الرئيس الأمريكي اوباما الذي لم يمارس أي ضغوط على رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو في زيارته للبيت الأبيض ، ولم يوجه أي انتقاد للسياسة الاسرائيليه وممارساتها القمعية ضد الشعب الفلسطيني وسياسة التوسع الاستيطاني وتهويد القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة ، وان اوباما قد فشل في ممارسة أية ضغوط على نتنياهو لإحداث تنازلات سياسيه لصالح عملية المفاوضات ، بينما يطلب الرئيس الأمريكي اوباما من الرئيس محمود عباس أن يقدم على اتخاذ قرارات صعبه والإقدام على مجازفات من اجل تحقيق السلام مع إسرائيل ، ليصرح قائلا انه يأمل أن يشهد تقدما في الأسابيع القادمة في المفاوضات التي تجري بوساطة امريكيه وأضاف اوباما ما زلنا مقتنعين بان هناك فرصه ، وهنا تستوقفنا تصريحات الرئيس اوباما عن المجازفات التي يتطلبها الرئيس الأمريكي اوباما من الرئيس محمود عباس ، أليست المجازفة كانت بالتوقيع على اتفاق اوسلوا والمجازفة كانت باعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بوجود الكيان الإسرائيلي بحدود 48 والمجازفة هي بالملاحق الامنيه والاقتصادية وغيرها من اتفاقات ارتبطت بها منظمة التحرير مع إسرائيل دون أن تلزم إسرائيل نفسها بأية التزامات وهي تتحلل من كافة الاتفاقات وتحصرها بالمصطلح الأمني ، فهل هناك مجازفة أكثر من ذلك لأجل تحقيق السلام ، إن اوباما مدرك أن إسرائيل تضرب بعرض الحائط بكل القرارات الدولية وان إسرائيل رفضت بالمطلق التجاوب مع المطلب الأمريكي لتجميد الاستيطان وهي ترفض بالمطلق للتجاوب مع متطلبات السلام والقبول بالإقرار بالاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية والقبول بدوله فلسطينيه مستقلة بحدود الرابع من حزيران 67 ، إن الغرور الإسرائيلي هو الذي دفع نتنياهو للتصريح في ألقناه الثانية للتلفزيون الإسرائيلي ليطلق تصريحات عنصريه متطرفة للانحياز الأمريكي بالمطلق لجانب إسرائيل بحيث ذهب بعيدا في تصريحاته حين قال انه يريد ابومازن أن يقف في جامعة بير زيت ويعترف بالدولة اليهودية مضيفا انه يريد من ابومازن أن يفهم أن من واجباته الاعتراف بالدولة اليهودية ، وان إسرائيل لن تسمح بتسوية سلميه تهدف إلى عكس السلام ، وقال مشددا لمن لا يفهم كلامه أنا اقصد ما أقوله من أمور وأنا استطيع تنفيذ ذلك بشرط يهودية ألدوله ، وهو يقصد ان نتنياهو لن يوقع أي سلام دون اعتراف فلسطيني بيهودية الدولة الاسرائيليه.
لم يتأخر الرد الفلسطيني وذلك بالموقف الفلسطيني الشعبي الرافض للضغوطات الامريكيه والرافض للاعتراف بيهودية ألدوله ، وهذا ما رفضه الرئيس محمود عباس في اجتماعه مع الرئيس اوباما ، الفلسطينيون لم ولن يعترفوا بيهودية ألدوله وان نتنياهو بمغالاته وتطرفه هو من يفشل عملية السلام ويقود المنطقة برمتها للمجهول بفعل السياسات المتطرفة والمتعصبة لحكومة اليمين المتطرف الإسرائيلي ، يخطئ اوباما إن ظن انه يستطيع أن يفرض على الفلسطينيين ورقة استسلام لا سلام وان يقبل الفلسطينيون باتفاق إطار لا يلبي شروطهم ومتطلباتهم ، أمريكا بموقفها الممالئ لإسرائيل فاقده للمصداقية وهي وسيط غير موثوق في عملية السلام ، وان المجازفات التي تتطلبها اوباما من الرئيس محمود عباس المفروض أن تلزم أمريكا إسرائيل لضرورة الإذعان للمطالب المحقة التي تتطلبها عملية السلام لان إسرائيل دولة احتلال وتستوطن الأرض الفلسطينية المحتلة بوجه غير محق وبمخالفه صريحة لكل القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة.
إن الفلسطينيون بمطالبهم المحقة المتمثلة بإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة بحدود الرابع من حزيران والقدس عاصمتها وعودة اللاجئين الفلسطينيين والإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين هي ضمن الثوابت الوطنية الفلسطينية التي لا يمكن التنازل عنها أو المساومة عليها ، إن أمريكا مخطئه إن هي ظنت أن ممالئتها لإسرائيل وتغاضيها عن جرائمها وممارساتها غير الشرعية بحق الشعب الفلسطيني ستجلب السلام وتخطئ إن هي ظنت أن بمقدورها ممارسة ضغوطها على الفلسطينيين للقبول بالمجازفة بشروط لا تلبي متطلبات طموحات الشعب الفلسطيني وتلبي ثوابته الوطنية ، إن معطيات عملية التفاوض تؤكد أن أمريكا فاقده لمصداقيتها وهي وسيط غير موثوق ، وان الفلسطينيون أمام خيارات تتطلب منهم وضع حد لعبثية هذه المفاوضات خاصة وان أمريكا لا تستطيع ممارسة ضغوطها على إسرائيل ، وأصبح لزاما على الفلسطينيين توحيد صفوفهم وإنهاء انقسامهم وتحقيق وحدتهم وذلك لمواجهة كل الضغوطات الممارسة عليهم ، والعمل على إعادة القضية الفلسطينية لمسارها الشرعي وذلك بمطالبة المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإلزام إسرائيل للانسحاب من كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة وإقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة المعترف فيها من قبل الهيئة ألعامه للأمم المتحدة والمعرفة الحدود وفق تعريف الأمم المتحدة وعاصمتها القدس ، خاصة وان اسرائيل تعبث بعملية السلام وتقود مفاوضات عبثيه لا تؤدي لنتائج بفعل فقدان أمريكا لمصداقيتها وكونها وسيط غير موثوق في مفاوضات السلام العبثيه.