تلقت إسرائيل صفعة مجلجلة في الأمم المتحدة، فقد ذكرت إذاعة الاحتلال الرسمية باللغة العبرية (ريشيت بيت) أمس بأن شكوى كان الفلسطينيون قد تقدموا بها لمجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة وإلى الأمين العام بان كي مون حول الانتهاكات التي تقوم بها شرطة الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى قد لفتت انتباه المسؤولين في مجلس الأمن أكثر من شكوى إسرائيلية حول تهريب الأسلحة من إيران إلى قطاع غزة.
ووفقا لما نقلته الإذاعة عن مراسلها في نيويورك بيني افني، فإن مندوب الدولة العبرية في الأمم المتحدة، رون بروسأور تقدم للأمين العام للأمم المتحدة برسالة تنديد حول سيطرة إسرائيل على سفينة أسلحة متجهة إلى قطاع غزة، إلا أن بان كي مون، أضاف المراسل، لم يتطرق لها، مشيرا إلى أن الأزمة في أوكرانيا ورسالة الفلسطينيين قد لفتتا الانتباه بشكل أكبر.
وأوضح المراسل أنه حاول الاستفسار عن الموضوع من قبل سبعة من المندوبين في الأمم المتحدة بمن فيهم مندوب إيران، إلا أنهم رفضوا التطرق للحادث، عدا مندوب مصر في الأمم المتحدة معتز أحمد خليل الذي قال إننا نبذل قصارى جهدنا من أجل منع تهريب السلاح بشكل غير شرعي عبر أراضينا و مياهنا الإقليمية ومصر ستحقق في هذا الحادث، على حد تعبيره.
علاوة على ذلك، لفت المراسل الإسرائيلي في المنظمة الدولية إلى أن المندوبين السبعة قد حضروا جلسة حاول الفلسطينيون خلالها إعادة مركز الثقل الدبلوماسي إلى الأمم المتحدة، موضحا أنهم تقدموا بشكوى للأمم المتحدة ضد كل من عضو الكنيست موشيه فيغلين ووزير الإسكان في الحكومة الإسرائيلية أوري أريئل، وذلك لدخولهما باحات المسجد الأقصى ورفعهما العلم الإسرائيلي بداخله، وشكوى إضافية تتعلق بسن قوانين خاصة بسيطرة إسرائيل على المسجد الأقصى بدلا من المملكة الأردنية الهاشمية.
في السياق ذاته، رأى المحلل للشؤون العسكرية في صحيفة (هآرتس) العبرية، عاموس هارئيل، أمس أنه إذا انفجرت الأوضاع بشكل كبير في المناطق الفلسطينية، وتحديدا في الضفة الغربية، فإن السبب لن يكون حماس في قطاع غزة، لافتا إلى أن الخطر الأكبر مرده في التوتر الشديد الذي يسود المسجد الأقصى المبارك، حيث أن الانتقادات الفلسطينية والأردنية تزداد بوتيرة مقلقلة، على خلفية ما يسمونه الجهود المنظمة والكبيرة التي يبذلها اليمين الإسرائيلي لخرق الوضع القائم في الأقصى.
كما لفت المحلل، صاحب الباع الطويل في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إلى أن تزايد زيارات كبار الحاخامين اليهود الذي يؤدون الصلاة في الهيكل المزعوم، بالإضافة إلى العمليات الأخرى التي تقوم بها تنظيمات يمينية إسرائيلية مختلفة، من شأنها أن تؤدي إلى تفجر الأوضاع، لافتا إلى أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرئيل شارون، في أيلول (سبتمبر) من العام 2000 كانت الشرارة التي أدت لاندلاع الانتفاضة الثانية، وشدد على أن اندلاع المواجهات هذه المرة بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي من شأنها أن تنقل المواجهات إلى مناطق أخرى، وستكون نتائجها وتداعياتها خطيرة جدا، على حد وصفه.