الشبان المسيحية في الخليل تنفذ ورشة عمل توعوية مع مدراء ومعلمي المدارس الحكومية في الخليل

نفذ برنامج التأهيل في جمعية الشبان المسيحية القدس وذلك ضمن برنامج تأهيل الأطفال المحررين من المعتقلات ، ورشة عمل توعوية حول الآثار النفسية والاجتماعية والأكاديمية لتجربة الاعتقال على الأطفال واليات إعادة دمجهم اجتماعيا وأكاديميا،وتناولت الورشة عدة أبعاد ومحاور للبحث فيها، وتحليلها من خلال النقاش الجماعي والعصف الذهني،وتبادل التجارب والخبرات بين المدراء والمعلمين أنفسهم,العاملين في المدارس الأكثر عرضة للتماس المباشر مع الجيش الإسرائيلي،والتي تزيد فيها نسبة الاعتقال للطلاب في هذه المدارس ،وبمشاركة ستة مدارس من مديريات التربية في الشمال والوسط والجنوب من محافظة الخليل.

وفي بداية الورشة تم تقديم عرض حول خدمات البرنامج وعدد الأطفال المعتقلين ونسبة الأطفال المستفيدين من الخدمات ونوعيتها،والآثار المترتبة على حالة الصدمة الناتجة عن تجربة الاعتقال لدى الأطفال وذويهم.
وتناول المحور الأول البحث في الصعوبات والمشاكل التي يواجهها المدراء والمعلمين في التعامل مع الأطفال المحررين من المعتقلات الإسرائيلية من وجهة نظرهم، حيث كانت الصعوبات تكمن في صعوبة التعامل مع التغيرات والسلوكيات للطفل الناتجة عن التجربة وحالته النفسية،وكثرة عناد الأطفال وميلهم لفرض الذات والسيطرة بالقوة،وعدم الاهتمام واللامبالاة بالنظام العام . وعدم مقدرة المعلمين على التعامل مع هذه التغيرات والصعوبات التي تحتاج إلى مهارات عالية من المهنية في التدخل .

والمحور الثاني ركز على البحث في ابرز المشاكل والصعوبات التي يلاحظها المدراء والمعلمين على الأطفال من وجهة نظرهم،حيث كانت ابرز المشكلات تكمن في تدني مستوى التحصيل الدراسي ، وعدم رغبة الطفل في الانتظام في الدراسة،والتسرب من المدرسة، والميل لفرض القوة والسيطرة على الآخرين، وإحساس الطفل بالفرق العمري أسوة بأقرانه الآخرين من نفس الجيل ، والميل إلى العزلة والوحدة والانسحاب الاجتماعي والميل للانطواء، وكثرة التدخين، والحذر واليقظة،والخمول والتعب والإرهاق والتوتر , وفقدان الأمن الشخصي والإحساس الدائم بالتهديد، وصعوبات في التأقلم والتكيف والاندماج من جديد. وصعوبات في الاتصال والتواصل، ونقص في المهارات الحياتية، وعدم القدرة على التركيز والتشتت والسرحان والشرود الذهني، والغياب المتكرر عن المدرسة،وعدم الانتظام في الدوام اليومي , وسلوكيات عصبية زائدة والعدوانية والغضب , مشاكل وتوترات مع الهيئة التدريسية ومشاجرات مع الطلاب والأهل ، ووجود مشاكل صحية جدية لدى الأطفال ذات أساس نفسي تحولات إلى أعراض جسدية.
والمحور الثالث ناقش فيه المشاركون، كيفية التعامل مع الأطفال المحررين داخل المدرسة وما هي الآليات المناسبة للتعامل معهم من وجهة نظر المدراء و المدرسيين وكانت ضرورة الاستماع للطفل واحترام شخصيته، معاملة الطفل كإنسان له تقديره واحترامه وتفهم ظروفه عن قرب، إشعار الطفل بالثقة والأمان،التعاون مع ولي أمر الطفل لمساعدته على فهم تجربته، وأهمية إعادة اندماجه من جديد , زيارة المدير والمعلمين للطفل في بيته بعد تحرره يعطي الطفل شعور جيد واهتمام وتقدير لذاته والآخرين،دمج الطفل في أنشطة وفعاليات مختلفة كالإذاعة المدرسية ،والكشافة،واللجان المدرسية المختلفة،وإحياء الفعاليات والمناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية وتفعيل دوره فيها،إعطاء الطفل الوقت الكافي للتعبير عن مشاعره ، تجنب العقاب واللوم والتوبيخ للطفل, وعدم تهديده، عدم التقليل من تجربة الطفل في الاعتقال،ضرورة مشاركة المدير والمعلمين والمرشد التربوي في متابعة أموره، لاهتمام بالطفل وإشعاره بأهمية وجوده في المدرسة والتأكيد على حقه في التعليم، متابعة أمور الطفل اليومية في الدراسة وعلاقاته الاجتماعية مع زملائه ومدرسيه, ضرورة تهيئة وتحضير الطفل والمعلمين والطلاب نفسيا وإكسابهم المهارات المساعدة على التعامل الايجابي مع الطفل, وتفقد أمور الطالب يوميا يعطي الطفل شعورا بالثقة والراحة و الأمن والاطمئنان .

والمحور الرابع تضمن الاقتراحات والتوصيات،و تتضمن احتياجات المدراء والمعلمين, والطفل المحرر وزملائه في المدرسة، وأسرة الطفل والمجتمع من حوله، حيث خرجت الورشة بمجموعة من التوصيات وكانت

دعوة برنامج تأهيل الأطفال المحررين بعمل مزيدا من الورش والتدريبات مع المدراء والمعلمين والمرشدين على كيفية التعامل مع الأطفال المحررين،وضرورة التنسيق والتشبيك وتفعيل التحويل بين المدارس وجمعية الشبان المسيحية في هذا المجال للمساعدة نفسيا واجتماعيا وأكاديميا للأطفال،تكوين لجنة متابعة مشتركة بين التربية والتعليم (المدارس) تضم المدير والمرشد التربوي واللجنة الاجتماعية للتحويل إلى جمعية الشبان المسيحية. تزويد المدارس بالنشرات والمطويات والملصقات الإرشادية حول التعريف بالصعوبات وآليات التعامل معها . التنسيق بين المدارس والجمعية لفعاليات مشتركة في مناسبات تخص الأطفال المحررين .عقد لقاءات توعوية في المدارس مع أولياء أمور الأطفال وأسرهم لتعريفهم على تغيرات أبنائهم و صعوباتهم لمساعدتهم في التعامل مع هذه التغيرات وتقبلها. عمل لقاءات التوعية مع طلاب المدرسة وتعريفهم على آثار تجربة الاعتقال على الأطفال. المطالبة بعمل برامج مساعدة وصيانة نفسية للمدراء والمعلمين ورحلات ترفيه وتعامل مع الضغوط النفسية وإدارة الإجهاد النفسي. تفعيل دور الطلبة في النشاطات المختلفة، وبناء شبكة علاقات اجتماعية داعمة للأطفال ولجان صداقة داخل المدرسة والمجتمع الذي يعيش فيه، وعية المجتمع المحلي بقضية الأطفال المحررين وحشد المناصرة وضرورة سن قانون واضح في وزارة التربية والتعليم حول إعادتهم لصفوفهم الأصلية ومع زملائهم وتجنب ترسيبهم في صفوفهم، تسهيلا لعملية اندماجهم ومراعاة ودعما لحالاتهم النفسية.

والجدير ذكره بأن برنامج تأهيل الأطفال المحررين من المعتقلات تنقذه جمعية الشبان المسيحية القدس – برنامج التأهيل ، وبالشراكة مع مؤسسة إنقاذ الطفل وبتمويل من المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية ( ECHO). في الضفة الغربية وشرقي القدس .

المصدر: الخليل - وكالة قدس نت للأنباء -