هل وصلت العلاقات بين حماس ومصر الى طريق مسدود ؟

تتخذ السلطات المصرية منذ ان قامت بعزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين التي اعلنتها جماعة "ارهابية" اجراءات تصاعدية ضد حركة حماس الحاكمة في قطاع غزة ، بدأت في اغلاق الانفاق الحدودية ، واغلاق معبر رفح البري باستثناء ايام محدودة ، وتابعت ذلك بحملة اعلامية عبر قنوات ومواقع مصرية ، رافقها الحديث عن نية لسحب جنسيات مصرية منحت لقادة من الحركة، وصولا الى القرار القضائي المصري الأخير بحظر انشطة حركة حماس داخل مصر، وما تردد عن منع الدكتور موسي ابو مرزوق عضو المكتب السياسي لحماس من مغادرة مصر او تجديد اقامته في داخلها .

بيد ان الملاحظ ان حركة حماس، تحاول استيعاب الاجراءات المصرية وتحاول تفنيد بكل ما استطاعت كل ما يوجه لها من اتهامات دون ان تصل بمواقفها لحدود التصادم، ربما في اعتقادها لامكانية استرجاع العلاقة او تحسينها مع الجانب المصري ، "وكالة قدس نت للأنباء" تناقش في هذا التقرير مستقبل العلاقات بين حماس ومصر وان كانت قد وصلت الى طريق مسدود ؟!

عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين صالح زيدان ، يقول " ان الامور تزداد صعوبة في علاقة حماس مع الجانب المصري "، ويشدد على ضرورة ايجاد معالجات مباشرة لهذا التوتر من خلال تأكيد حماس انها حركة ليس لها مد تنظيمي تابع لأي جهة خارجية .

ويضيف زيدان " يجب ايضا التأكيد على عدم تدخلها في الشؤون الداخلية لمصر ، ويمكن من خلال هذا الامر ان يكون هناك مجال في المباشرة بإجاد حلول على اقامة علاقات طيبة دون ان تنعكس التوترات على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ".

ويوضح " قرار حظر حماس ، مازال مؤقتاً ونأمل ان يتم معاجلة هذا الامر ، وهنا لابد من تنفيذ المصالحة الفلسطينية كونها تعطي الغطاء والمرجعية الوطنية الفلسطينية للجميع ، وبالتالي يمكن ايضا كسر الحصار المفروض على قطاع غزة ، واعادة علاقات ودية مع مصر ".

من جانبه يعتقد المحلل السياسي الفلسطيني مصطفي الصواف ، ان العلاقة بين حركة حماس والسلطات المصرية ، لم تصل الى طريق مسدود لان هذا الامر غير موجود بالسياسية ، وانما ستبقي المحاولات مستمرة لمعالجة حالة التوتر القائمة من الجانبين بشكل او بأخر .

ويرى الصواف القريب من حركة حماس ، ان الاتصالات والتواصل بين الطرفين مستمر ولم ينقطع لكن هو في حده الأدنى " ويوضح بالقول" للخروج من الحالة الموجودة واتفاق الطرفين على معاجلة الامر ، نحتاج الى جلسات بين حماس والسلطات المصرية لمناقشة كل الاتهامات التي وجهها القضاء والاعلام المصري والجهات الحاكمة بمصر ".

ويؤكد ان حماس لديها ما تستطيع به لضحد كل هذه الاتهامات، مستدركا " لكن على ما يبدو ان النظام الحاكم بمصر يريد ان يمضي في شيطنة حماس ، ومستمر في حصار قطاع غزة برا وبحرا وجوا ، وحول القطاع الى سجن كبير دون ان يلتفت الى الاعتبارات الانسانية ، مشيرا الى منعه اول امس ، لوفد التضامن النسائي العربي والدولي من دخول قطاع غزة .

ويضيف" حماس سوف تبذل قصارى جهدها من اجل اقناع هؤلاء الذين يحاولون ان تتخلى مصر عن دورها في دعم القضية الفلسطينية ، وستسعى الى توضيح الصورة بشكل كامل وبهدوء بعيدا عن اية تشنجات والامور تتطلب مزيدا من الصبر ".

ولفت الى ان خيار حماس بالوقت الراهن هو التعامل مع الواقع والبحث عن ما يمكن ان يزيد صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .

بدوره يرى استاذ العلوم السياسية بجامعة الازهر بغزة  مخيمر ابو سعدة ، ان حماس راهنت على عودة الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين الى السلطة مرة آخرى بصفته الرئيس الشرعي والمنتخب بطريقة ديمقراطية ، "ومن هنا بدأت تتعامل مع مجريات الاحداث في مصر والموضوع برمته".

ويقول ابو سعدة " منذ الايام الاولي مع السلطات المصرية الجديدة التي اعقبت الرئيس المعزول مرسي ، بدأ توترا بين حركة حماس والسلطات المصرية ، وبدأت تتصاعد الامور والاجراءات ضد حركة حماس ، فقامت السلطات المصرية باغلاق الانفاق الحدودية واغلاق معبر رفح البري باستثناء ايام محددة وبدات حملة اعلامية ضد حماس ".

ويوضح" كما ان حماس تعاملت منذ البداية مع السلطات المصرية بشكل ليس مريحا ، حيث انتقدت من خلال اعلامها الطريقة التي تم التعامل بها مع الاخوان المسلمين بمصر ، بالإضافة لاتهام حماس بانها هي من تقف وراء احداث في سيناء"

لكن ابو سعدة يعتبر ، ان الامور وصلت الى طريق مسدود في العلاقة بين حماس ومصر ، ولم يعد هناك مجال لتحسين العلاقات ، ويبدو ان خيار حماس هو الاتجاه نحو تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية ، لإنهاء حالة التوتر ولسحب المبررات المصرية بإغلاقها معبر رفح .

ويختم بالقول " قرار المصالحة تمتلكه حركتي حماس وفتح ، واذا ما كان هناك ارادة سياسية يمكن انجازها ، وتحتاج على الارض اجراءات لتنفيذها وليس مجرد حديث فقط ".

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -