انه الصراع الذي اخذ ينعكس بردوده على دول مجلس التعاون الخليجي نتيجة التدخلات لدول مجلس التعاون الخليجي في الصراعات الدولية والاقليميه ، هذه التدخلات أخذت تنعكس سلبا على سياسة دول مجلس التعاون الخليجي فيما بينها ضمن عملية المصالح التي أخذت تأخذ منحى بعيد عن الإجماع لدول الخليج العربي ، ما تشهده العديد من دول الإقليم من صراعات تستقطب الاهتمام الدولي والإقليمي وعلى رأسها الصراع على سوريا حيث تتمحور الخلافات في الصراع على سوريا واصطفاف بعض دول الخليج لجانب المخطط الأمريكي الصهيوني لإسقاط سوريا ، ما تشهده مصر من تغيرات بفعل الصراع بين حركة الإخوان المسلمين والقوى الوطنية والعلمانية بعد ثورة 30 يناير 2013 والإطاحة بحكم الرئيس المخلوع محمد مرسي ، كما أن ما تشهده البحرين من صراع داخلي ومواقف متباينة تجاه الصراع في البحرين ، ومواقف متباينة لدول مجلس التعاون الخليجي حول الدور الذي لعبته سلطنة عمان في التوسط بين أمريكا وإيران ، وهذا كله يدلل أن المواقف السياسية لمجلس التعاون الخليجي لم تكن متجانسة أو متوافقة في توجهاتها السياسية وان الذي يحكم سياسة دول مجلس التعاون الخليجي سياسة متناقضة ومتعارضة فيما بينهم ووفق مصالح وأجندات تتعلق بمصلحة كل دوله على حدة ووفق ما يخدم وجودها وهيمنتها ومصالحها وارتباطها والدور المرسوم لها ، انعكست الخلافات في القرار غير المسبوق حيث شهدت جلسة مجلس التعاون الخليجي المنعقدة في الرياض يوم الاثنين 3/3/2014 على خلفية الخلافات حول دعم قطر للإخوان المسلمين ورفضها لتسليم مطلوبين لهذه الدول علما أن جدول الأعمال كان يتعلق ببحث الخلافات الداخلية المعلنة وغير المعلنة وتباين مواقف دول مجلس التعاون الخليجي حول العديد من القضايا العربية وخاصة تطورات الملف السوري والأوضاع المتوترة في مصر ، مما أدى إلى قرار السعودية والإمارات المتحدة والبحرين لسحب سفرائهم من قطر ، إن حقيقة الخلافات بين العائلات الخليجية الحاكمة هي ليست وليدة خلافات حول قضايا إقليميه وعربيه وإنما تعود إلى خلافات بين هذه الدول منذ زمن حيث أن هناك قضايا خلافيه حول الحدود تطل برأسها بين الحين والأخر وتعكر صفو العلافان بين هذه الدول ، فالإمارات العربية المتحدة غاضبه للتمدد السعودي في مناطق تعتبرها ضمن حدودها ، وبالتحديد كان تدشين حقل ألشيبه قبل ستة أعوام من قبل السعودية صاعقا حيث فجر ازمه في العلاقات ما زالت آثارها لليوم ، كما أن الكويت غير مرتاحة لما تراه تلكؤ سعودي في ترسيم الحدود البحرية بين البلدين الأمر الذي عطل حتى الآن ترسيم حدود الكويت البحرية مع إيران وعلى الحدود بين السعودية واليمن ، هناك بؤر توتر تكاد لا تختفي حتى تظهر مرة أخرى ، الصراع بين السعودية واليمن حيث تم تبادل إطلاق النار بين قبائل يمنيه والجيش السعودي بعد أن حاول الاستيلاء على مواقع حدودية غنية بالنفط ، هناك شعور بعدم الرضا من قبل غالبية البحرينيين بسبب وجود قوات سعوديه على أراضيهم حيث تتمركز هذه القوات في مناطق حساسة وهي شاركت في التصدي للمتظاهرين البحرينيين ، لم تنجح العقود الماضية من احتواء آثار الخلافات فقد بقيت القضايا الحدودية من أكثر ما يعصف بعلاقات دول مجلس التعاون الخليجي ،وان اغلب المشاكل الحدودية تدور رحاها بين السعودية ودول المشيخات الأخرى ، المواقف السياسية التي تشكل احد أهم الخلافات التي تتمحور رحاها بين قطر والسعودية وبعض دول مجلس التعاون الخليجي حيث أن مواقف السعودية السياسة مغايره لمواقف العديد من دول مجلس التعاون الخليجي ، إن تعهد قطر باحتواء مشروع الإسلام السياسي ودعم الحركات الاسلاميه في اغلب البلدان العربية منذ ما يقارب عقدين من الزمن وقد تحملت وقبلت السعودية بذلك ، لكن الربيع العربي ساهم وبشكل متسارع في ما تشهده دول الخليج العربي من صراع فيما بينهما وبخاصة لجهة الاستقطاب ، حيث كان لصعود الإسلاميين في بعض الدول العربية مثل تونس والمغرب ومصر ، حيث أن السعودية استشعرت بالخطر الحقيقي لما يشكله هذا النظام على منظومتها السياسية وتهديد لمركزها الإقليمي والدولي وهي تستشعر أن هذا يعد منافس حقيقي على النفوذ وتهديد يتهدد سلطتها في الجزيرة العربية ، إن الدور القطري في دعم هذه الحركات ومحاولة تدعيم النظام الجديد لهذه الدول جعل السعودية تتوجس وتتخوف من نتائج سياسة ما تتهجه قطر معتبرين أن السياسة القطرية منافس غير مقبول ، وهذا ما دفع بالسعودية لاتخاذ موقف حاسم بالتصدي للنفوذ القطري على محاور عديدة ، وهذه كانت بالدعم الذي قدمته لمصر بعد الاطاحه بالرئيس المخلوع محمد مرسي ودعم ثورة 30 يناير 2013 ، كما أن الدور الذي تلعبه في ألازمه السورية ودعمها للمجموعات المسلحة واستحواذها على قوى الائتلاف السورية والتغيرات التي تشهدها الهيكلية السياسية للمعارضة السورية والعسكرية وهي جميعها ضمن محاولات الاستحواذ على الملف السوري ودعم الوجود السعودي الإقليمي وإبعاد قطر عن الساحة السورية وهي صراعات مستمرة، ومما يرعب هذه الدول هو النجاحات والانتصارات لقوات الجيش العربي السوري في مواجهة المجموعات المسلحة وتحقق هزيمتها وهذا ما يجعل التخوف بين دول مجلس التعاون الخليجي من نتائج حسم الصراع في سوريا وانعكاسه على مجلس التعاون الخليجي في ظل التغيرات الدولية والاقليميه ، وان انعكاس الاختلاف بين مجلس التعاون الخليجي هو بالتحالفات الاقليميه التي أصبحت تهدد وحدة مجلس التعاون الخليجي مع بعضها البعض وهذا ما كشفته حقيقة الانفراج في العلاقات بين إيران والغرب ليكشف حقيقة عمق الخلافات بعد أن تبين الدور العماني في التوسط بين إيران والولايات المتحدة بشكل مفاجئ للكثيرين ، التقارب الإيراني الأمريكي الغربي لا يتفق وإستراتجية السعودية الهادفة لفرض عزله إقليميه ودوليه على إيران ، هذا الموقف العماني انعكس حقيقة على العلاقات الخليجية ، مجلس التعاون الخليجي بالخطوة الغير مسبوقة من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين بسحب سفرائهم من قطر هو دليل على تصدع مجلس التعاون الخليجي من الداخل وذلك منذ تأسيسه ، فشل السعودية في تمرير مخططها لمشروع الاتحاد الخليجي في مؤتمر الأمن الإقليمي الذي عقد في العاصمة البحرينية في شهر كانون الأول ديسمبر الماضي حيث عارضته عمان معلنة انه في حال إقراره ستنسحب من عضوية مجلس الاتحاد التعاوني الخليجي ، إن التقارب القطري الإيراني الأخير ومحاولة التقارب القطري تجاه سوريا يربك السياسة السعودية ويفقدها لزمام السيطرة وهذا ما أصبح يخل بالتوازن داخل مجلس الاتحاد التعاوني الخليجي ، وقد انعكس ذلك في التنافس بين قطر والسعودية على النفوذ على المجموعات المسلحة في سوريا والتي كانت سببا في القتال الذي تشهده المجموعات المسلحة ضمن عملية الصراع والاستحواذ على هذه المجموعات من قبل قطر والسعودية ، وقد اتسعت دائرة الخلافات بين قطر والسعودية لتصل إلى مصر حيث ما تزال قطر تدعم حركة الإخوان المسلمين ، وتشجب عملية التغيرات في مصر وتصفها بالانقلاب ، إن حدة الصراع في المنطقة يزيد من حدة الخلاف والتنافس بين السعودية وقطر وهذا يلقي بظلاله على مجلس التعاون الخليجي ومستقبله ، إن انعكاس الخلافات المتمحوره بين دول مجلس التعاون الخليجي سارعت للبعض التقارب مع إسرائيل بعد ما شهدته العلاقات الامريكيه الغربية من تفاهم مع إيران وأصبحت نظرية الأمن الخليجي مدعاة للتدخل الخارجي حيث أن السعودية من اشد الرافضين للمشروع النووي الإيراني والاتفاق بشأنه مع الغرب ، الموقف السعودي أثار النقاش بين دول مجلس التعاون الخليجي حول مدى استقلالية مجلس التعاون الخليجي في صياغة مواقفه بعيدا عن الامتلاءات الخارجية أو الهيمنة السعودية ، لم تفلح المحاولات السعودية تجاه إبداء رغبتها بالتقارب مع موسكو ضمن محاولات الابتزاز للمواقف الامريكيه الغربية تجاه إيران بل العكس من ذلك روسيا منزعجة من السعودية بعد حدوث أعمال إرهابيه على أراضيها وقد اتهمت روسيا السعودية علانية بأنها تدعم المجموعات المسلحة الارهابيه ، وان السعودية أصبحت هدف لروسيا بعد أن كانت السعودية تسعى لاستمالتها بعقد صفقات سلاح عملاقه معها ، إن الصراع الدولي والإقليمي ينعكس على مجلس التعاون الخليجي وان دول مجلس التعاون الخليجي تعيش تناقضات داخليه وخارجية بفعل المواقف المتعارضة من أزمات المنطقة وبفعل نتائج ما يتحقق على الأرض في سوريا وبفعل مراجعة البعض لمواقفه من حقيقة ألازمه في سوريا ومحاولة البعض للتقارب مع دمشق حيث تسعى قطر وغيرها إلى ذلك ، وان هذا اخذ يؤثر على التماسك الداخلي لدول مجلس التعاون الخليجي وذلك بعد ثلث قرن من العمل المتواصل بحيث أصبح مجلس التعاون الخليجي تركه ثقيلة يعجز زعماؤه عن صياغة سياسة خارجية تتناغم ومواقفه السياسية وتحقيق طموحات أبناء الخليج العربي بتحقيق وحدة بلدانهم ،لا شك أن مجلس التعاون الخليجي يعيش ازمه حقيقية بفعل هذه التدخلات في شؤون الغير وبخاصة العربية والتي جميعها لا تخدم الهدف العربي وآلامه ا لعربية وان انخراط البعض وقبوله للسير بفلك المشروع الأمريكي الصهيوني اخذ ينعكس بمردود سلبي ويباعد بين الشارع الخليجي ومواقف حكامه ويدرك مخاطر السياسة الخليجية على امن الخليج وشعب الخليج ، وان صراع المصالح بين الأسر الحاكمة هو الذي أدى لهذا التصادم بفعل الخلاف والصراع على من يتبوأ ويقود المشروع المدمر للامه العربية ، حيث نرى حقيقة التصدع الذي أصبح يواجهه مجلس التعاون الخليجي نتيجة التدخلات غير المتوازنة من قبل قادة مجلس التعاون الخليجي في الصراعات الاقليميه والدولية والتي انعكس بمردود سلبي على دول مجلس التعاون الخليجي والتخوف هو من انعدام الأمن والاستقرار منطقة الخليج العربي بفعل السياسات الخاطئة وانعدام الحسابات الموزونة لافتقاد مجلس التعاون الخليجي لموقف استراتيجي موحد من تلك التغيرات الدولية والاقليميه