دحلان يختتم زيارة الى القاهرة دامت خمسة ايام

اختتم القيادي الفلسطيني محمد دحلان ليلة أمس زيارة إلى العاصمة المصرية دامت خمسة ايام اجتمع خلالها مع رجل مصر القوي الفريق أول عبد الفتاح السيسي، نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والانتاج الحربي للمرة الثالثة منذ ثورة 30 يونيو الماضي، وذلك الى جانب اجتماعاته مع عدد كبير من قادة السياسة والفكر والاعلام المصريين، ومثلما جاء " دحلان " دون ضجيج الى القاهرة فقد غادرها دون ضجيج أيضاً .

المحللون السياسيون استنتجوا ملاحظتين رئيسيتين أثارت انتباه مراسل صحيفة " الخليج الآن " في القاهرة ، الاولى ، هي حرص " دحلان " على الاجتماع بالمرجعيات الدينية المصرية العليا، وبصورة خاصة اجتماعه مع الامام الاكبر شيخ الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر الشريف ، وكذلك اجتماعه مع الأنبا تواضروس اسقف الكنيسة الشرقية " .

اما الملاحظة الثانية فقد تعلقت بحرص القيادي الفلسطيني المعارض لنهج الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الاجتماع بأوسع عدد ممكن من قادة الأذرع العسكرية والأمنية المصرية وقادة الاحزاب الوطنية والقومية والديموقراطية في مصر، مما فسره المحللون بان " دحلان " اتبع في زيارته الاخيرة الى مصر نفس خطوات ونهج الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي كان يرى في القاهرة محطته الآمنة قبل القدس .

وعلى الرغم من محاولات " الخليج الان " الاتصال مع " دحلان " لاستيضاح بعض جوانب زيارته الى مصر ، الا ان الرجل بدا مصمما على ترك حرية تداول اخبار زيارته لمضيفيه المصريين، لكن مصدرا سياسيا مصريا رفيع المستوى ابلغنا بان القيادي الفلسطيني قدم للقيادة المصرية وللأزهر والكنيسة ورجال الفكر والاعلام معلومات كاملة عن سير المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، والمخاطر التي تهدد فلسطين والأمن القومي العربي من معطيات ووقائع المشاريع السياسية التي يحاول الاسرائيلون فرضها على الشعب الفلسطيني ، خاصة تلك المتعلقة بمصير المقدسات الاسلامية والمسيحية الى جانب ملفات اللاجئين والحدود والأمن .

مصدر فلسطيني مطلع في العاصمة المصرية قال لـ " الخليج الآن " بان زيارة القيادي محمد دحلان وعلى الرغم من تركيزها على مخاطر الملف السياسي الا انها اشتملت على مسالتين هامتين، تتعلق الاولى بضرورة إنجاز مصالحة فلسطينية حقيقية ومتوازنة في اقرب الآجال، و الثانية هو الوضع الانساني الماساوي لقطاع غزة .

ويضيف المصدر الفلسطيني: " الأخوة في مصر كانوا مرتاحين جداً لطروحات " دحلان " في قضية المصالحة الفلسطينية ودور مصر الحاسم في ذلك، غير انهم أبلغوا المسؤول الفلسطيني بصعوبة استقبال اي وفد رفيع المستوى من حركة " حماس " في الوقت الحاضر، لان ذلك يشكل تحديا للمشاعر الشعبية المصرية ، وربما شكل أيضاً تداخلا مع شؤون القضاء المصري.

اما فيما يتعلق بمعاناة " اهل القطاع " فقد اكد المصدر الفلسطيني لمراسل " الخليج الآن " بان قادة القوات المسلحة المصرية قد وعدوا " دحلان " بالنظر في كل الملفات والاحتياجات التي عرضها لتسهيل حياة الناس بعد إنجاز الاستفتاء على الدستور المصري الجديد يومي 14 و 15 يناير الحالي، وبالتالي من المتوقع حسب معلومات " الخليج الآن " ان يقوم " دحلان " بزيارة جديدة الى القاهرة في غضون اسابيع قليلة بعد الانتهاء من الاستفتاء على الدستور المصري الجديد .

ويختم المصدر الفلسطيني " لقد كنت شاهدا على الكثير من زيارات الرئيس الراحل ياسر عرفات الى مصر، وكنت شاهدا على زيارة الاخ محمد دحلان الاخيرة، واستطيع تأكيد استنتاج واحد مؤكد بان " دحلان " يسير على خطى ابو عمار، ويحاول " تحصين " القدس انطلاقا من القاهرة وتحديدا من الكنيسة والازهر ".

 

المصدر: القاهرة - وكالة قدس نت للأنباء -