كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، في تقرير موسع، أن قادة حركة حماس الناجين من الهجوم الإسرائيلي الأخير على الدوحة يخضعون لإجراءات أمنية استثنائية داخل مجمع آمن تديره السلطات القطرية، حيث يمنع عليهم استخدام الهواتف أو التواصل مع أي جهة خارجية. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا "الحجر الأمني" يعكس حالة الترقب والسرية التي تفرضها الدوحة منذ محاولة الاغتيال الفاشلة.
في المقابل، شددت مصر من جانبها الحراسة على قادة حركة الجهاد الإسلامي والفصائل الفلسطينية المتواجدة في القاهرة، وعلى رأسهم الأمين العام للجهاد زياد النخالة والمفرج عنهم في صفقات تبادل الأسرى. ووفقًا لمصادر فلسطينية، وجهت المخابرات المصرية رسائل مباشرة إلى إسرائيل والولايات المتحدة مفادها أن أي استهداف للقادة الفلسطينيين على الأراضي المصرية سيعتبر "انتهاكًا خطيرًا للسيادة المصرية"، وهو ما فُسر على أنه انتقال لموقف القاهرة من "وسيط محايد" إلى "دولة حامية" تمنح قادة المقاومة مظلة أمنية شبيهة بما كان يُمارس في دمشق وطهران سابقًا.
معادلة جديدة في المنطقة
التقرير أوضح أن هذه التطورات جاءت عقب فشل الهجوم الإسرائيلي في اغتيال خليل الحية، القيادي البارز في حماس ورئيس وفدها المفاوض، والذي فقد نجله همام في القصف. ورغم إعلان الحركة عن نجاته، لم تُنشر أي صور حديثة له، بينما تواصل قطر التزام الصمت بشأن مصير كبار مسؤولي حماس.
في موازاة ذلك، أشار الكاتب الإسرائيلي رونين بيرغمان إلى أن مصادر خليجية أكدت بقاء قادة حماس في الدوحة تحت حماية قطرية مكثفة، ما يعكس تغيّر موازين القوى في مسار الوساطة الإقليمية. ولفتت الصحيفة إلى أن الأزمة قد تدفع إسرائيل لإعادة النظر في قطر كوسيط رئيسي في المفاوضات، وربما العودة للاعتماد على مصر بشكل أكبر، خاصة مع اقتراب زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لإسرائيل.
زياد النخالة في قلب المشهد
التقرير أفرد مساحة لسيرة زياد النخالة، الأمين العام للجهاد الإسلامي، باعتباره "أحد أخطر خصوم إسرائيل" وثالث أبرز المطلوبين بعد قادة حماس. وأكد أن وجوده في القاهرة تحت حماية مباشرة من المخابرات المصرية يعد رسالة استراتيجية لإسرائيل وواشنطن، بأن مصر لن تسمح بتحويل أراضيها إلى ساحة اغتيالات، بل تقدم نفسها كملاذ آمن لقيادات المقاومة.
إسرائيل: الهدف لم يتحقق
رغم الضجة التي أثارها الهجوم على الدوحة، لم تعلن إسرائيل رسميًا فشله، لكنها تترقب تداعياته على جهود الوساطة. وقالت الصحيفة إن المؤسسة الأمنية في تل أبيب ترى أن "الفرصة قد تكون سانحة لاستغلال الموقف لصالح إسرائيل"، بينما ألمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عبر منصة "إكس" إلى أن القضاء على قادة حماس سيبقى أولوية، معتبرًا أنهم "أفشلوا جميع محاولات وقف إطلاق النار لإطالة أمد الحرب".