كل الدلائل تشير إلى قرب معركة جنوب سوريا المتاخمة للحدود الاردنيه وجبهة الجولان حيث الجيش الإسرائيلي المحتل يرابط على الحدود الشمالية لسوريا ، قررت أمريكا وحلفائها تفعيل جبهة الجنوب ضد سوريا ، وان هذه المعركة تستهدف العاصمة السورية دمشق ضمن محاولة استعادة معاقل للمجموعات المسلحة في الغوطه السورية بعد أن تمكن الجيش العربي السوري من فرض هيمنته وبسط سيطرته على المنطقة ، أمريكا وحلفائها الغربيين والعرب على قناعه تامة بفشل مؤتمر جنيف 2 من تحقيق أهدافهم وغايتهم لتحقيق سلطة الحكم الانتقالي حيث سعت واشنطن عبر مبعوثها روبرت فورد توجيه وفد المعارضة السورية في عملية الحوار في جنيف والإصرار على اغتصاب السلطة في سوريا عبر سلطه انتقاليه تشرف عليها الأمم المتحدة ، تأكد المتآمرون على سوريا من استحالة تحقيق هدفهم ، وان في قوة وحجة الوفد السوري الرسمي بإصراره أن يتصدر موضوع مكافحة الإرهاب أولوية في جلسات الحوار الأمر الذي رفضه وفد قوى الائتلاف الموجه من قبل روبرت فورد ، اجتماع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية الروسي لافروف حيث تخلل جلسة الاجتماع مشادة كلاميه أعربت من خلالها موسكو تذمرها من الموقف الأمريكي لإفشال جولات الحوار مما اعتبرته موسكو تهرب أمريكي من شروط الاتفاق بين الطرفين ، الخسارة الامريكيه الغربية العربية في سوريا هو بالاقتتال والاختلاف بين المجموعات المسلحة يقابله انتصارات يحققها الجيش العربي السوري على ارض الواقع ومصالحات وطنيه وتظاهرات تعبر جميعها عن تأييد الجيش العربي السوري والتمسك بالثوابت الوطنية السورية التي أعلن عنها الوفد الرسمي السوري والتمسك بموقفه ورفضتها قوى الائتلاف المدعوم من أمريكا والغرب ومشغليهم من دول عربيه ، هناك ترقب لحدوث معركة سعوديه أخيره من اجل دمشق ، حيث أبلغت وزارة الخارجية الامريكيه بحسب ما نشرته العديد من الصحف ووكالات الأنباء معارضين سوريين في باريس أن قرارا أمريكيا سعوديا اتخذ لفتح الجبهة الجنوبية مجددا ، وان حكومة نتنياهو تبدي استعداداتها لقرب حدوث تلك المعركة وتعد شريك داعم في هذه المعركة التي قد تتسع رقعتها لتصبح حرب إقليميه ، الجبهة الجنوبية تعود مجددا لتتصدر واجهة الأحداث بعد فشل الهجوم السابق قبل حوالي أربع أشهر حيث أن ألفي مقاتل قدموا من الأردن عبر البادية ولم يتمكنوا من اختراق الغوطه الشرقية نحو دمشق حيث اصطدم المهاجمون بقوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة السورية حيث لحقت بهم هزيمة منكره رغم الدعم الذي تلقوه وتشويش إسرائيلي عبر محطات جبل الشيخ الغربية.
الحديث عن الجبهة الجنوبية هو ضمن معطيات يجب أخذها بالحسبان خاصة وان هناك تنسيق سعودي أردني أمريكي ، وان تصريحات الرئيس الأمريكي اوباما عقب لقاء الملك الأردني عبد الله الثاني وإعلانه عن دراسة الخيارات للتعامل مع ألازمه السورية وفق المستجدات ، مما اعتبره المحللين السياسيين ردا على فشل الحوار في جولة جنيف 2 بتحقيق الأهداف التي كانت تسعى أمريكا وحلفائها لتحقيقه ، ، وان التغيرات في قيادة أركان الجيش السوري الحر بعد إعفاء سليم إدريس من مهام رئيس هيئة الأركان وتعيين عبد الإله البشير ألنعيمي مما يشير إلى نقل القيادة الجديدة لمقر عملها إلى الجنوب بالقرب من الحدود الاردنيه وبحسب المعلومات فان وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف بحسب مصادر عربيه هو المشرف على عملية التغيير في هيئة قيادة أركان الجيش الحر ، إن معركة القلمون التي يخوضها الجيش العربي السوري تشكل صدمه للمتآمرين على سوريا حيث أن معركة القلمون بنتائجها تعزز من الموقف الرسمي السوري وتنعكس على المجموعات المسلحة التي وصلت إلى طريق مسدود ، وان عملية الحشد في الجبهة الجنوبية هو لأجل التأثير على مخطط الجيش العربي السوري وتخفيف الضغط عن المجموعات المسلحة في جبهة القلمون ، من المتوقع أن تحشد الاجهزه الامنيه الغربية مع هيئة الأركان الجديدة ما يقارب أربعة آلاف مقاتل تم تدريبهم وإعدادهم من قبل أمريكيين وأردنيين ضمن عملية إعدادهم للعملية العسكرية التي يجري الإعداد لها.
ان الصراع على سوريا قد وصل إلى مرحله يحاول كل فريق من فرقاء الصراع ان يحقق انتصارا على الارض يمكنه من تحسين شروط التفاوض ، وقد تكون نقطة التلاقي بين أمريكا وروسيا الازمه الاوكرانيه ، إن التوصل إلى اتفاق ينهي ألازمه الاوكرانيه ضمن القبول بعودة دستور 2004 واجراء انتخابات مبكره والعمل على تعديل الدستور ان يعجل هذا الاتفاق في التوصل لحل سياسي للازمه السوريه وهذا ما اتفق عليه الرئيس الامريكي اوباما مع الرئيس الروسي بوتن بالاتصال فيما بينهما لبحث الازمه السوريه والاوكرانيه حيث اعلن عن ان الحل في سوريا هو حل سياسي ، وتبقى معركة جنوب سوريا رهنا بالتطورات السياسيه حيث ان الموقف الروسي والصيني من مشروع القرار الغربي المقدم لمجلس الامن في حال قبول روسيا لتمرير القرار ما يعطي دلاله بان هناك توافق امريكي روسي للوصول لحل سياسي ضمن عملية التوافق للحل الذي تم التوصل اليه في اوكرانيا ، وهذه قد تكون ضمن دلالات التراجع عن العمل العسكري حيث أن التخوفات في فشل تحقيق أهداف العملية العسكرية وإخفاق المجموعات المسلحة في اختراقات خطوط الدفاع للجيش السوري ، وان هذه ستنعكس بمردود على المنطقة برمتها وهذا ما يجعل القوى المتامره على سوريا تتردد في الدخول في عملية عسكريه ، وان هناك محاولات لتجنب الدخول في معركة الجنوب إذ سبق لأمريكا أن تراجعت عن توجيه ضربه عسكريه ضد سوريا ، وان كل ذلك يبقى مرتبط بالتطورات الإقليمية والدولية..