نتنياهو عاد .. عباس ذهب

كل جولة تفاوضية وانتم ..

خاطب بيبي ( اسم الدلع لبنيامين نتنياهو رئيس وزراء العدو الصهيوني ) الفلسطينيين من واشنطن بالقول : ( اعترفوا بـ"يهودية الدولة" و"تخلوا عن وهمكم" وقواتنا ستبقى في الأغوار! ) .

وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اشترط هو الأخر على الفلسطينيين ( حل قضية اللاجئين مقابل "يهودية إسرائيل" ) .

مواطن فلسطيني رد بالقول (إسرائيل وطن اليهود القومي منذ 4000 عام، شر البلية ما يضحك يا حسرتي عليكي يا فلسطين صرتي لعبة بأيدين هالمرتزقة حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم ، الحق مو عليهم ، الحق على يلي بيتفاوض معهم ) .

مواطن آخر قال (خبث ولؤم واضح . الاعتراف بإسرائيل وطن قومي منذ 4000 عام يعني الفلسطينيين لم يكن لهم أي وجود في فلسطين وهم مجرد مهاجرين . وبمعني آخر .فلسطيني 48 كش بره ترنزفير جديد . يا ويلي لوين وصل فينا الحال ) .

هل يحتاج ما سلف إلى كبير عناء في فهم ما يجري في أروقة التفاوض و إصرار الجانبين الصهيوني و الأمريكي على مطلب الاعتراف بدولة يهودية ورفض تقسيم القدس ؟

نتنياهو الذي اختتم زيارته إلى الولايات المتحدة كرر فيها قبيل عودته إلى فلسطين المحتلة انه لن يكون بالإمكان التوصل إلى اتفاق سلام إلا إذا "اعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي"، رافضا في الوقت نفسه أيضا أي تنازل عن القدس الشرقية التي ضمتها سلطات الاحتلال بينما يريد قادة السلطة الفلسطينية جعلها عاصمة لدولتهم المستقبلية.

هل وصلكم الخبر اليقين من فم هذا اللعين ، أم أن "الربيع العربي " أعمى بصركم و بصيرتكم ؟

قالوا إن المحادثات التي ترعاها الولايات المتحدة واستؤنفت في تموز (يوليو) 2013، يفترض أن تؤدي بحلول 29 نيسان (ابريل) المقبل إلى "اتفاق-إطار" يرسم الخطوط العريضة لتسوية نهائية حول المسائل التي يطلق عليها "الوضع النهائي"، وهي الحدود والمستوطنات والأمن ووضع القدس واللاجئون الفلسطينيون. بالمقابل قال الفلسطينيون الاقحاح على لسان المواطنين المذكورين آنفا ( خبث ولؤم واضح ...الحق مو عليهم ، الحق على يلي بيتفاوض معهم ... يا ويلي لوين وصل فينا الحال ) .

نتنياهو أيها السادة "أطلق النار" على المفاوضات أمام "الأيباك" و أمام الرئيس باراك اوباما و وزير خارجيته جون كيري و في مناسبة لا لشيئ إلا لأنه كغيره من سلالة بني صهيون يريد إبادة الشعب الفلسطيني و حقوقه و انجازاته الوطنية و القومية و الدينية و الحضارية ، و هو بالمناسبة يعتبر كل ذلك وهما . و هذا ما أصر عليه في كلمة ألقاها أمام مؤتمر منظمة "الأيباك" للوبي الصهيوني في واشنطن مخاطبا الرئيس محمود عباس "أيها الرئيس عباس: اعترف بالدولة اليهودية... وقل للفلسطينيين أن يتخلوا عن وهم إغراق إسرائيل باللاجئين". وأضاف نتنياهو متوجها أيضا للرئيس عباس "بالاعتراف بالدولة اليهودية فان استعدادك الكامل لإنهاء النزاع سيبدو واضحا" ، معتبرا أن "الوقت حان لكي يتوقف الفلسطينيون عن نكران التاريخ". وقال إنه "جاء من القدس العاصمة الأبدية والموحدة لإسرائيل والشعب اليهودي ".

هل بعد ذلك من لون و طعم لزيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المرتقبة في السابع عشر من شهر آذار الجاري إلى الولايات المتحدة الأمريكية ؟ و هل من فائدة ترجى في استجداء السلام مع شذاذ الآفاق هؤلاء ؟

دعونا نتمعن مليا في القرار الاستراتيجي للمواطنين الفلسطينيين اللذين ينطقان بلسان الشعب الفلسطيني في الوطن المحتل و في أماكن اللجوء القسري.ألا يفهم من كلامهما البسيط في التعبير و العميق في المعاني و الدلالات أن لا خيار لدى الشعب الفلسطيني إلا خيار المقاومة بكل أشكالها و على رأسها المقاومة المسلحة ، لتحرير الأرض و الإنسان و إعادة الكرامة الفلسطينية و العربية المهدورة بفعل الاحتلال و أدواته ، إلى السكة الصحيحة .. سكة التحرير و العودة و البناء و التنمية و الديمقراطية لمواجهة الآخر بندية واضحة بمرتكزاتها التي سلفت و إلا سنبقى مصابين بالخبل القيمي و العهر الأخلاقي و ما يمثلان اليوم من سطوة بغيضة على العقل العربي الميت أصلا بقناعة أصحاب " الربيع العربي " من عجم و عرب . و كل جولة تفاوضية و انتم .. واللبيب منكم من الإشارة يفهم .