"القدس الدولية" لمحمد السادس: القدس تنتظر دعم صمودها ورفض التفاوض عليها

وجهت مؤسسة القدس الدولية خطابًا مفتوحًا إلى الملك المغربي محمد السادس تطالبه بضرورة دعم مدينة القدس المحتلة، وإيجاد حلول عاجلة لدعم المقدسيين وتثبيتهم في مدينتهم المقدسة .

كما طالبت المؤسسة في الرسالة نفسها، الحكومات العربية والإسلامية برفع الغطاء عن أي أداء سياسيّ يقود إلى تنازلات عن حق الأمة في القدس، وأكدت على ضرورة التمسك بالحقوق والثوابت، وهنا نص الرسالة.

نص الخطاب:

الجمعة 17-1-2014

صاحب الجلاله الملك محمد السادس بن الحسن حفظه الله

ملك المملكة المغربية،

رئيس لجنة القدس،

تحية معطّرة بأريج القدس، وبعد،،

  تحية إكبار وإجلال من روابي المدينة المقدسة وأهلها الصامدين، إلى جلالتكم في يوم تشعر فيه القدس المحتلة، أنها بين أهلها من جديد في تكاتفهم من أجلها والتفافهم حولها، تحية صمودٍ واعتزازٍ من عيون القدس المتأملة وهي تنظر إلى احتضان مملكة المغرب أعمال القمة العشرين للجنة القدس برعاية جلالتكم.

تحفظ القدس للمملكة المغربيّة وقوفها إلى جانبها منذ أن بدأت صراعها مع المحتلّ، وقد كان لجلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسن الثاني دورٌ مُقدّرٌ ومحفوظٌ في الدفاع عن المدينة، منذ ترؤسه للجنة القدس عام 1975، وقد حملتم من بعده هذه المسؤوليّة، ووقفتم بدوركم إلى جانب أهلكم في القدس، ورفضتم الظلم الواقع عليهم.

ومسؤوليّة القدس اليوم تكبر في ظلّ اشتداد حدّة الهجمة عليها، وقد باتت التحديات التي تُواجه لجنة القدس أكبر وأكثر إلحاحًا من أيّ وقتٍ مضى، وهي المخوّلة متابعة تنفيذ قرارات منظّمة التعاون الإسلاميّ ومتابعة قرارات الهيئات الدولية الأخرى. الأمر الذي يمنحها القدرة على التحرّك الرسميّ على الساحة الدوليّة لتمثيل المقدسيّين ومدينتهم وهو أمرٌ لا يملكه اليوم غيرها.

لذا نتابع وجماهير الأمة باهتمام بالغ أعمال القمة العشرين للجنة القدس المنعقدة في مدينة مراكش بالمملكة المغربية وما سيصدر عنها من قرارات في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها مدينة القدس، وليس يخفى على جلالتكم حرب الاستنزاف التي تشهدها المدينة المقدسة، حربٌ يستحضر فيها المحتلّ كل الوسائل غير الإنسانية لعزل القدس عن محيطها الفلسطيني تمامًا، كما إنكم تتابعون حجم الهجمة التهويدية على المسجد الأقصى درة المدينة المقدسة، وثالث الحرمين الشريفين، حيث يسعى المحتلّ بكل ما أوتي من قوة إلى تسويق سيطرته عليه بعناوين مضللة في المحافل الدولية، كما أنه يعمل على مشروعٍ ضخم تتعدى أبعاده القدس وفلسطين إلى تفاصيل الصراع داخل كل بلد عربي، وبينما تنشغل الأمة في قضاياها الداخلية يعمل هو على تنفيذ برامجه ومخططاته التهويدية في القدس وفلسطين، متجاوزًا كل الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية، لتكريس سلطته كأمر واقع بحيث يصعب تراجعه عن مكتسباته بعد ذلك، ناهيك عن المفاوضات الجارية حاليًا والتي يراد من خلالها تهويد المدينة المقدسة وتقسيمها.

جلالة الملك،

ثقيلةٌ هي أمانة القدس لمن يحملها ويضطلع بها، وهي تحتاج منّا لبذل كلّ جهدنا  لنتمكّن من مواجهة محتلٍّ يعمل بكلّ قدرته وامتداده عبر العالم ليجعل من مدينتنا عاصمةً له دوننا. ونحن نطمح لأن نُعيد سويًّا المدينة إلى عقول وقلوب أهلها في كلّ مكان لكي نحمل جميعًا أمانة حماية القدس واستعادتها، وإننا من موقع الحرص نخاطبكم وأنتم في موقع المسؤولية والأمانة لنؤكد الآتي:

    إنّ واجب الحكومات العربية والإسلامية أن ترفع الغطاء عن أي أداء سياسيّ يقود إلى تنازلات، وواجبها أيضًا التمسك بالحقوق والثوابت والتضحيات. وواجب الحكومات أن تدفع الأطراف الفلسطينية المختلفة إلى مدّ يدها لبعضها بصدق لإتمام المصالحة وتنفيذها ومواجهة الاحتلال بتكاتف، وحشد الدعم العربيّ والإسلامي للموقف الفلسطينيّ الموحّد. كما واجب الحكومات تنبيه السلطة الفلسطينية لتصرف جهدها لتحقيق المصالحة كأولوية، وليس استنفاذ كل الجهود للسير في طريق المفاوضات السرابي.

    إن القدس وأهلها ينتظرون من الدول العربية والإسلامية تنفيذ قراراتهم في قممهم المختلفة بدعم القدس وصمودها من خلال صناديق وهبات جرى الإعلان عنها في أكثر من قمة ومؤتمر، ولكنّ القدس لم ترَ من ذلك إلا اليسير اليسير، وهذا يرسل رسائل إيجابية بالنسبة إلى الاحتلال لتصعيد اعتداءاته وتهويده بحق القدس والمقدسات، وبأن الدول العربية ليست جادّة بقراراتها المتعلقة بحماية القدس. وتتضاعف المسؤولية على الدول العربية والإسلامية في هذه المرحلة التي يسابق الاحتلالُ فيها الزمن لفرض وتشريع تقسيمه للأقصى، وتشكيل حقائق تهويدية يصعب إزالتها مستقبلاً.

إنّ القدس أحوج ما تكون اليوم إلى موقف عربيّ وإسلاميّ حازم يدعم الموقف الفلسطينيّ الأصيل بالتمسك بالقدس كاملة وموحدة عاصمة لفلسطين كلها، وعاصمة لكرامة الأمة وهيبتها، وكلنا أمل بأن تكونوا ممّن يكتب عنهم التاريخ مثل هذه المواقف.

وتفضلوا يا جلالة الملك بفائق الاحترام والتقدير،

القدس نحميها معًا.. نستعيدها معًا..

حميد بن عبد الله الأحمر

رئيس مجلس الإدارة

المصدر: بيروت - وكالة قدس نت للأنباء -