قالت منظمة بتسليم الاسرائيلية الداعمة للسلام، ان "قوات من الشرطة الاسرائيلية مدعومة من قبل الجيش دمرت عصر الاربعاء خربة "عين كرزلية" شمالي غور الأردن وهدمت جميع المباني في البلدة."
وأضافت المنظمة في تقرير لها وصل "وكالة قدس نت للأنباء" نسخة عنه، ان العائلات الثلاث التي تسكن الموقع وتعدادها 25 شخصًا منهم 15 قاصرًا، ظلت دون مأوى تحت البرد القارص ودون مأوى لقطعان الماشية التابعة لهم، ودمّر الجيش أيضًا أنبوب المياه الوحيد الذي يخدم السكان في الموقع".
من جهتها قالت المديرة العامة لمنظمة بتسيلم "جيسيكا مونطل"، "لقد نسيت الدولة ثانية أنّ السيطرة تعني تحمل المسؤولية. لا يمكن التعامل مع غور الأردن وكأنه مسألة نظرية بحتة والنظر في مستقبله من خلال تجاهل مطلق لمصائر الناس الذين يعيشون فيه. والآن يجب على السلطات أن تضع مساعيها جانبًا وأن تقوم بدلا من ذلك بالنظر في مستقبل 25 إنسانًا لا يعرفون كيف سيقضون ليلتهم وماذا سيحلّ بمصير قطعانهم وهي مصدر رزقهم الوحيد".
يذكر انه في الأسابيع الأخيرة يدور نقاش جماهيريّ حول مستقبل غور الأردن، وقُدّم ضمنه مشروع قانون لضمّ الغور إلى إسرائيل. النقاشات الإسرائيلية الداخلية والدبلوماسية تجري في معزل عن الواقع السائد في الغور، الذي يعيش فيه آلاف الفلسطينيين بظروف صعبة وهم معرّضون للتنكيل والتهديدات المستمرّة من جانب السلطات الإسرائيلية.
ووفقًا للوضع القانونيّ اليوم فإنّ غور الأردن منطقة محتلة. وإسرائيل "كقوة احتلال"، مسؤولة عن مصائر سكانه وهي ملزمة بالاهتمام بهم.
ومن ضمن ذلك يجب عليها أن تتأكد من تمتعهم بإمكانية تشييد منازلهم وكسب أرزاقهم. إنّ هدم المنطقة السكنية الخاصة بسكان منطقة "عين كرزلية" هذا الصباح –خلافًا للقانون ومن دون توفير أيّ إمكانية بديلة ملائمة- يناقض الواجبات الملقاة على إسرائيل كما يشكّل انتهاكًا فظًا لأحكام القانون الإنسانيّ الدوليّ التي التزمت إسرائيل بضمانها.
وذكرت المنظمة ان سبب الهدم وفق قوات الاحتلال كان بذريعة "أنّ المنطقة السكنية تقع في منطقة عسكرية مغلقة تُستخدم كمنطقة تدريبات عسكرية".
وختمت المنظمة قولها "إنّ طرد السكان من بيوتهم في منطقة محتلة من أجل تمكين الجيش المحتلّ من إجراء التدريبات في الموقع هو أمر غير قانونيّ، ووفق القانون الإنسانيّ الدوليّ، فإنّ مثل هذا الطرد ممنوع إلا في ظروف استثنائية، حين يكون الأمر ضروريًا لاحتياجات عسكرية طارئة أو لغرض الحفاظ على أمن السكان المحليين".