رفض قياديون من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مقترح اتفاق الإطار الذي تقدم به وزير الخارجية الأمريكي جون كيري جملةً وتفصيلاً، واصفين المقترح القائم على تبادل الأراضي والسكان بأنه "أسوأ من اتفاق أوسلو واتفاق كامب ديفيد 2".
وقال وصفي قبها وزير الاسرى السابق إن "أفكار كيري التسعة المطروحة كحل في إتفاق الإطار أسوأ بكثير مما طرح في أوسلو وكامب ديفيد 2 وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الحساسة كالقدس ويهودية الدولة واللاجئين وتبادل الأراضي"، مؤكداً أن خطورة عرض هذه الملفات على طاولة التفاوض يكمن بهبوط سقف المفاوض الفلسطيني وقابليته للتجاوب مع الضغوط والإبتزاز، واستعداده لمناقشة أفكار يرفضها الشعب الفلسطيني.
وقال قبها إن "مشكلة المفاوضات العبثية والتي تستمر وتجري فصولها الجديدة ليست في التراجع بالمواقف والتنازلات التي قد لا يُكشف عنها بالعلن وبصراحة مطلقة، وإنما أيضاً في إعطاء غطاء من خلال إستمرارها، الأمر الذي يعطي الاحتلال الفرصة الكافية لفرض وقائع جديدة على الأرض ويمكنه من الإستمرار في إرتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني قتلاً وتجويعاً وإعتقالاً وسرقة للمياه والثروات، والتوسع في سياساته الإستيطانية ومصادرة الآراضي وهدم البيوت وتهويد القدس وصولاً لتحقيق حلمه بيهودية الدولة."
وحذر قبها من أن الإستمرار بعملية تفاوضية غير متكافئة وبهذا المضمون لن يفضي إلى دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف بل يعتبر خلخلة للثوابت الوطنية ومس وتشويه للإنتماء الوطني ومسخ لشخصية الأجيال الجديدة وتمزيق للنسيج الإجتماعي الفلسطيني وتحطيم لروابطه وقيمه الإجتماعية والأخلاقية.حسبقوله
وأضاف قبها بأنه آن الأوان للقيادة والمفاوض لمصارحة الشعب بكل ما يجري وفشلهم على مدار عشرين عاماً ويزيد في حمل همم الشعب الفلسطيني والتعبير عن إرادته وطموحه وإنتزاع حقه في حريته وإستقلاله، فالشعب الفلسطيني الذي رفض أوسلو لن يقبل بأسوأ منه.كما قال
بدوره، اعتبر القيادي في حركة "حماس"، نزيه أبو عون، أن نتائج جولات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في المنطقة للتوصل إلى اتفاق تسوية فلسطيني - إسرائيلي، تنطوي على "تفريط بحقوق تاريخية للشعب الفلسطيني".حسب وصفه
وشدد أبو عون في تصريح صحفي له على أن نتائج تلك الجولات المتلاحقة "غير مقبولة بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي لم يخوّل أحداً بعمليات تبادل الأراضي والتفريط بها"، وفق تأكيده.
ووصف أبو عون جولات كيري ومحادثاته في المنطقة بـ "بازار التفاوض"، مؤكداً أن الاتفاقات التي نتجت عن هذه الجولات "لا تلبي أدنى طموحات الشعب الفلسطيني".
واعتبر أن تفرّد وأحادية من وصفهم بـ "المتنفذين" في الساحة الفلسطينية أدّى إلى "ضياع الوقت للملمة شعث الشعب المنقسم أولاً ولإنجاز مشروع وطني حقيقي يجمع عليه الشعب لمواجهة تعنت الاحتلال الإسرائيلي وإنهائه"، حسب رأيه.
ودعا القيادي في "حماس"، السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية لـ "الاستيقاظ من الأوهام والعودة للشرعية الأخلاقية وعدم التصرّف بتفرّد وكأنها وكيلة عن الشعب الفلسطيني"، مطالباً بإجراء استفتاء في الخارج والداخل لتحديد صلاحيات السلطة والمنظمة فيما يتعلّق بالتفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي.كما قال