لم تكن الحاجة لان يقف الشعب الفلسطيني عند قضاياه أكثر من هذه اللحظات الدقيقة التي تمر على قضيتنا الفلسطينية , ولم تكن الحاجة ملحة لان يقول الشعب كلمة تكون الحسم في قضايا طال بقائها وطال تعقدها وهى قضايا أصبحت مصيرية بالنسبة للمجموع الفلسطيني أولها الوحدة الوطنية وإعادة لحمة هذا الشعب وقوة جبهته السياسية العريضة , وخاصة أنه كان هناك أبناء مخلصين لهذا الوطن ممن سارعوا لتوحيد الصف الشعبي وإبقاء الانقسام داخل أروقته السياسة ,واستطاع المخلصين من أبناء هذا الشعب إذابة الجليد المتراكم عمليا على الأرض بين أبناء الفصيلين ,فلم نعد نري هذا يميز بسبب انتمائه السياسي أو ذاك يقول أن هذا ليس أخي وليس منى بل اصطف الشعب موحدا وداس الشعب على الانقسام بأقدمه وتوحد لأنه أدرك خطورة ما تواجهه من تحديات جسام أن استمر الفراق والشتات والتمزق بين أبناء الشعب الواحد , منذ أن حال الانقسام بين طموحات هذا الشعب ومستقبلة وقوة كلمته وصفه الوطني الواحد ومؤسساته التي تقدم للشعب خدماتها دون تميز ولا تحيز أدركت القيادة الفلسطينية بقيادة رئيس السلطة الفلسطينية و رئيس منظمة التحرير الفلسطينية المخاطر السياسية التي يتعرض لها شعبنا وتتعرض له قيادته السياسية وفصائله الوطنية من تمزيق وإضعاف لا تصب في النهاية إلا في مصلحة إسرائيل التي تحتل الأرض والإنسان و تمارس أبشع أساليب التهويد والعنصرية وموبقاتها , ومع هذا الإدراك فقد تحركت بكل قواها لان تعيد للوطن وحدته و للشعب صفوفه القوية فكانت مبادرات حثيثة انتهت باتفاق مكة واليمن والقاهرة ومن ثم تم تتويج هذه الاتفاقات باتفاق الدوحة, إلا أن الانقسام كان اقوي من الاتفاقات لأنها لم تنفذ على الأرض وعندما كانت تقترب اللحظة الحاسمة لبدء تنفيذ هذه الاتفاقات يأتي من يفشل أي تقارب أو حوارات عن طريق مناكفات ليس لها سبب إلا الهروب إلى الوراء وبقاء الحال الفلسطيني السياسي كما هو , حكومتين و وطنين و شعب واحد يئن و يتوجع من الانقسام , ومحتل يجنى ثمار هذا الانقسام و يتلذذ على عذابات أبنائه .
إن الشعب الفلسطيني اليوم في أمس الحاجة لان يقول كلمته الحاسمة في موضوع السلام مع إسرائيل السلام المبني على ثوابتنا وحقوقنا كاملة والمفاوضات التي تجري الآن بين الطرفين, فقد بات ضروريا أن يعي الشعب وكل مكوناته السياسية أن التفاوض بشكله الحالي يعتبر تكتيكا وليس إستراتيجية لان إسرائيل لم تعد قادرة على صنع السلام مع الفلسطينيين بمحض إرادتها ودون تدخل وضغط من القوي المركزية بالعالم ومنظماته الدولية , فان استجابت إسرائيل لهذه المحاولات التي تجري الآن لتحقيق معايير صنع السلام الدائم والشامل والعادل تحقق السلام و ثبت للعيان إن المفاوضات التي تجري هي إرادة حقيقية أقتنع بها كل من الفلسطينيين و الإسرائيليين لتجنيب المنطقة ويلات الحروب والدمار في المستقبل ليعش إنسان منطقة الصراع كباقي البشر ينمو ويتطور في وطن مستقر وامن يحقق لها طموحاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية .
لقد بات ضروريا أن يتبادل الشعب الثقة مع قيادته الشرعية ويثق في قدرتها السياسية على إدارة المفاوضات دون تنازلات تستبيح حقوق الشعب ودون تنازلات يقول عنها البعض أنها مهينة في حكم مسبق قبل النتائج وقبل أن يعرض أي اتفاق نهائي للمجموع الفلسطيني لان أي اتفاق يمكن بلورته لابد وان يتم الاستفتاء عليه من قبل الشعب قبل توقيعه, وهذه الثقة تتطلب أن تبقي الجبهة الداخلية قوية تثق بقيادتها و قدرتها على تحقيق آمال وطموحات الشعب بالطريقة الأسرع والآمنة للجميع , فان حققت المفاوضات هذه الطموحات يبقي على المجتمع الدولي دعمها وتثبيتها على الأرض ,وان لم تحقق المفاوضات بحالتها وبرعايتها أحادية القطب طموحات الشعب الفلسطيني كاملة في الحصول على حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس ولجأ الفلسطينيين إلى الخيار الثاني في معادلة مواجه المحتل وتوجهت القيادة الفلسطينية بحشد دولي وعربي كبيرجاء نتيجة لتعرية إسرائيل وكشف مخططاتها العنصرية على الأرض لمجلس الأمن والأمم المتحدة لبحث قضيتهم والنضال من خلال الشرعية الدولية لتحقيق هذه الطموحات ,فان هذه الخطوة التي يستعجلها البعض ويقول أنها أولى من المفاوضات العبثية وإضاعة الوقت فأنها تكون اقوي من التوجه لتلك الهيئات قبل فشل المفاوضات ودون حشد دولي كبير , لعل ثقتنا بقيادتنا الفلسطينية وقدرتها على إدارة الصراع لهو الوقود الذي تحتاجه اليوم لتمضي قدما نحو تحقيق طموحات هذه الأمة في استعادة حقوقها بدا من حق توحيد قيادته وممثلها الشرعي وانتهاء بالتخلص من الاحتلال الصهيوني العنصري وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .