غزة – الدوحة – أعلنت حركة حماس رسميًا، مساء الجمعة، نجاة رئيس وفدها المفاوض ورئيس الحركة في غزة، خليل الحية، من الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة، في محاولة لاغتيال قيادات بارزة في الحركة.
وأكدت حماس أن الحية شارك في صلاة الجنازة على نجله الشهيد همام وعدد من الشهداء الذين ارتقوا جراء الهجوم، وذلك "بعد ترتيبات أمنية خاصة في دولة قطر". وأسفر الاستهداف الإسرائيلي عن استشهاد ستة أشخاص، بينهم نجل الحية، ومدير مكتبه جهاد لبّد، ومرافقيه أحمد المملوك وعبد الله عبد الواحد ومؤمن حسون، بالإضافة إلى عنصر الأمن القطري بدر سعد محمد الحميدي الدوسري.
إسرائيل تقر بفشل ذريع
القناة 12 الإسرائيلية أفادت بأن المحاولة الإسرائيلية انتهت إلى "فشل ذريع"، إذ لم يُقتل أي من قادة حماس المستهدفين، فيما تشير تقديرات أولية إلى احتمال إصابة شخصين بجروح، أحدهما قد يكون الحية، من دون أدلة مؤكدة.
وتخضع العملية لمراجعة أمنية إسرائيلية شاملة، حيث تحاول أجهزة الأمن تحديد سبب الإخفاق رغم "المعلومات الاستخباراتية الدقيقة" التي سبقت الهجوم.
سيناريوهات إسرائيلية قيد الفحص
تبحث الأجهزة الأمنية في تل أبيب عدة سيناريوهات لتفسير فشل العملية؛ الأول يفترض أن الصاروخ أصاب جزءًا من المبنى بينما كان قادة الحركة في جزء آخر، ما سمح لهم بالنجاة وربما أصيب بعضهم بجروح طفيفة. أما السيناريو الثاني، فيرجح أن قادة حماس لم يتواجدوا في المبنى أساسًا، وأن الضحايا كانوا من عناصر الحماية والأفراد المرافقين.
كما لم تستبعد إسرائيل فرضية أن تكون قيادة حماس قد غيرت مواقعها كإجراء روتيني ضمن ترتيبات الحماية، أو أنها تلقت تحذيرًا مسبقًا أتاح لها تفادي الاستهداف.
حماس: فشل ذريع للعدو
في المقابل، نقل "التلفزيون العربي" عن مصدر قيادي في حماس تأكيده أن الحركة "لم تتلق أي مساعدة معلوماتية من أي جهة خارجية"، مشددًا على أن "صوابية الإجراءات الأمنية الحركية والقطرية" كانت السبب الرئيس في فشل العملية.
وأضاف المصدر أن "العدو عجز عن إحداث أي خرق بشري أو تقني في منظومة الحماية"، معتبرًا أن الهجوم يعكس مأزق الاحتلال بعد عجزه عن تحقيق أهدافه العدوانية في قطاع غزة.
خلفية الهجوم
الهجوم الإسرائيلي على الدوحة جاء بعد يوم واحد فقط من تسلم وفد حماس المفاوض مقترحًا أميركيًا جديدًا لوقف إطلاق النار، حيث كان الوفد يناقش الرد على المقترح لحظة وقوع القصف. واعتبر مراقبون أن محاولة الاغتيال تمثل استهدافًا مباشرًا لمسار الوساطة القطرية، التي تضطلع بدور رئيسي في محادثات التهدئة وتبادل الأسرى.
وبينما تؤكد حماس أن "دماء الشهداء لن تزيدها إلا تمسكًا بمطالبها وحقها في مقاومة الاحتلال"، تواجه إسرائيل انتقادات إقليمية ودولية متصاعدة بسبب الهجوم على دولة وسيطة، وما قد يترتب عليه من تداعيات على جهود التهدئة في غزة والمنطقة.