مع تزايد حدة الاحداث في مواجهة النظام المصري لجماعة الإخوان المسلمين ، يبدوا ان هناك ترابطا طرديا بارتفاع وتيرة التصادم مع حركة حماس باعتبارها جزءا من الاخوان ، فمستوى العلاقة بين حماس ومصر تعدى حالة الفتور الساخن والشحن وانتقل من الاتهامات في الاعلام الى حد تبادل الاتهامات على المستوى الرسمي بين الطرفين .
وزير الداخلية المصري اللواء محمد ابراهيم اتهم حماس مؤخرا بتقديم دعم لوجستي للإخوان وتلا ذلك سفير مصر لدي السلطة الفلسطينية ياسر عثمان ، فيما ردت حماس باتهام السفارة المصرية برام الله بالتحريض ضدها بنشر وثائق تؤكد ذلك عبر تصريح صدر عن الناطق باسم الحركة في غزة سامي ابو زهري .
المحلل السياسي الفلسطيني اكرم عطا الله ، توقع في حديث مع "وكالة قدس نت للأنباء" ان تزيد العلاقة سوء بين حماس والنظام المصري الحاكم طالما بقت حماس جزء من جماعة الاخوان المسلمين ، وقال "من الطبيعي ان تكون العلاقة تصادمية ولا اعتقد انها ستتحسن على الاطلاق ، فالنظام المصري الجديد في معركة كسر عظم مع الاخوان المسلمين ، وما ينطبق على الاخوان ينسحب على كل فروعهم بالخارج ."
واشار الى ان مصر تشعر بان قطاع غزة يحكمه الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين والذين يمكن ان يمدوا يد العون لإخوان مصر من خلال ما يحدث في سيناء من اضرابات امنية ، وهناك اتهامات مصرية لجهات فلسطينية في قطاع غزة.
واوضح ان مصر ذهبت بعيدا منذ البداية، الحد الذي وصل فيه الامر لاعتقال مرشد الاخوان محمد بديع ، كان في ذلك قرار لا رجعت فيه لا حوار مع الاخوان المسلمين ، وبالتالي جمدت مصر علاقاتها مع حماس وبدأت في اجراءات ضدها.
ورأى ان ما يجري من سوء العلاقة بين حماس والنظام الحاكم المصري بات يدفع فاتورته سكان قطاع غزة وانعكس سلبيا على حياة المواطنين .
وقال عطا الله "حماس ارتكبت خطأ بتأييدها الاعلامي للإخوان ولكن لا اعتقد انها تدخلت ميدانيا فيما يجري داخل مصر ، وفي تأييدها الاعلامي وضعت نفسها في عداء شديد مع النظام المصري ، فبدأت تداعيات ذلك تظهر اكثر فاكثر فالسياسة تتحرك بترابط شديد ، قطاع غزة بات يختنق اكثر وحماس تختنق اكثر واصبح وضعها المالي اكثر صعوبة ."
واشار الى ان اعلان مصر ان جماعة الاخوان المسلمين "تنظيما ارهابيا "، ووفقا لهذا القانون فإذا عرفت حماس نفسها انها جزءا من الاخوان تلقائيا تصبح حركة "ارهابية" وفقا للقانون المصري ، مضيفا " لكن حماس تنظيم فلسطيني ولا يخضع للقانون المصري ومصر تقرر على التنظيمات الموجودة بداخلها.
وقال " حماس تريد ان ترمم علاقتها مع البيت الفلسطيني وما اذا تم تحقيق المصالحة تصبح جزءا من النظام السياسي الفلسطيني ولا يمكن ان تكون حركة ارهابية وفي نفس الوقت جزءا من النظام السياسي وموجودة في منظمة التحرير" .
وقال عطا الله " في اللحظة التي توجه حماس اتهامات للسفارة المصرية نجد اسماعيل هنية يعلن انه لا غنى عن مصر والمصالحة ، فلا يمكن ان نقول ان حماس مجمعة على رأي محدد في القضايا الاقليمية ".
ولفت الى ان مصر جمدت علاقتها مع حماس وجمدت وساطتها في ملف المصالحة وهي مشغولة في قضاياها الداخلية "لا اتوقع ان يكون هناك تحرك مصري باتجاه المصالحة الفلسطينية ".
وفي اطار مستوى العلاقة السيء الذي وصل بين الطرفين ( حماس ومصر ) اتهم الناطق باسم حماس سامي ابو زهري السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية برام الله ، بالتورط في التحريض على حماس وذلك بالتنسيق مع اجهزة امن حركة فتح ، والقيام بتحديد قوائم اسماء لقيادات حماس لتلفيق التهم إليهم .حسب قوله
وارفقت حركة "حماس" البيان الذي حمل تصريح ابو زهري ،وثيقة قالت انها تمكنت من الوصول إليها وهي "صادرة عن نائب مدير جهاز الأمن الوقائي رفعت كلاب إلى مدير الجهاز وتتضمن ملخص لقاء تنسيقي مع نائب رئيس السفير المصري برام الله طارق طايل بتاريخ 8/7 في سياق التعاون المشترك بين الطرفين ضد حركة حماس."
بدوره رأى المحلل السياسي الفلسطيني مصطفي الصواف في حديث مع "وكالة قدس نت للأنباء" ، ان العلاقة بين الطرفين (حماس ومصر ) لن تصل الى مستوى القطيعة التامة ، لكن الازمة ستبقي تتصاعد ومرشحه لتوتير اكثر .
واعتبر الصواف ، ان الازمة بالعلاقات تعود الى ان الحكام الجدد ( النظام المصري الحالي ) يبحثون عن حصان طروادة جديد او عدو جديد لتحميله فشل الحل الامني لعدم قدرتهم فرضه على الشعب المصري .كما قال
وحول انتقال الاتهام من دائرة الاعلام بين الطرفين الى المستوى الرسمي قال " الازمة ستتصاعد ودخول الطرف الرسمي المصري ليس بعيد فهو من كان يزود الاعلام بكل الاتهامات والامور ضد حماس ."
ورأى ان هناك ثلاث اطراف هي من تقود حملة ضد حماس ، اجهزة امن ( الانقلاب ) أي المصرية ، واعلام مدعوم ومزود بمعلومات من اطراف فلسطينية ، ومال مسيس يهدف لعودة نظام مبارك السابق لتحقيق مكاسب ذاتية .حد قوله
واشار الى ان هذا الوضع القائم بالعلاقات سيستمر ما بقي الحال في مصر كما هو ، مستدركا " لكن ستبقي شعرة معاوية بين الجانبين لأنه لا غنى لمصر عن قطاع غزة ولا غنى للقطاع عن مصر".
واوضح الصواف " حركة حماس ترتبط بالإخوان المسلمين عقائديا وليس تنظيميا ووجهتها فلسطين والنظام المصري يدرك ذلك ولهذا لم يثبت تورط حماس امنيا داخل مصر ".
وكان السفير المصري ياسر عثمان قال إن تصريحات حماس المناهضة للحكومة المصرية وإعلامها وسفاراتها كثيرة ومتعددة، مشيرا إلى أن "التصريحات العدائية من حماس تجاه مصر تملأ مجلدات"، وأنها طريقة حماس في التعامل مع أخطائها، فبدلا من تصويب الموقف تجاه مصر، تقوم الحركة بكيل الاتهامات لنا وشخصنة الأمور تجاه أي مسئول مصري يستنكر مواقفهم. كما قال
وأضاف عثمان" خلال برنامج تلفزيوني، أن "اتهامات حماس له باختلاق قصص وهمية عنهم وإبلاغها للخارجية المصرية، سياسة تعودنا عليها من قبلهم، وليس هذا أول تصريح، ولن يكون آخر تصريح"، مشيرا إلى أن موقف "حماس" تجاه مصر لا يحتاج إلى "فبركة" كما يدعون كون أى متابع جيد لوسائل الإعلام يتتبع تصريحاتهم وبيانتهم تجاه ثورة 30 يونيو، والحكومة ستكتشف موقفها تجاه مصر.حد قوله
وأوضح عثمان" أن الاختلاف له أصول، ولكن تصريحاتهم تجاه مصر تحتاج إلى وقفة، كونها عدائية ومعلنة وغير خفية ويجب تصويبها".حد قوله
وكان وزير الداخلية المصري اللواء محمد ابراهيم اتهم في مؤتمر صحفي ، يوم الخميس الماضي ، حركة حماس التي تدير قطاع غزة بمساعدة جماعة الإخوان التي أعلنتها الحكومة جماعة "إرهابية" في ديسمبرالماضي .
قال الوزير إبراهيم إن جماعة الإخوان المسلمين قامت في فترة حكم مرسي التي استمرت عاما "بفتح قنوات تواصل بين قيادتهم وقيادات حماس الذين قدموا لهم الدعم اللوجستي .
بدوره اعتبر اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة غزة التي تديرها حركة حماس ، " أمن غزة جزء لا يتجزأ من الأمن العربي والمصري، ونتحرك لحماية الأمن المشترك".
وأكد هنيه في مؤتمر صحفي اليوم بحضرة وزير داخليته بغزة ، أن ملف المصالحة الفلسطينية سيبقي تحت الرعاية المصرية، مشددا بالقول "ملف المصالحة سيبقى تحت الرعاية المصرية ونحن نعتز بالرعاية المصرية والتجاوب والرعاية العربية".