مؤتمر جنيف 2 ...... فاقد الشئ لا يعطيه

بقلم: علي ابوحبله

جنيف 2 هل هو استراحة المحارب بعد أن وصلت جميع الأطراف المتصارعة على سوريا إلى قناعه بعدم إمكانية إسقاط سوريا من قبل الدول المتامره على سوريا ، لقد تيقنت أمريكا عبر حلفائها من مجموعة ما يسمون أنفسهم مجموعة أصدقاء سوريا لقناعه انعدام ألقدره على الحسم العسكري لتمرير مخطط إسقاط سوريا وان المجموعات العسكرية قد فشلت في تحقيق أهداف ومخطط أمريكا للشرق الأوسط الصهيوني الجديد ، وان الصراع الدولي والإقليمي يتجسد الآن بعملية التفاوض في منتريوا في جنيف وذلك ضمن محاوله كل فريق لتمرير مخططه للتسوية ضمن المحاولات لإسقاط الحكومة السورية عبر المفاوضات ضمن السعي لتشكيل حكومة انتقاليه وتوفير ممرات آمنه وضمن تبني الدعوة لمكافحة الإرهاب وهي جميعها من ضمن الخيارات المطروحة على طاولة الحوار في مؤتمر جنيف 2 ، إن دعوة إيران من قبل الأمين العام للأمم المتحدة لحضور مؤتمر جنيف 2 وسحب الدعوة كان بفعل الضغوط التي مارستها فرنسا والسعودية على أمريكا ضمن عملية الضغط من قوى الائتلاف السوري وإعلانها عن مقاطعة جلسات المؤتمر إذا حضرت إيران مما يدلل أن قوى الائتلاف السوري هي أداة بيد فرنسا والسعودية وقوى إقليميه أخرى ، مجموعة لندن تدرك وتعلم تمام العلم أن مخططها الهادف لإسقاط شرعية الحكومة السورية تصطدم بالموقف الروسي والصيني الثابت وان محاولات بندر بن سلطان لإقناع الرئيس الروسي بوتين بوجهة نظر الحلفاء الدوليين والإقليميين لإسقاط الشرعية السورية قد قوبلت بالفشل رغم الإغراءات المادية والمشاريع التي تقدم من خلالها بندر بن سلطان لروسيا ومن ضمنها تزويد مصر بصفقة سلاح تقدر قيمتها بأربعة مليار دولار ، الموقف الروسي الذي عبر عنه الرئيس الروسي بوتن ووزير خارجيته لافروف بمحضر اجتماعهما مع بندر بن سلطان هو أن روسيا لن تقبل أن يفاوض احد على مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد ، على الشعب السوري أن يقرر مصيره ومستقبله وليس لأية دوله أن تقرر بالنيابة عنه ، وبحسب الحديث من قبل وزير الخارجية الروسي لافروف قناعتنا انه لا يوجد قانون دولي يتيح لهذه ألدوله أو تلك أن تحدد من يحق له أن يترشح أو لا يترشح لرئاسة الجمهورية سواء في سوريا أو غيرها ، مكررا دعوته وموقفه لرئيس الاستخبارات السعودي بندر بن سلطان لضرورة الانخراط بالحل السياسي للازمه السوريه عن طريق الحوار ، الموقف نفسه وضمن التنسيق في المواقف بين الحكومة السورية والروسية أصر وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الرئيس السوري بشار الأسد خط احمر وان الهدف من عقد جنيف 2 هو محاربة ومكافحة الإرهاب محملا دول بعينها ما تعاني منه سوريا من إرهاب منظم ومحملا هذه الدول لمسؤولية المأساة التي تعاني منها سوريا ، هذه المواقف تتعارض مع المواقف الداعمة للمعارضة السورية حيث صرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في كلمته بافتتاح مؤتمر جنيف بأنه يجب أن تكون هناك حكومة انتقاليه في سوريا مؤكدا على أن لا يكون بشار الأسد جزءا من الحكومه الانتقالية ، ومصرح بالوقت نفسه انه سوف لن يكون مكان للإرهابيين في أوساط الشعب السوري بحسب زعمه قائلا أننا نريد أن نضع حدا للعنف في سوريا ومدعيا في أن يتمكن الشعب السوري من انتخاب رئيسه ، إن التباين في المواقف ضمن عملية الصراع الدولي والإقليمي على سوريا يجعل التوقعات بشان هذا المؤتمر أكثر تعقيدا ، وان اختلاف توجهات الحكومة السورية والمعارضة السورية تبقى كفتا الميزان في الوصول لاتفاق معلقتين بالهواء انتظارا لترجيح إحدى التوجهات على الأخرى ، إن الهدف الذي تسعى لتحقيقه ما يسمى مجموعة أصدقاء سوريا الداعمة لما يسمى قوى الائتلاف الوطني السوري هو بالسعي لتنفيذ بنود اتفاق جنيف 1 وان ما عدا ذلك بوجهة ألمجموعه لا يمثل حل للازمه السورية ، ومطلب تلك القوى يتمثل ويتمحور بسحب الاسلحه الثقيلة من الحكومة السورية ووقف إطلاق النار إضافة لتشكيل حكومة انتقاليه كاملة الصلاحيات على مؤسسات ألدوله والجيش العربي السوري ، وبحسب رؤيا المعارضة بمكافحة الإرهاب يرى المالح أن مطالبة الحكومة السورية بمكافحة الإرهاب مطلب سخيف ، وبحسب تصريحات المالح انه في حال عدم الاستجابة لهذه المطالب فان الائتلاف سيعلن انسحابه وان سيسعى إلى اتخاذ إجراءات أخرى وهذا هو موقف تتبناها مجموعة أصدقاء سوريا ، أما إيران المستبعدة من المشاركة في مؤتمر جنيف فإنها تعتبر قرارات مؤتمر جنيف 1 فاقده للشرعية وغير مقبولة واعتبرت مؤتمر جنيف فخ نصب للحكومة السورية ولا بد من الحذر منه ومن نتائجه ، أمام هذا الصراع الدولي والإقليمي الذي يجمع فرقاء الصراع على طاولة المفاوضات ضمن عملية إعادة اقتسام مناطق النفوذ بين الدول الكبار حيث يسعى الجميع لتحسين موقعه وشروطه ضمن عملية إعادة التوازن للقوى الدولية ، يبقى القرار هو للشعب السوري الذي قدم عشرات الآلاف من الضحايا وتحمل الخسائر الجسيمة وذلك ضمن سعيه للحفاظ على وحدة سوريا واستقلال سوريا ويبقى القول الفصل للجيش العربي السوري الذي واجه المؤامرة ضد سوريا وتصدى لها ، وان المتآمرين على سوريا سيجرون خيبات فشلهم بفشل مشغليهم من تمرير مؤامرتهم على سوريا ويبقى القول الفصل للسوريين لان يحلوا مشاكلهم ويوحدوا جهودهم عبر مائدة حوار وطني سوري تجمع كل الوطنيين السوريين على طاولة الحوار في سوريا وذلك ضمن مواجهة المخطط التآمري الذي يهدف المخططون من وراء عقدهم وحضورهم لمؤتمر جنيف لإسقاط الدول السورية وإسقاط الشرعية الدستورية عن الشعب السوري ضمن محاولات فرض الوصاية على الشعب السوري والذي يرفضه غالبية السوريين ، وهذا ما يؤكد أن مؤتمر جنيف 2 سيفشل في تحقيق أهداف ومرامي ما يسعى لتحقيقه مجموعة ما يسمون أنفسهم اصدقاء سوريا ، وان عنوان فشل جنيف 2 هي بتلك المطالب التي لن تتحقق للمعارضة السورية ولمشغليهم حيث فشلوا بالإرهاب من تحقيقه ولن يتحقق لهم عبر ما يسمونه بالحوار والديبلوماسيه