بيت لاهيا بلدة صغيرة ولكنها سلة فواكه وخضار أجزاء واسعة من قطاع غزة، تستنير البلدة بلون الفراولة الحمراء الساطعة في الايام المشمسة، تحمل معها امال كبير لصاحبها بان تصل الى دول اوروبا الغربية بعد تصدرها، وذهبت هذه الآمال ادراج الرياح مع استمرار اغلاق المعابر بين الحين والاخر اضافة الى موجة المنخفض الجوي الذي اشتهر اعلاميا بـ"اليكسا" والتي ضربت قطاع غزة منتصف الشهر الفائت لعام 2013.

لم يجني المزارع الا ثمار الويل بعد سلسلة الانتكاسات الطبيعية والاسرائيلية ومزيد من الاسى على ضياع موسم في متناول اليد في التوت الارضي "بلاهواني".

لم يستطيع عبد الرحيم الا ان يعود بخفي حنين من موسم كان قاب قوسين او ادنى من تحقيق هالة ربح جيدة بالنسبة لمزارع شاب وخريج جامعي لا يجد فرصة عمل غير قطف الفراولة مع عائلته.

يقول عبد الرحيم لـ "وكالة قدس نت للأنباء"، وصقيع الهواء البادر يضرب اجسدانا مع ساعات الصباح الاولى في بيت لاهيا قرب الحدود الاسرائيلية شمال قطاع غزة،" نحن هنا كل يوم نتلقى الهواء البارد كما يتلقاه "التوت" أي الفراولة، ببساطة لقد ضاع علينا 80% من هذا الموسم، وربما لا نستطيع في هذا الوضع الا ان نحمد الله فقط وتنتظر بعض العون من اصحاب العون في وزارة الزراعة ".

بيد ان المزارع الشاب صاحب الـ26 عاما قال الحمد لله الوضع يتحسن ولكن بصورة ضعيفة، لم نتلقى الدعم والمساندة الكافية من المختصين، ولولا رعاية الله، ومعانيه الاضرار واصلاحها بصورة سريعة لأصابنا امر سيء للغاية حول المحصول القادم".

اما والد عبد الرحيم قال " ابنا تخرج من الجامعة وهو شاب نجيب في دراسته، ولم يرد ان يعمل على "الخط" أي على سيارة اجرة، وفضل العمل في التوت معنا حتى يساعدنا، لقد اصبح بارع، وايضا بسبب غياب فرصة عمل في ظل التكدس الفاحش في الطلاب خريجي الجامعات في غزة".

يضيف ابو عبد الرحيم" حتى مع المنخفض الذي دمر المزروعات وكانه نار حارقة، اصبح وضعنا افضل ونحاول اصلاح الضرر الكبير، بفعل حب العمل مع اسرتي واطفالي وبناتي وزوجتي نجتمع بعد كل صلاة فجر ونذهب مع نسيم الصقيع البارد الى الارض حتى نكمل عملنا الحياتي الذي نسترزق منه ونحبه ايضا".

وعن التصدير قال الحاج  بكر" التصدير جيد بالنسبة لنا ويعود بالمال الجيد أيضا، ولكن انظر اليها كم هي جمليه هذه الفراولة، يجب ان نتعب من اجلها لان لونها الجميل يعطيني الكثير من الحياة والامل نحو ارضنا التي ولدنا فيها وسنموت عليها".

اما السيدة ام عبد الرحيم "43 عاما" والتي كانت تمسك علبة بلاستيكية تضع فيها حبات الفراولة استعداد لتصديرها الى هولندا قالت" انا سعيدة هنا فانا اعمل مع زوجي وأبنائي وبناتي، المنخفض الجوي سبب لنا الضرر ولم نجد الدعم الكافي، لذلك من ينتظر الدعم حتى يحي ارضه فهذا شخص طماع، نحن نقوم بعمل كبير لان الارض غالية واسأل من هجر منها في غزة عام 1948، لقد تضررنا بشكل بالغ من المنخفض ونعمل على اصلاح هذا الضرر بسرعة".

وختمت السيدة الجامعية ام عبد الكريم " نحن نعمل على ان نكون افضل المصدرين للفراولة، ولكن استرار اغلاق المعابر والتصعيد والقصف على الحدود يسبب لنا امر محزن، ونامل ان نتجاوز كل مصيبة".

وبدوره أكد مدير البرامج في اتحاد العمل الزراعي بشير الانقح، خلال زيارة تفقديه لمزارع المواطنين شمال غزة "أن حجم المشاكل الرئيسية التي تواجه مزارعي الفراولة هي عملية التسويق للمحاصيل الزراعية والتصدير للخارج، مشيرا إلى أن الأراضي الزراعية تضررت بسبب الأحوال الجوية خصوصا جراء المنخفض الجوي الذي ضرب المنطقة حيث واجه مزارعي الفراولة خسائر فادحة بلغت حوالي 250 ألف دولار".

وأوضح الانقح "ان كان في السابق 2000 دونم بقطاع غزة تزرع الفراولة وتقلصت اليوم بسبب معيقات الاحتلال واعتداءاته وحصاره إلى قرابة 800 دونم ومعظمها مؤهل للتصدير حسب المواصفات العالمية".

وأشار إلى ان المزارع واجهته مشاكل بسبب الأحوال الجوية الأخيرة حيث أن مساحات كبيرة من الأراضي تضررت ملحقة خسارة 35 طن في محصول الفراولة خلال فترة المنخفض الجوي مما أدى إلى عملية فقدان في عملية التربة المخصصة لزراعة الفراولة". وفق الانقح

مع كل هذه الاشكاليات الكبيرة يواجه المزارع الحدودي وغيره يومي بالتحدي الكبير للوصول الى لقمة عيشه ومواصلة تحري الحياة والامل في ارض قطاع غزة المخضبة بكل مضاعفات الحياة الحياتية والمعاشية.

 

تقرير وتصوير: يوسف حماد

المصدر: بيت لاهيا – وكالة قدس نت للأنباء -