يبدو أن مظاهر المصالحة التي بدأت تظهر على السطح في الأيام القليلة الماضية عادت لتختفي وتتلاشى من جديد، بعد عودة مسلسل التراشق الإعلامي بين حركت "فتح وحماس" عن الجهة المعطلة للمصالحة ، الأمر الذي يضع كل الجهود التي بذلت مؤخراً لاستعادة الوحدة على المحك.
وبدأت حركتي "فتح وحماس" بالتبادل الاتهامات عبر وسائل الإعلام، بعد زيارة قصيرة لوفد من حركة "فتح"، إلى قطاع غزة قبل قرابة الأسبوع، عقد خلالها لقاءات فتحاوية داخلية، وجلسة حوار مع قادة حركة "حماس" لبحث المصالحة وسبل إنهاء الإنقسام.
صلاح البردويل، القيادي في حركة "حماس" أكد أن: "حركة فتح حتى اللحظة لم تقدم أي مبادرات إيجابية تساعد في دعم وإنجاح الجهود التي تبذل لإتمام المصالحة الداخلية".
وقال البردويل، في تصريح خاص لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، إن:" حركته قدمت مبادرات إيجابية وبناءة من أجل استعادة الوحدة، وحركة فتح ردت على تلك الخطوات بمزيد من الاعتقالات السياسية والملاحقات الأمنية والتنسيق الأمني مع إسرائيل الذي أضر بشعبنا".
ورد البردويل، على تصريحات الأحمد التي اتهم فيها حركة "حماس" بتعطيل المصالحة بالقول، "ماذا قدمت فتح للمصالحة، هناك جهود تبذل وتصريحات تخرج من أبناء الحركة لتعكير الأجواء وإفساد المصالحة".
وشدد القيادي في حركة "حماس"، على أن "حركته دعمت ولا تزال تدعم المصالحة الداخلية وتحقيق الوحدة، لكن إجراءات حركة فتح والأجواء السلبية بالضفة الغربية المحتلة تؤثر سلباً على الحوار الوطني".
وأضاف البردويل:" أسوا من يمثل حركة "فتح" هو عزام الأحمد، وكل تصريحاته التي تخرج تعكر المصالحة، وتُفسد أجوائها".
وطالب القيادي في حركة "حماس"، عزام الأحمد بمصارحة أبناء شعبنا الفلسطيني بما يجري من تنسيق أمني ومفاوضات فاضحة مع الجانب "الإسرائيلي".
وكان الأحمد اتهم حركة "حماس" في تصريح سابق لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، بتعطيل المصالحة الداخلية، وإنها وضعت اقتراحات للمصالحة رفضتها حركة "فتح".
وفشل الطرفان خلال الأشهر الماضية في انجاز اتفاق للمصالحة يضمن إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وسط خلافات بشأن تشكيل حكومة جديدة وإعلان الانتخابات، وترغب حركة "فتح" التي يتزعمها عباس بتزامن الأمرين، في حين تطالب حماس بالفصل بينهما.
بدوره، قال أمين مقبول أمين سر المجلس الثوري لـ"فتح" انه:" لا يوجد مصالحة مع حركة "حماس" قريبا.
وأضاف مقبول، في تصريحات صحفية، أن:" حماس تماطل وتناور إعلاميا، موضحا أن :"هنيه يدلي بتصريحات على ما يبدو إنها شخصية تتعارض مع موقف المكتب السياسي لحماس وهذا الأمر بات واضحا"..وفق قوله
وأكد مقبول أن :"مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الأحمد لن يذهب لغزة قبل أن تتلقى الحركة رداً رسميا من حماس بموافقتها على إجراء انتخابات عامة وتشكيل حكومة توافق وطني".
واتهم مقبول حركة "حماس" بأنها تقدم حججا "واهية" وغير مقنعة كلما فتح ملف تطبيق المصالحة فتارة تتحجج بالاعتقالات وتارة أخرى تتحجج بالمفاوضات مع إسرائيل .
وسبق أن توصلت فتح وحماس لاتفاقيتين للمصالحة الأولى في مايو 2011 برعاية مصرية، والثانية في فبراير 2012 برعاية قطرية لتشكيل حكومة موحدة مستقلة تتولى التحضير للانتخابات العامة، غير أن معظم بنودهما ظلت حبرا على ورق.