كلمة الحمد الله بمناسبة الثامن من اذار

تنشر "وكالة قدس نت للأنباء" نص كلمة رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله بمناسبة الثامن من اذار" يوم المرأة العالمي"

النص:

بمناسبة الثامن من آذار "اليوم العالميّ للمرأة"، ونيابةً عن سيادة الرئيس محمود عباس، أتوجهُ بالتهنئة للمرأةِ الفلسطينيةِ، وأُحيي صمودَها الأسطوريّ في وجهِ التحديات والصعاب والمُعيقات، وأُحيي كذلكَ كفاحَها المُستمر مع أبناءِ شعبِنا لتحقيقِ أهدافِنا في الحُرية والإستقلالِ وتجسيدِ سيادتِنا الوطنية على أرضِ دولة فلسطين المُستقلة.

وأُعَبرُ عن فخرِنا واعتزازِنا جميعاً بنساءِ فلسطين اللواتي أبدعنَ وناضلنَ ودافعنَ ببسالة عن أرضِنا وقضيتِنا وهويتِنا الوطنية، بالمُبدعاتِ منهن والرياديات، وبنساءِ غزة والقُدس والخليل، وبالمرأةِ الصامدةِ المعطّاءة في الأغوار، بأسيراتِنا في سجون الإحتلال، وبأمهات شهدائِنا وجرحانا، بكُل إمراة في مُجتمِعنا وهي تُصِرُ على صُنعِ الأملِ والتغييرِ والحياة.

وإذا كانت هذه المُناسبة تَرتبطُ لدى شعوب الأرض بتحدياتِ الإرتقاء بواقعِ المرأة وإنصافِها وتطويرِ وسائلِ حمايتِها وصونِ حقوقِها، فإنها تَكتسبُ في بلادِنا أهميةً مُضاعفةً، فالمرأةُ في بلادِنا، تواجهُ داخلَ مُجتمعِها مُحاولات التهميشِ والإقصاء والتمييز وتتصدى للعُنف الأسريّ والمُجتمعيّ، وهي تُعاني في الوقتِ ذاتِه من ظُلم الإحتلال الإسرائيليّ.

وتولي خُططُتنا الإستراتيجية وتدخلاتُنا الحكومية اهتماماً مُفصلاً بتعزيزِ مكانة المرأة وتكريسِ حقِها في المساواة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية. وسنعملُ على توسيعِ خدماتِنا خاصةً التربويةِ والصحية، وضمان الوصول بها إلى المرأة في كُل مدينةٍ وقريةٍ ومخيم ومَضربٍ للبدو، كما ويَنصبُ عملُنا على تطويرِ البُنية التشريعية والقانونية وتطويعِها لحماية المرأةِ من العُنف والإضطهاد وتعزيزِ فُرصِ وصولِها إلى مواقعِ صُنع القرار غير النمطية.

 فعملُنا يَهدفُ إلى استنهاض واقع الإنسان الفلسطينيّ باعتبارِهِ استثمارَنا الأول والمُحرك الأساس في مَعركة التحرُر والبناء، ولهذا فإن تطويرَ جودة ونوعية التعليم لتمكين المرأة من دخول سوق العمل، والحد من نسب البطالة في أوساط النساء، وتحريرِهن من كُل ما يُكبلُهن ويمنعُ تقدُمَهنَ، وضمان مشاركتِهن الحقيقية والبنّاءة في الحياةِ العامة هو المُربعُ الأول الذي منهُ نَنطلقُ للإرتقاءِ بواقعِ المرأة.

 إن  الوفاءَ  للدورِ النضاليّ والرياديّ المُتواصل الذي لَعبتهُ المرأةُ خلالَ مشوار شعبنِا نحوَ الحُريةِ والخلاص من الإحتلال، والذي يَستمرُ اليوم ونحنُ نمضي لبناءِ وطنِنا، إنما يستدعي تكثيفَ الجُهد المبذول على كافة المستويات الرسميةِ والأهليةِ والشعبية لبلورةِ سياساتٍ وإجراءاتٍ وتدخلاتٍ تجتثُ أيةَ مظاهرَ للعُنف المُمارس ضد المرأة، وتَنتصرُ لحقوقِها وتحترمُ حياتَها وَتضمن إلغاءَ كُلِ أشكال التمييز ضَدها.

أشكُر مُجدداً نساءَ فلسطين الماجدات، وأتوجهُ بكُل التقدير لكافة المؤسسات والأُطر على دورِهم الحيويّ في الدفاع عن حقوقِ المرأة التي تقعُ في قلبِ حقوق الإنسان التي نَسعى إلى تكريسِهاِ.

كُل عام ونساءُ فلسطين بخير،

شُكراً لَكم والسلام عليكم ورحمةُ الله وبركاتُهُ.

 

 

المصدر: رام الله - وكالة قدس نت للأنباء -