مصر وفلسطين في قلب المؤامرة والفتنة الكبرى على الأمة

بقلم: محمد ابو سمره

مجرمون ، كافرون ، خائنون ، حاقدون اؤلئك الذين يستبيحون دماء وحرمات المسلمين ،ويزعم هؤلاء الكفار القتلة المأجورين المرتزقة / عملاء كل الجهات ، وعملاء كل اعداء الأمة انهم انما يقتلون كفارا، وانما يستبيحون مقدرات كفار ؟؟!!، بينما في الحقيقة هم الكفار الحقيقيون ..

وهؤلاء القتلة الكفار المجرمين ، يضاعفون حجم كفرهم بالله العلي العظيم ، ودينه الكريم ، ونبيه العطوف الرحيم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وتتضاعف ايضا حجم مؤامرتهم على الاسلام والامة وفلسطين بأن يتعمدوا لخلط الأوراق ، واثارة الفتن البغيضة سرقة اسم ثالث الحرمين الشريفين ، وقبلة المسلمين الاولى بيت المقدس ، ليلصقوا باسم الاسلام وبيت المقدس جرائم القتل البشعة الدنيئة التي يرتكبونها بحق مصر العزيزة وشعب مصرالشقيق الغالي .. مصر التي قدمت لفلسطين ولشعب فلسطين ولقضية فلسطين مالم تقدمه دولة عربية أخرى ، فمصر التي قاتلت ، وحاربت ، وخاضت من اجل فلسطين عدة حروب ، و قدمت مئات آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين من اجل فلسطين ومن أجل الأمة الاسلامية والعربية ، ومصر التي شن العدو الصهيوني مدعوما من الغرب الصليبي الحاقد عدة حروب ضدها ، بسبب دورها وموقفها من الصراع العربي الصهيوني ، وبسبب مواقفها الثابتة الصلبة للدفاع عن فلسطين والحقوق الفلسطينية ، وقيادتها للأمة من أجل التصدي للمشروع الصهيوني العنصري النازي ، وهي أيضا التي أسس ضباط جيشها العظيم خلايا للفدائيين الفلسطينيين والمصريين والعرب سنة 1953لتنفيذ العمليات الفدائية البطولية داخل العمق الصهيوني ، وفي المدن والأراضي الفلسطينية المحتلة عام1948 ، عرفت باسم ( فدائي مصطفى حافظ ، او الكتيبة 141 ) ، وكذلك مصر هي التي انشأت جيش التحرير الفلسطيني ، وفتحت كلياتها الحربية والعسكرية والشرطية أمام أبناء فلسطين ليلتحقوا بها ، وينشئوا جيشا يمتلك كافة القدرات والمؤهلات والخبرات العسكرية من أجل المساعدة في تحرير فلسطين ، وايضا فتحت أبواب جميع جامعاتها للطلبة الفلسطينيين مجانا مثل جميع المصريين ، ومصرأيضا هي التي أسست واستضافت ودعمت منظمة التحرير الفلسطينية سنة1964، ثم جعلت جامعة الدول العربية تعترف بها سنة 1965ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني ...

وانني كمناضل واسيرمحرر، وجريح ، ومبعدسابق ، وكقائد إسلامي / فلسطيني ، أتشرف بانتمائي للاسلام وفلسطين وبيت المقدس لأؤكد ان فلسطين وبيت المقدس و الاسلام ، وكذلك كافة الحركات الاسلامية التي تعمل حقا وصدقا للإسلام ، ابرياء ..ابرياء .... ابرياء من هذه الجرائم البشعة ، فالاسلام دين رحمة وانسانية وعطف ومحبة واخاء وعدل وعدالة وحرص مطلق على اعراض ودماء وحرمات المسلمين وغير المسلمين ، وان الشعب الفلسطيني بقيادته الشرعية والتاريخية ، وغالبية فصائله وقواه وتياراته وأحزابه واتجاهاته يستنكر ويدين كافة هذه الجرائم والاعتداءات ضد مصر ولبنان وسوريا والعراق واليمن وليبيا ، ويؤكد الفلسطينيون على أن الجرائم البشعة التي ترتكب بحق مصر العزيزة وشعبها الغالي باسم الاسلام ، وباسم بيت المقدس ، ان الاسلام وبيت المقدس منها براء .. براء ... براء .

انها مؤامرة اعداء الامة ضد مصر ،وضد الإسلام والأمة كلها ، وضد فلسطين ، فاقيقوا يا مسلمين وياعرب ويافلسطينيين .....

وبالتأكيد لم يكن الإسلام يوما من الأيام مرتبطا بالعنف ، أو القتل والتخريب والتدمير ، وإن كل ممارسة للعنف بإسم الإسلام ، إنما هي انحراف واضح في عقائد من يدعون أنهم يقتلون ويذبحون ويعذبون باسم الإسلام ، مثلما حدث في الماضي ، ومثلما يحدث الآن ، فلايعقل ــ مثلا ــ ان يكون المجرم يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ( الذي أجمع علماء الأمة إما على كفره أو فسقه وفجوره) يمثل الاسلام العظيم عندما قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) ؟؟!! وكذلك عندما قتل عددا من رجال وأطفال ونساء آل بيت الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم )، بالإضافة الى عدد من الصحابة الكرام والتابعين ( رضوان الله عليهم ) ، وكذلك عندما سبى حفيدة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) زينب بنت علي ( عليهم السلام ) ، بينما الاسلام العظيم وعدالته ورسالته ورحمته وشفافيته كان يجسدها حقا الإمام الحسين ( عليه السلام) الذي هو سبط وحفيدوريحانة نبي الاسلام الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقد بشره النبي الأعظم ( صلى عليه عليه وآله وسلم ) بالشهادة ، وقال عنه في أحد الأحاديث النبوية الشريفة : ( الحسين سيدشهداء الجنة ) ، وفي حديث آخر ( الحسين سيد شباب أهل الجنة ) ، ولايعقل أيضا أن المجرم السفاح القاتل الحجاج بن يوسف الثقفي كان يمثل الاسلام عندما استباح جنوده المدينة المنورة ، وانتهكوا أعراض نساءها وبيوتها وحرماتها ثلاثة أيام بليالها ، وعندما قصف وهدم الكعبة المشرفة بالمنجنيق ؟؟!! ، وكذلك عندما قتل الإمام التابعي المجدد سعيدبن جبير( رضي الله عنه ) ، وعدد ليس قليلا من التابعين وعلماء الأمة والفقهاء ( رضوان الله عليهم ) ، بالإضافة الى عشرات الآلاف من المسلمين في العراق والشام والمدينة المنورةومكة المكرمة وبلاد الحجاز واليمن .

وهكذا هو الحال فمن جاء من اباعد الأرض ليقاتل في سوريا وينتهك كل حرمات المسلمين ويقتل المسلمين ، والآمنين من الأخوة المسيحيين والطوائف الأخرى في سوريا ، وينتهك أعراضهم وحرماتهم ، لايمكن لهذا مهما ادعى وافترى وكذب ، أن يكون له علاقة بالإسلام ، وكذلك الحال من يضع السيارات المفخخة في شوارع مصر العزيزة ، وفي مدنها وقراها الآمنة ليقتل بها المجندين ورجال الشرطة والجيش ، ويقتل بها المارة وعموم الناس الغلابة ، ويقتل بها الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز ، ويدمر بها البيوت ، وينتهك بها حرمات المسلمين وحرمات إخوانهم الأقباط المسيحيين ، لايمكن لهذا أبدا أن يكون له علاقة بالاسلام ، وأيضا في ليبيا وسورياولبنان والعراق والباكستان وافغانستان واليمن وغيرها من الدول العربية والاسلامية ، ان من يفعل ذلك اما منحرف العقيدة ويسكنه ( ضلال ديني وعقلي عميق ) ، او انه مستخدم ـــ بوعي أو بدون وعي ـــ من أعداء الأمة واعداء الدين الاسلامي الحنيف وأعداء فلسطين ،أو أنه بالأساس ليس مسلما وليس عربيا ، بل غربيا صهيونيا ، او غربيا صليبيا حاقدا تابعا لأجهزة المخابرات الغربية والصهيوينة لتحقيق أكثر من هدف ، منها تشويه صورة الاسلام الحنيف ، والهاء الأمة ، واغراقها في حروب وفتن طائفية ومذهبية وعرقية ودينية واهلية ، واضعافها و استنزاف خيراتها ، والكارثة الكبرى ان ( دولا عربية ) بعينها تمول حملات هذا الارهاب المنظم الذي يتنقل متجولا ومتغولا في العديد من الدول العربية والاسلامية ....

وعلى الجميع أن يتيقن بأن الاسلام الحق لاعلاقة له أبدا بما يحدث من جرائم وارهاب يدعي المجرمون / الإرهابيون / التكفيريون القائمون بها أنهم ينفذونها باسم الاسلام ....

والله انه الكفر بعينه ، وكلنا يعرف الآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي لاتعد ولا تحصى ، والتي تتحدث عن حرمة دماء المسلمين ، وغير المسلمين من الآمنين والمستأمنين، وحرمة اعراض وأموال وممتلكات الناس عند الله ، وعند النبي الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ...

ـــ انهم مجرمون أولئك الذين يزرعون بلادنا العربية والإسلامية بالموت المتنقل والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والمتفجرات ، مجرمون أولئك الذين يغسلون عقول الجهلة ليقولوا لهم ان من يقتلونهم بسياراتهم المفخخة هم كفار ، بينما الكافر الحقيقي هو من يرسل هؤلاء التكفيريون ليقتلوا اخوانهم المسلمين في الدول العربية والاسلامية، سواء اكان الشهداء سنة ام شيعة فهم مسلمون أبرياء مظلومون ، حتى لو كانوا مسيحيين فإنهم أيضا أبرياء مظلومون ، وقتلهم حرام ، والإسلام لايجيز أبدا قتل الأبرياء والمدنيين العزل ، قتل النساء والأطفال والرجال والشيوخ والشبان ، إن هؤلاء المجرمين هم في خدمة الشيطان الأكبر أميركا واسرائيل ، وإن القاتل هو الكافر الحقيقي والى جهنم وبئس المصير ، ومن ارسل القاتل ، ومن مول وجهز القاتل ، ومن ساعد القاتل ، ومن ادار القاتل ، هؤلاء جميعا هم الكفار الحقيقيون ، فهم أعداء الانسانية ، وأعداء الدين الاسلامي ، وأعداء سماحة الاسلام ، الاسلام ليس دين قتل , وليس دين ذبح على الهوية ، انها المؤامرة الكبرى لإثارة النعرات المذهبية ، انه سيناريو واضح تماما للفتنة فهذا تفجير في بيروت الغربية يطال مسلمين سنة ، وتفجيرآخر في الضاحية الجنوبية يطال مسلمين شيعة ، واشتباكات في طرابلس بين السنة والعلويين ، وغدا أو بعد غد قد يكون هناك تفجير في الجبل ليطال اخواننا الدروز المسلمين ، أو تفجير يطال اخواننا المسيحيين في بيروت الشرقية ، وهو نفس الحال في سوريا واليمن والعراق والباكستان وافغانستان مع اختلاف مسميات المناطق الجغرافية، وفي مصروليبيا وتونس الفتنة تطل من حارة وزقاق وشارع ، انها الفوضى الأميركية غير الخلاقة ، لإستنزاف الأمة كلها من طنجة حتى جاكرتا ، انها الفتنة الكبرى التي يديرها المجرم الأميركي والصهيوني بادواتهم المحلية المجنونة ، لانملك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم ، ورحم الله جميع شهداء شعوبنا العربية والاسلامية الشقيقة الحبيب ، وحمى الله لبنان العزيز ، وحمى الله مقاومته الباسلة التي مرغت أنف الكيان الصهيوني في التراب ، وحمى الله مصر العزيزة وجيشها الباسل وشعبها الأصيل ، حمى الله العراق وافغانستان وباكستان وسوريا واليمن وليبيا وتونس وكل بلاد العرب والمسلمين ، وإننا من فلسطين الجريحة المنكوبة المحتلة الصابرة المرابطة نرسل بأحر تعازينا لكافة عوائل الشهداء المظلومين الذين سقطوا في مصر ولبنان وسوريا والعراق وليبيا واليمن وافغانستان وباكستان ، هؤلاء الشهداء الذين يسقطون ضحية التفجيرات الاجرامية وعمليات القتل المنهجية الظلامية العشوائية التخريبية ، ، ونسأل الله تعالى أن يلهم جميع قيادات مصر والأمة العربية والاسلامية الحكمة والصواب لتفويت الفرصة على جميع المتأمرين على مصر والأمة ، ونملك إلا ان نقول : ( لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ) .

وختاما فلكل من نسي او يحاول يتناسي فضائل مصر التي تحدث عنها الاسلام ، اذكرهم بالآية القرآنية الكريمة في سورة يوسف (إدخلوا مصر ان شاء الله آمنين ) ، واذكرهم أن البلد الوحيد الذي تجلى الله فيها هي مصر ، في سيناء ، ومصر التي ورد ذكرها متضمنا عشرات الآيات الكريمة ، وهي ارض الرباط الى يوم القيامة ، مصر التي صلى النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إماما بأخيه نبي الله موسى ( عليه السلام ) في جبل الطور ، مصر التي ولد وعاش فيها العديد من الآنبياء ( عليهم السلام ) وهي التي زارها العديد من الأنبياء عليهم السلام ، ومنهم ابراهيم الخليل ( عليه السلام ) والمسيح ( عليه السلام ) ، وورد في فضائل مصر العديد من الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة أورد منها :

1- أخرج مسلم في صحيحه، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط؛ فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحما". رواه مسلم (رقم/2543).

2- وأخرج الطبراني في الكبير، وأبو نعيم في دلائل النبوة؛ يسند صحيح؛ عن أم سلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى عند وفاته، فقال: "الله الله في قبط مصر؛ فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عدة وأعواناً في سبيل الله " . وصححه الألباني في السلسلة الصحية رقم : 3113 وقال : إسناده صحيح رجاله ثقات.

3- وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا ، فإن لهم ذمة و رحما " أخرجه الطبراني في معجمه الكبير، والبيهقي وأبو نعيم، كلاهما في دلائل النبوة. وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم: 698.

وفي الأثر: "مِصْرُ كِنَانَةُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ ، مَا طَلَبَهَا عَدُوٌّ إِلا أَهْلَكَهُ اللَّهُ".

والكنانة هي الجعبة الصغيرة من الجلد لحفظ النبل والسهام، فكأن هذا الأثر يشبه مصر بكنانة السهام التي يصيب الله تعالى بها الطغاة والظالمين والمتجبرين ، فيرميهم بأهلها الذين هم جند الله، ولذلك جاء في بعض الكتب تكملة الأثر بقولهم: ما طلبها عدو إلا أهلكه الله.

وعن كعب الأحبار قال: في التوراة مكتوب: مصر خزائن الأرض كلها ، فمن أراد بها سوءاً قصمه الله.

وكذا يروى عن كعب الأحبار: مصر بلد معافاة من الفتن من أرادها بسوء كبه اللَّه على وجهه.

وعن أبي بصرة الغفاري أنه قال: مصر خزائن الأرض كلها، وسلطانها سلطان الأرض كلها، ألا ترى إلى قول يوسف "اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ" سورة يوسف آية 55.

وعن عمرو بن العاص حدثني عمر أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: إذا فتح اللَّه عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندا كثيفا، فذلك الجند خير أجناد الأرض، قال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول اللَّه ؟ قال: لأنهم في رباط إلى يوم القيامة.