هددت الولايات المتحدة الامريكية السلطة الفلسطينية بقطع المساعدات والمنح المالية المقدمة من الدول الغربية، في حال تعثرت المفاوضات التي تجري مع الجانب الاسرائيلي ولم توقع السلطة على الاتفاق الذي يسعي وزير خارجيتها جون كيري الوصول إليه .
واكد تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ان الادارة الامريكية عبر وزير خارجيتها كيري ارسلت رسائل واضحة بانها "لن تستطيع ضمان استمرار المساعدات الدولية من الدول المانحة للسلطة الفلسطينية اذا لم توقع على (اتفاق اطار) وتعثرت المفاوضات ، وان تعود اسرائيل الى استئناف بناء الاستيطان في مناطق )E1).
واعتبر خالد ، في تصريح خاص لـ "وكالة قدس نت للأنباء " ، ان هذا التهديد ابتزاز سياسي من الادارة الامريكية ، "يجب الا يمارس ضد الفلسطينيون الذين يطالبون بحقوقهم العادلة" ، مشيرا ان "الحقوق الفلسطينية لن يتم المساومة عليها حتى ولو مقابل مال العالم كله وهو امر مرفوض ".
ومناطق )E1 ) هي مناطق فلسطينية في الضفة الغربية تبلغ مساحتها نحو 12 كيلومترا مربعا قررت الحكومة الاسرائيلية بوقت سابق بناء تجمعات استيطانية جديدة واكبر فيها وتوسعة مستوطنة "معاليه أدوميم،" حيث يتم دمجها في منطقة القدس الكبرى ، الامر الذي يعدم قيام دولة فلسطينية ويقسم الضفة الغربية ويحرم الفلسطينيون الوصول الى القدس الشرقية .
وكشف خالد ، ان المفاوضات الحالية لم ينجم عنها حتى الان أي اختراق سياسي على الاطلاق في الملفات الرئيسية "الحدود والقدس واللاجئين والترتيبات الامنية "، على العكس المواقف مازالت متباعدة في ظل انحياز امريكي للمواقف الاسرائيلية .
وقال " لا اتوقع حدوث أي اختراق قريب في هذه الملفات والتي ورطنا فيها الفريق المفاوض ، وما كان علينا ان ندخل هذا المسار ، وكان علينا ان نبحث عن خيارات وطنية سياسية مختلفة لا نضيع الوقت في مفاوضات لا تفضي لشيء مع حكومة نتنياهوا ".
واكد ان السلطة الفلسطينية لا يمكنها التوقيع على اتفاق الاطار الذي تقدمه الإدارة الامريكية لأنه لا يلبي الحد الأدنى من المطالب والحقوق الوطنية الفلسطينية .
ونفي عضو اللجنة التنفيذية ، ما تناقلته بعض وسائل الاعلام ، عن موافقه اسرائيلية لعودة 80 الف لاجئ فلسطيني من الجيل الاول والثاني الى داخل قراهم وبلداتهم التي هجروا منها عام 1948م ، وقال " هذا غير صحيح واسرائيل ترفض عوة أي لاجئ فلسطيني الى بلدته وتتمسك بهذا الموقف وتحاول ان تحول القضية الى قضية انسانية بتعهد المجتمع الدولي بحلها بطرق مختلفة اما السماح لعودة بعضهم القليل للدولة الفلسطينية او تهجيرهم الى دولة ثالثة ."
واكد ان قضية اللاجئين اعقد واوسع من ذلك قائلا " يوجد 6 ملاين لاجئ فلسطيني شردوا من ديارهم ومن حقهم العودة الى اراضيهم وفق قرار الامم المتحدة 194.
وحول ما ان الإدارة الامريكية تحاول ان تدفع باتجاه تمديد المفاوضات، نبه الى ضرورة الحذر واليقظة من مفاجئات لا يستبعدها ، داعيا الى ضرورة مغادرة المفاوضات .
واشار الى ان الموقف العربي لا يمارس أي ضغط على السلطة للتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني طالما" اننا متمسكون "، مطالبا بتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية .
ويسعى وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى حمل السلطة الفلسطينية و الجانب الإسرائيلي على الموافقة على إطار لاتفاق سلام نهائي بعد أشهر من المحادثات المكثفة والسرية مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ويتناول الاطار الذي يعمل عليه كيري جميع القضايا الجوهرية بما في ذلك الحدود بين الدولة الفلسطينية المستقبلية واسرائيل والقضايا الخلافية فيما يتعلق بمدينة القدس والأمن واللاجئين الفلسطينيين.
واستؤنفت المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي بوساطة أمريكية في يوليو الماضي برؤية ترمي الى التوصل الى إتفاق بحلول نهاية ابريل المقبل.