فلسطين الفوضى على الابواب

بقلم: مصطفى إبراهيم

محزن حال الصمت المقيم فينا وفي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير و الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية الصامتة والعاجزة عن استنكار ما يجري من جولات الفضائح الوطنية والسياسية والأخلاقية التي تعصف بالفلسطينيين، وما يدور من لم يتوقف عند الفضيحة والعار الذي لحق بنا جميعا، انما وصل الى تبادل اتهامات التخوين، لم نسمع صوت أي رجل حكيم سواء في حركة فتح او الفصائل الفلسطينية، ولا حس لأي من الأمناء العامين للفصائل.
كل هذا العبث يفسر غياب المؤسسات الفلسطينية ومبدأ النأي بالنفس عن القضايا الوطنية، والمشاركة في تعميق حال السوء والتخبط والجبن والخوف، وعدم مقدرة أي من اولئك على الخروج للناس، والقول كفى للمهازل التي وصلت حد الكوميديا السوداء.
ان لا نسمع أي صوت من أي من المسؤولين الفلسطينيين يفسر على انه إما شماتة او خوف وهروب من مواجهة الانحطاط والانحدار، او ان هناك موافقة من البعض على تفتيت حركة فتح وتدميرها، القول كفى ليس تدخلاً في شؤون الاخرين على غرار مبدأ الرئيس عدم التدخل في شؤون العرب، ما يجري في الساحة الفلسطينية وحركة فتح ليس شأناً فتحاوياً.
كل ذلك يدفعنا لطرح الاسئلة، هل اصبحنا ندير حروب الاخرين بالوكالة، و على انقاض ما تبقى من قضيتنا و لتدمير الذات والمشروع الوطني، وندور في حلف الاجندات الخاصة والمحاور الجديدة القديمة التي يتم اعادة تشكيلها في المنطقة؟ هل اصبحنا ادوات لتمرير مشاريعهم والدفاع عن انفسهم وأنظمتهم في مواجهة الثورات العربية؟ نحن بأمس الحاجة لان نجدد الثورة على الثورة والانتفاض في وجه ما يخطط لنا.
منذ سنوات اقحمنا انفسنا في التحالفات والمحاور والأجندات الخارجية، وحاولت بعض الاطراف حسم المعركة مبكراً وفشلت، لكننا فشلنا وما زلنا نعاني الفشل والغرق في الانقسام الخطير، وما زالت عيوننا شاخصة على الخارج اكثر ما هي على الداخل، و بدلاً من حماية الذات وتعزيز الصمود للاستمرار في مقاومة الاحتلال ومشاريعه التصفوية، مستمرون في دفع ثمن خطايا ارتكبناها ولا نزال.
ما يجري ليس بعيداً عن ما نحن فيه من انقسام وتحالفات خارجية، و على الرغم من السيناريوهات والمخططات التي حاول كثر فرضها على الفلسطينيين إلا انها لم تنجح في تدميرهم والنيل منهم و القضاء على قضيتهم.
الشعب الفلسطيني يدخل مرحلة كسر العظم، ربما الصورة الان بدأت تضح اكثر في ظل الحرب المفتوحة بين الرئيس ابو مازن و محمد دحلان، و اذا لم يتم اتخاذ القرار المناسب والحكيم الان بوضع حد وإيجاد الحلول الجذرية لما يجري من استخفاف بالناس والقضية الفلسطينية.
و من سيخلف الرئيس والتوافق فتحاوياً، فنحن مقبلون على مرحلة من الفوضى والدم في حركة فتح و المجتمع الفلسطيني في ظل التجاذب ومرحلة البحث عن الوريث ومحاولات اقتسام فتح وتفتيها بقصد او من دون قصد، او من خلال بعض التوجهات الاقليمية والدولية وفي مقدمتها اسرائيل. فالصراعات ستستمر ولن يوقفها سوى مزيداً من الدم و الشرذمة والتفتيت والانقسام، وسيزداد الحال سوء في حركة فتح المسيطرة على الضفة الغربية وتمتلك الشرعية الدولية والعربية.
وكل ذلك لن يشفع لها الان ولا مستقبلاً ولن يوقف الخطر الداهم بها وبالفلسطينيين، فكل طرف من اطراف الانقسام فرح في منطقة حكمه وسيطرته. حماس تحكم و تسيطر على قطاع غزة، وإسرائيل سعيدة بذلك وتعززه بشتى الطرق، وفتح المهددة تسيطر على الضفة الغربية، وفرحة بما لديها الان، وإسرائيل تغذي كل ذلك، والخطر على مستقبل فتح وبقائها قائم، وما يجري يعجل من الانهيار والتفتت.
الفلسطينيون صمتهم طال على الانقسام والتدهور في قضيتهم، ووصل بهم الاحباط مدى كبير، والفوضى على الابواب، و لا حول ولا قوة لهم سوى الرضا بمن يحكمهم مجبرين، في ظل غياب الافق بالمصالحة واختيار ممثليهم، وعدم قدرتهم على استبدال أي من الاطراف خوفا من القادم، فالناس في غزة اصبحوا ينظرون بقلق لما يجري وبرغم سوء الحال ربما يفضلون البقاء على ما هم فيه خوفا من البديل الاسود القادم.
وعلى الرئيس ان يستشعر الخطر ويكف عن التفرد والتذرع بان الحل هو الانتخابات، فلسطين و القضية الفلسطينية ليست غزة والضفة الغربية، الخطر يهدد الكل الفلسطيني في جميع اماكن تواجده، ان لم يتم وضع الحل الان فلن نستطع استنهاض قوانا لاستكمال طريق دحر الاحتلال والاستقلال.
[email protected]
mustafa2.wordpress.com