ماذا ستقول حركة حماس في مهرجان الاحد القادم ؟

تجري حركة حماس استعداداتها لتنظيم مهرجان مركزي في ساحة السرايا وسط مدينة غزة ظهر يوم الاحد المقبل، والذي اطلقت عليه عنوان "الوفاء والثبات على درب القادة الشهداء " ويأتي هذا المهرجان الكبير كما وصفته، بعد ان الغت حماس قبل شهور مهرجان انطلاقتها في ديسمبر الماضي.

ويبدو ان ما ارتأت إليه حركة حماس في تنظيم مهرجان كبير، يرتبط في التحولات التي تجري بالمنطقة ، والاوضاع التي تعيشها الحركة والقضية الفلسطينية في ظل المشارفة على الانتهاء من عملية المفاوضات الجارية بين (السلطة الفلسطينية واسرائيل ) والتي بدأت تتضح معالم فشلها .

وحسب مسؤول العمل الجماهيري في حماس ومحللين سياسيين تحدثوا لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، فإن حماس ارادت من خلال هذا المهرجان ، ايصال رسائل عدة أولها الى الاحتلال الاسرائيلي مرورا في رؤية المقاومة للمفاوضات ، وصولا الى تجديد دور حماس في محور الممانعة بالمنطقة وعلاقتها بإيران ، وليس انتهاء في ما ألت إليه علاقة الحركة في مصر .

يقول اشرف ابو زايدة مسؤول العمل الجماهيري في حركة حماس، ان " هذا المهرجان يأتي في اطار رفع معنويات ابناء شعبنا في ظل حالة الاحباط التي تمر بها المنطقة ، وخاصة في ظل وجود الحصار المطبق على قطاع غزة ، واستمرار العدوان الاسرائيلي على ابناء شعبنا ، والمؤامرة الكبرى على القضية الفلسطينية ، فكان لابد من ايصال رسائل عديدة لعدة اطراف ".

ويشير ابو زايدة الى" ان حماس تريد من وراء المهرجان ارسال رسالة حامية الوطيس الى العدو الصهيوني ان الحركة ستواصل درب الشهداء حتى تحرير كامل الاراضي الفلسطينية وارجاع الحقوق وتحرير المقدسات ، بالإضافة لرسالة طمأنة وبشريات الى الشعب الفلسطيني لرفع معنوياته وضرورة الاحتشاد والتجمع في هذا اليوم للتأكيد على الثوابت الفلسطينية ".

ويوضح ابو زايدة ، ان هذا المهرجان "الوفاء والثبات " جاء لاعتبارات هامة منها احساس الحركة بان القضية الفلسطينية تعيش حالة من الجمود وحالة من الفشل الذريع في المفاوضات والتآمر على غزة والمقاومة ، فكان لابد ان تقول المقاومة كلمتها ".

هذا وسيلقي كلمة حماس خلال مهرجانها ، رئيس وزراء حكومة غزة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية ، وهو ما اكده ابو زايده مسؤول العمل الجماهيري بالحركة .

ويبدوا انه لم يحدد بعد ما ان المهرجان سيشمل عروض عسكرية لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس ام لا ، ويقول بهذا الصدد ابو زايدة " امر العروض العسكرية متروك لكتائب القسام لا نعلم هل سيشمل المهرجان عروض عسكرية ام لا ، لكن القسام سيحمي حدود قطاع غزة وسيكون جاهز للرد على أي عدوان اسرائيلي ".

ومن المعروف ان دائرة العمل الجماهيري بحماس تهتم بالناحية الفنية لشكل المنصة في مهرجاناتها ، من خلال وضع مجسمات تحمل دلالات سياسية واخرى مرتبطة بالمقاومة ، وحول هذا الامر ، يقول ابو زايده نحن سنكتفي في وضع خلفية تحمل صورة الشهداء القادة لحركة حماس وعناوين تؤكد حق المقاومة وحق اللاجئين وحقنا بالقدس بالإضافة لشعار المهرجان "الوفا والثبات على درب القادة الشهداء " .

بدوره يري المحلل السياسي والكاتب الفلسطيني طلال عوكل ، ان " حماس تريد من رواء مهرجانها هذا ان تؤكد ان المقاومة هي الخيار البديل على المفاوضات سواء طال امد المفاوضات ام قصر فالمفاوضات خيار فاشل ولن تفضي الى شيء ".

ويعتبر عوكل ، ان من غايات حماس المرجوة وراء تنظيم المهرجان ، هو اعادة تأكيد واسترجاع  دور حماس في المقاومة من خلال استعادة علاقتها ضمن محور الممانعة والمقاومة بالمنطقة ، خصوصا بعد حديث يدور حول تجديد علاقتها مع ايران ، فالمهرجان يحمل رسائل اقليمية وعربية ".

ويلفت عوكل الى ان حماس تريد من وراءه(المهرجان) ان تؤكد عدم تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية ، والتزامها بانها حركة تحرر وطني فلسطيني ذات بعد اسلامي وفي ذلك رسالة خصوصا لمصر .

ويوضح عوكل ، الى ان المهرجان يحمل رسائل غير مباشرة لعناصرها وجماهيرها ، تؤكد فيها حماس على وحدتها والتزامها امام جماهيرها لتحقيق الاهداف ، وتصليب قواعدها الجماهيرية للاستعداد للصمود دائما في ظل المتغيرات في المنطقة والضغوطات التي تمارس عليها.

الى ذلك ، يرى المحلل السياسي مصطفي الصواف القريب من حركة حماس ،ان المهرجان المنوي تنظيمية " هو اشبه ما يكون في احتفال تكريم لقادة حماس الشهداء ، منهم الشيخ احمد ياسين مؤسسة الحركة ، وعبد العزيز الرنتيسي ، وابراهيم المقادمة وغيرهم الكثيرين ".

ويقول الصواف ، ان" حماس كثيرا ما تنجح في حشد الجماهير اذا ما ارادت ذلك"، لافتا ان المهرجان سيكون ناجح وقوي ، سيتم من خلاله تأكيد حماس على ان المقاومة هو خيارها الاستراتيجي لتحقيق الاهداف الوطنية الفلسطينية ، وسيتم الطرق خلال كلمة اسماعيل هنية ، الى موضوع الحصار والمصالحة الفلسطينية وعدم تدخل حماس بشؤون مصر ، ودعوة الى اعادة الدعم العربي للقضية الفلسطينية . "

هذا وقد أنهت وزارة الداخلية بحكومة غزة الاستعدادات اللازمة لتأمين مهرجان "الوفاء والثبات على درب الشهداء" الذي تنظمه حركة حماس ظهر الأحد المقبل في ساحة السرايا وسط مدينة غزة إحياء لذكرى استشهاد ثلة من مؤسسيها.

وأعلن العقيد محمد خلف مدير الإدارة العامة للعمليات المركزية بوزارة الداخلية بغزة في تصريح صحفي اليوم ، على هامش تفقده ساحة السرايا تكليفهم رسميا من وزير الداخلية فتحي حماد لتأمين المهرجان.

وقال خلف "سنولي اهتماما للمهرجان من ناحية الترتيبات الأمنية كالعادة في مثل هذه الاحتفالات الوطنية حيث وضعنا خطة متكاملة تضم كافة مكونات الوزارة وأجهزتها".

وأشار إلى أن الخطة التي وضعتها العمليات المركزية تتضمن الانتشار في الشوارع والمفترقات الرئيسية وتسهيل الحركة المرورية وتذليل الإشكاليات ومعالجة القضايا الميدانية بشكل مناسب.

وأوضح العقيد خلف أن وزير الداخلية أصدر تكليفا لكافة الأجهزة الأمنية – كل حسب مجاله – للعمل وفق الخطة الأمنية التي أعدتها العمليات المركزية ".

وكان فوزي برهوم، الناطق باسم حركة حماس قال إن "المهرجان الذي ستقيمه الحركة الاحد القادم في ذكرى استشهاد القادة الشيخ المؤسس أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي والدكتور إبراهيم المقادمة، هو مهرجان الوفاء والثبات على درب الشهداء، والذي يتم الإعداد له بشكل جيد سيكون بمثابة رسالة لشعبنا الفلسطيني وللعدو الصهيوني ولكل صناع القرار في العالم."

وأضاف برهوم في تصريح صحفي، اليوم الخميس، "هذه الرسالة هي رسالة المقاومة الثابتة في الميدان والتي تفرض معادلاتها وبكل قوة على كل المستهدفين للقضية الفلسطينية والمحاصرين لشعبنا والذي أرادوا النيل من عزيمته وإرادته."

وشدد بالقول إن" حماس مهما بلغ التآمر عليها وعلى شعبنا وعلى المقاومة، ورغم عظم المؤامرة والحصار والهجمة الأمنية والإعلامية من أطراف عديدة تقاطعت مع العدو الصهيوني في أهدافها ومواقفها وباعوا ضمائرهم للشيطان وضحوا بكل منابر العزة والشرف إرضاءً لنزواتهم وأسيادهم من الصهاينة والأمريكان يخططون اليوم فيما بينهم لضرب كل حركات العزة والكرامة في المنطقة نقول: سنبقى أوفياء لدماء قادتنا الشهداء ثابتون على العهد مع شعبنا مهما كلفنا الثمن ومهما بلغت التضحيات، حتى يعيش شعبنا بحرية وكرامة لأنه شعب عظيم يستحق منا كل تضحية وفداء. "

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -