لماذا يصمت الاسرائيليون على تدمير حكومتهم للعملية السلمية؟

هذا السؤال الثاقب يناقشه الكاتب الاسرائيلي تسفي برئيل في مقالته في صحيفة "هآرتس" العبرية ويقول ان الرئيس الأمريكي يحمل بنيامين نتنياهو المسؤولية المباشرة عن فشل المفاوضات، بدون أي مجاملة، ويُعرف نوعية الشريك الفلسطيني، ويحذر من كون الزمن منتجاً قابلا للتلف، ولكن هذه الأمور تمر وكأنها تحدث في كييف او القاهرة، ولا تخصنا، ويمكن لعملية السلام ان تحلم فقط بخروج الجماهير الى الميدان كما خرج المتدينون في موضوع قانون التجنيد. ويضيف انه" يمكن لأوباما مواصلة تأنيب نتنياهو او حتى البصاق على وجهه، شريطة ان يفعل ذلك بهدوء، لأن الاسرائيليين لا يحبون ازعاجهم في قيلولتهم. "

ويقول الكاتب ان كلمة "ميدان" قطعت شوطا طويلا من العالم العربي، مرورا بالمسار التركي – الفارسي، حتى وصلت الى كييف، وطردت النظام الحاكم، اما في اسرائيل فلا وجود لميدان تحرير، فساحة رابين تستضيف، على الأغلب تظاهرات احتجاج مهذبة ووقفات ذكرى لأيام قاسية، ومحطة انطلاق للمتسابقين. فمنذ الاحتجاج الشعبي لموطي اشكنازي في عام 1974 والذي ادى كما يبدو الى استقالة غولدة مئير، ومنذ تظاهرة الـ400 الف احتجاجا على مجزرة صبرا وشاتيلا في عام 1982، تولد احتجاج واحد فقط، هو الاحتجاج الاجتماعي الذي حقق انجازات طفيفة، لكنه رسخ في الذاكرة."

اما الاحتجاج السياسي، كذلك الذي ميز ايام "سلام الآن"، و"ييشاع هنا" فلم يعد له أي ذكر، واحتلت مكانه الـ "مبادرات"، والمؤتمرات واللجان والاستطلاعات والاعلانات في الصحف، ولكن هذه كلها لا تحقق الانقلاب ولا الثورة." ويقول ان في اسرائيل الكثير من المسببات التي يمكن الاحتجاج عليها، اهمها تفكيك العملية السلمية الى حد تهديد مستقبل الدولة، والتهديدات الخارجية كالمقاطعة والعقوبات، لكن كل الاستطلاعات التي تشير الى هذه المخاطر لم تخرج مواطنا واحدا من بيته للاحتجاج. ويغادر رئيس الحكومة مع زوجته الى واشنطن، مسلحا بالشعارات الفارغة وملابس واقية للضغط، بينما يكتفي الجمهور بالتحديق ولا يتحرك."

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -