قال عضو المكتب السياسي بحركة حماس خليل الحية، إن الحكم القضائي المصري بحظر حركة حماس وأنشطتها، "هو قرار باطل، ويمهد لعدوان إسرائيلي جديد على قطاع غزة".
وطالب الحية خلال كلمة له في ختام وقفة احتجاجية نظمتها حركته أمام مقر السفارة المصرية المغلق وسط مدينة غزة، بعد صلاة الجمعة، القضاء المصري بالتراجع عن قراره الذي وصفه "بالظالم" بحظر حماس وأنشطتها داخل مصر.
وأكد الحية أن "هذا القرار هو بمثابة استدعاء لحرب إسرائيلية جديدة على شعبنا، وتقوية للعدو الإسرائيلي في حصاره المحكم على قطاع غزة منذ ثماني سنوات"، معتبرًا كل محاولة للزج بحركته بأتون التدخل بشئون مصر "كاذب" وقال "فليقول الإعلام ما شاء، حماس لم تتغير بعقيدتها وأهدافها".
وقال: "جئنا لنقول قبل فوات الأوان، حماس لها أكثر من ربع قرن من الزمان، وأعلنت عن هويتها وحددت أهدافها، وسياساتها معروفة "لن نتدخل بشئون أحد، وهل يتذكر بعض الساسة والإعلاميين أننا ننتمي لفكر الأخوان، ولا نستحي من ذلك، نحن حركة فلسطينية مستقلة".
وتساءل الحية منذ متى وتحاكم الفصائل الفلسطينية لانتمائها، فبيننا "الاشتراكي، والبعثي، والقومي.."، مضيفًا "اجتمعنا مع معظم الرؤساء المصريين ورؤساء الأجهزة الأمنية لم يعاملوننا بشيء سوى كفلسطينيين، ما الجديد بذلك؟، نحن نتمنى لمدرسة الأخوان، لكننا حركة مقاومة على أرض فلسطين، لا نتدخل بأي شئون أحد".
وشدد : "لم يثبت أي أحد أننا تدخلنا بشأن أي دولة، فنحن نريد مصر بقضاءًا عادلاً نزيهًا" معتبرًا : " المحاكمة ليست لحماس بل للفصائل كلها والثورة والقضية الفلسطينية والمقاومة، وأن اللجوء للقضاء ما يجب أن يكون، وهي خطوة غير موفقة، ويجب التراجع عنها".
وتابع الحية : "لذلك نحن نقول اليوم نريد لمصر الحبيبة السلام والهدوء والاستقرار، وأن يصل شعبها لقيم العدالة واستبعاد الظلم والاستبداد، ولا نريد لمصر بأي حقبة التورط بحصار شعبنا ومعادة المقاومة".
واعتبر الحية الحكم سياسي بامتياز، وحماس لا توجد لها مقرات بمصر أو أنشطة، "فالحكم يراد من ورائه الوصول لنتائج يريدها البعض، وهي تجريم وتحريم المقاومة، فشعبنا باسل، ما زال يقاوم المحتل، الذي يضرب بأطنابه كل شيء".
وعبر الحية عن استهجان حركته للقرار الذي جدد وصفه "بالمسيس"، مطالبًا السلطات المصرية القائمة وكل العقلاء والأحزاب والسياسيين بوقف مسلسل تجريم غزة، لأنه لا يخدم مصر ولا قضاياها الداخلية.
وجدد تأكيده أن عمق العلاقة مع مصر لا ينهيها قرار محكمة عابرة "حسب قوله"، موجهًا كلمة لمن وصفهم الشامتون الناعقون، خص بها بعض قيادات حركة فتح : "علامة تبتسمون، النار التي تسعرونها عبر القنوات، وإعلامكم وأبنائكم الذين يعيشون بالخارج، ستحرق أيدكم يومًا ما".
وناشد مصر بأن تبقى راعية للقضية الفلسطينية والمقاومة، وعلى رأسها حماس، "فحقنا على الأمة أن تدعم مقاومتنا وليس تجريمها، وحق حماس أن تكرم وتحتضن ولا تجرم، وان تفتح الأبواب لا تغلق، وهي سابقة خطيرة لم تحدث من قبل."
وحمل الحية الاحتلال الإسرائيلي المسئولية عن الحصار، مطالبًا الدول العربية بتطبيق قرارات فك الحصار المقرة عام 2006م، شاكرًا كل من ساهم برفع الحصار لو بكلمة، خاصة قطر وتركيا التي "دعمت هذا الشعب ومقاومته، ولم تقف مكتوفة الأيدي تجاه شعبنا".
ولفت إلى أن إسرائيل هي العدو المركزي للأمة، وعلى ذلك أقيمت الجيوش العربية، ولكن اليوم نجد محاولة من بعض الإعلاميين والمفكرين وبعض الأحزاب هنا وهناك تبديل الأولويات، بدل سحب إسرائيل للمحاكمة الدولية على قتلها وتهويدها وقهرها وظلمها لشعب فلسطين.
وأضاف الحية : "ما يحدث يمهد المسرح بمنطقتنا لتصبح إسرائيل مكون من مكونات الأمة، يستقبل ساستها ويصفق لهم، تفتح لهم الأبواب، بدلاً من أن تغلق وتحاصر، فتمر الأمة في مرحلة خطيرة لكي وعيها، لتصبح إسرائيل مقبولة من الشعوب، ومرحب بها عند الأنظمة".
واستطرد : "والمقاومة هي التي ضربت تل أبيت وعجزت دول عن ضربها وأنظمة وجيوش أن تصل لقلب إسرائيل، صواريخ القسام والمقاومة مرغت أنف إسرائيل، أصبحت تحاكم وتجرم، لذلك من المستفيد اليوم من تجريم المقاومة في القضاء".
ولفت الحية إلى أن الاحتلال اليوم يستهدف كل مكان "مصر والأردن وسوريا ولبنان ودول الخليج وفي مقدمتها السعودية وإيران والمغرب والقارة الأفريقية في كل مكان.."، ويعتقل ويقتل، وقتل قيادات المقاومة بقلب العواصم، هذا الاعتداء وطول اليد ما كان ليكون لو بقيت إسرائيل كما كانت ويجب أن تكون.