قوى الائتلاف السوري بدعم أمريكي تفشل جولة الحوار في جنيف 2

بقلم: علي ابوحبله

مؤتمر جنيف 2 اتسم بالحدية بنتيجة الموقف المتعنت لقوى الائتلاف السوري ، وفد قوى الائتلاف السوري الذي فاوض في جنيف لم يكن مؤهلا للتفاوض لأنه بالأساس لا يمثل أطياف قوى المعارضة الوطنية السورية وان واشنطن وحلفائها هدفوا من تشكيل وفد الائتلاف ليكون وفق المقاس الأمريكي لأنهم غير راغبين بإحداث تقدم في جولة الحوار الحالية تفضي لنتائج سياسيه يمكن البناء عليها للوصول لقواسم مشتركه تقود لحل سياسي تنهي الازمه السورية ، قوى الائتلاف السوري لم تكن لتملك الخيار السياسي ولا ألقدره على التفاوض لان الوفد محكوم بمواقف امريكيه فرضت على وفد الائتلاف للتفاوض وفق الشروط الامريكيه.

رئيس وفد الائتلاف السوري احمد الجربا بتصريحاته التي تمحورت بان قوى الائتلاف حضرت الى مؤتمر جنيف لأجل تشكيل سلطه انتقاليه تقود سوريا لغد افضل وتكون بحسب فحوى تصريحاته وفق الرؤيا الامريكيه وانه في حال عدم التوصل لصيغة انتقال السلطة فان الدول الداعمة لقوى الائتلاف تعهدت بتقديم السلاح للمجموعات المسلحة لمواصلة إرهابها ضد ألدوله السورية وان احمد الجربا أعلن أن الدول قد أوفت بتعهداتها وقامت بتزويد المجموعات المسلحة بالسلاح الذي يمكنها من الاستمرار في محاربة الجيش العربي السوري ، وان عضو وفد الائتلاف السوري لؤي الصافي وخلال مؤتمره الصحفي اوجد المبررات للتدخل الأمريكي في مفاوضات جنيف.

لقد كان واضحا من خلال جولات الحوار التي استمرت لأسبوع من مراوغة قوى الائتلاف ورفضها لوضع أرضيه مشتركه لعملية الحوار ، وقد ظهر ذلك جليا برفض قوى الائتلاف للقبول بالورقة السورية الرسمية التي تضمنت بنود من أهمها الحفاظ على وحدة ألدوله السورية والتعهد بالحفاظ على سيادة ألدوله السورية ورفض التدخل الخارجي في الشأن الداخلي السوري ومكافحة الإرهاب والتعهد باسترداد الأراضي المغتصبة السورية حيث رفضت قوى الائتلاف تلك البنود وأصرت على تطبيق مؤتمر جنيف 1 المتمثل في تطبيق البند الثامن وضمان تشكيل سلطه انتقاليه ، إن الحملة التي تقودها الولايات المتحدة الامريكيه لتحميل ألدوله السورية مسؤولية فشل المفاوضات وتصريحات وزير الخارجية الامريكيه جون كيري والتهديد والتلويح بالتهديد بالتدخل العسكري في حال عدم التزام الحكومة السورية بالتخلص من ترسانتها الكيماوية وهذا دليل أن أمريكا تدرك أن فشل جولة الحوار هدفت لتحقيق أهداف ومخطط أمريكا التي ما زالت تأمل بإسقاط ألدوله السورية وهي ما زالت تراهن على المجموعات المسلحة التي تمارس الإرهاب ضد السوريين لتحقيق الهدف المنشود الذي تسعى أمريكا لتحقيقه ، هناك تناغم في خطاب وزراء الخارجيه الأمريكي جون كيري والسعودي والقطري والفرنسي والتركي في مونتروا لتحمل النظام في سوريا المسؤولية في شن الحرب والإرهاب ، وان روبرت فورد في حملته التي استهدفت الهجوم على ألدوله السورية ، حيث أعلن الكونغرس الأمريكي عن استئناف تقديم المساعدات العسكرية للمجموعات المسلحة ، وان التلويح بخيار الحرب ضد سوريا لم ينحصر في الرسائل الواضحة فحسب بل التهديد والوعيد ضمن محاولات عدم استعادة النظام في سوريا لقوته وقدرته في التصدي للمجموعات الارهابيه ، خاصة وان أمريكا وحلفائها مدركون بتفكك المعارضة السورية واقتتال المسلحين بعضهم ببعض وان عمليات المصالحة تسير بوتيرة متسارعه.

لقد كان للحضور اللافت والحيوية للوفد الرسمي السوري مما أذهل أمريكا وحلفائها وان المقابلات الصحفية قد عرت حقيقة الموقف للمعارضة السورية الممثلة في قوى الائتلاف ، لا شك أن الجولة القادمة للحوار قد تفضي لمشاركه أوسع للمعارضة السورية وبحضور إقليمي أكثر فاعليه ولربما التفكير بإشراك إيران في المراحل اللاحقة وان التنسيق الإيراني التركي يضعف من التحالفات الاقليميه لقوى الائتلاف ، إن أمريكا تعمدت لإفشال جولة الحوار الحالية وذلك ضمن سعيها لتحقيق شروط أفضل لأمريكا التي تدرك حجم خسارتها في سوريا والمنطقة بنتيجة رهاناتها الخاسرة وهذا ما جعلها تعمد إلى التلويح باستعمال القوه العسكرية مع إدراكها لمخاطر ذلك خاصة وان روسيا ما زالت على موقفها الثابت والداعم لموقف الحكومة السورية.