كشف د. رياض المالكي، وزير الخارجية، في حديث عبر الهاتف مع "الأيـام" من باريس، أن وفد لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية، أبلغ وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في اجتماع عقد مساء أمس، في العاصمة الفرنسية، رفض مطلب الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية أو استثناء القدس من المفاوضات، مع التأكيد على أن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، والتشديد على رفض أي تواجد إسرائيلي في الدولة الفلسطينية بعد إتمام تنفيذ الاتفاق.
وكشف المالكي أن كيري أبلغ الوفد الوزاري العربي أن "الولايات المتحدة معنية بالتوصل إلى اتفاق بين الطرفين، وأنه يأمل أن يتمكن في الأسابيع القليلة المقبلة من تقديم صيغة لدفع المفاوضات، ولكنه يأمل من الطرفين التعاون واتخاذ قرارات صعبة، وأنه في حال فشله فإنه لن يتوانى عن تحديد الطرف الذي قدم تنازلات وتعاون مع جهوده والطرف الذي رفض التعاون".
وكان اجتماع أمس، الذي عقد في مقر إقامة السفير الفرنسي في باريس، هوالخامس بين كيري ووفد لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية، وشارك فيه وزراء خارجية: الأردن، الإمارات، البحرين، السعودية، فلسطين، قطر، الكويت، مصر، المغرب إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، علما بأن قطر ترأس اللجنة.
وفيما أشار إلى أن الوزير الأميركي لم يتطرق إلى طلب تعديل مبادرة السلام العربية لتشمل الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، فإنه قال: "لقد تم تقديم موقف عربي وفلسطيني واضح برفض الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وهذا الموقف سمعه الوزير الأميركي مني ومن وزراء خارجية عرب آخرين، كما تحدث وزراء خارجية عن القدس الشرقية باعتبارها عاصمة الدولة الفلسطينية"، وأضاف: "الموقف العربي كان موحداً وكما تم الاتفاق عليه يوم أمس (أول من أمس)".
وذكر المالكي أن "الوزير كيري تحدث عن الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية من أجل دفع العملية السياسية والحاجة إلى دعم الطرف العربي لهذه الجهود من أجل استمراريتها".
ولفت المالكي إلى أنه تم أول من أمس، عقد اجتماع تنسيقي عربي قبيل الاجتماع مع كيري، وقال: "تم الاتفاق على أن يتحدث العرب بشكل أكبر عن الاجتماعات السابقة من أجل أن يوضحوا أن الموقف الفلسطيني هو موقف مدعوم عربياً"، وأضاف: "في الاجتماع حددنا القضايا الخلافية وأشرنا في هذا الصدد إلى مطلب الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وموضوع القدس بعد أن قال نتنياهو إنه لن يسمح بطرح هذا الموضوع في المفاوضات، وأيضاً موضوع الترتيبات الأمنية المقترحة، حيث تم التأكيد على أننا لن نقبل سيادة منقوصة على الدولة الفلسطينية".
وأشار المالكي إلى أنه "جرى نقاش حول القضايا، وتم الاتفاق على طرح الموقف الفلسطيني - العربي الموحد من هذه القضايا في الاجتماع مع كيري وهو ما تم فعلاً".
وذكر المالكي أنه "جرى نقاش موسع في الاجتماع مع وزير الخارجية الأميركي حول هذه القضايا، وتم طرح الملاحظات والتخوفات العربية بشأنها والمواضيع التي يتوجب أن يشملها أي اتفاق"، وقال: "استمع الوزير الأميركي بشكل جيد ودون ملاحظاته وطلب مجدداً الدعم العربي لجهوده".
ولفت إلى أنه لم يتم الاتفاق على موعد لاجتماع جديد، ولكنه أشار إلى أن "الاجتماعات العربية مع الوزير الأميركي باتت أمراً مفروغاً منه، ونتوقع اجتماعاً حالما تحدث تطورات تستدعي الاجتماع".
إلى ذلك، وفي إطار التحضير لاجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية مع وزير الخارجية الأميركي، فقد استقبل وزير الخارجية المصري نبيل فهمي كلاً من مارتن إنديك المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط، وروبرت سيري مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة، كما شارك فهمي في الاجتماع التنسيقي لوزراء الخارجية العرب لمناقشة تطورات عملية السلام في ضوء ما عرضه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في هذا الشأن.
وفي هذا السياق، أكد فهمي على الثوابت المصرية من القضايا الأساسية للتفاوض، والتي سبق وأن أبرزها خلال الاجتماع الوزاري الأخير لمجلس الجامعة العربية في القاهرة، بهدف دعم الموقف التفاوضي الفلسطيني، والحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
