الرئيس محمود عباس يضع الملوك والرؤساء العرب أمام مسؤولياتهم التاريخية

بقلم: علي ابوحبله

خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر القمة العربي في دورته الخامسة والعشرين المنعقد في الكويت تضمن مواقف تاريخيه وواضعا الملوك والرؤساء العرب أمام مسؤوليتهم التاريخية لدعم الموقف الفلسطيني الرافض للضغوط الممارسة عليه وموضحا الموقف الفلسطيني من سير المفاوضات مع إسرائيل ، الرئيس محمود عباس في خطابه أكد على الموقف الفلسطيني الثابت والراسخ في التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية ، مؤكدا الرفض الفلسطيني القاطع الاعتراف بيهودية ألدوله العبرية ، خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس تضمن العديد من النقاط الهامة والجوهرية وهي تعبير حقيقي للموقف الفلسطيني الرافض لكل الضغوط الممارسة عليه المتمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية وبالثوابت الوطنية والحق المشروع لإقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، المتمعن في نصوص الخطاب بما احتواه من أهداف ومعاني ومقاصد أعلن من خلالها الرئيس محمود عباس الموقف الفلسطيني الذي يرفض الضغوط الممارسة عليه ويطالب الملوك والرؤساء العرب لتحمل مسؤوليتهم التاريخية تجاه القضية الفلسطينية.

أشار الرئيس محمود عباس في بداية خطابه إلى الظروف الخطيرة والاستثنائية التي تمر فيها ألامه العربية حيث تعقد القمة العربية الخامسة والعشرون في الكويت في ظل المرحلة التي تمر بها المنطقة العربية حيث تتسم بعملية التغيير الانتقالي ، وبدوامة القتل والتدمير والتشريد الذي تتعرض له الشقيقة سوريا ، في ظل هذا الوضع العربي حيث تستغل حكومة الاحتلال الإسرائيلي الوضعية العربية لتملي وتفرض شروطها على الشعب الفلسطيني ، حيث أكد الرئيس محمود عباس رفض التقسيم المكاني وألزماني للمسجد الأقصى المبارك بين المسلمين واليهود ، وأضاف الرئيس محمود عباس في كلمته أمام القمة العربية الخامسة والعشرين المنعقدة في الكويت أن الحكومة الاسرائيليه لم توفر فرصه إلا واستغلتها لإفشال الجهود الامريكيه وهي في موقفها هذا تعلن عن تحديها للعالم العربي مما يفتح المجال أمامها للاستفراد بالشعب الفلسطيني ، ومما تتضمنه خطاب الرئيس محمود عباس أن الحكومة الاسرائيليه تغيب أي مرجعيه معتمده لعملية السلام ، وان المواقف الاسرائيليه في المفاوضات أكدت رفضها إنهاء الاحتلال ، وان إسرائيل تسعى لتكريس الاحتلال وإدامته بصور شتى ، وان ابتداع شروط جديدة لم يسبق طرحها سابقا كالاعتراف بالدولة اليهودية هو أمر نرفض مناقشته ، الرئيس الفلسطيني في خطابه دعا لموقف عربي توافقي حول القضايا الرئيسية ،وان ذلك الموقف التوافقي يسهم في تعزيز الأمن القومي العربي ويقود إلى إصغاء العالم للمطالب العربية المحقة.

وبين الرئيس محمود عباس حقيقة الموقف والمطالب الفلسطينية المتمثلة في قيام دوله فلسطينيه مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 دوله مستقلة وسيده على أراضيها وأجوائها ومعابرها وحدودها ومائها وثرواتها ، وحل عادل لقضية اللاجئين حلا عادلا ومتفقا عليه ، خطاب الرئيس محمود عباس في مضمونه ومعناه هو تحديد للموقف الفلسطيني ورفض للضغوط الممارسة عليه مؤكدا أن الحل يجب أن يستند إلى مرجعية القرارات الشرعية الدولية ومطالبا أن يرتبط تنفيذ الحلول بضمانات دوليه واضحة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ومؤكدا على ضرورة الإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين ، ونوه إلى محاولة الحكومة الاسرائيليه للتنصل من تفاهم عقدته مع الاداره الامريكيه لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المعتقلين لديها قبل توقيع أوسلو 1993 ، ونوه الرئيس محمود عباس في خطابه الى ضرورة تحقيق التوافق العربي حول القضايا الاساس وذلك ضمن خطوط عامه وموحده لمواجهة التحديات التي تواجه العالم العربي ، واكد الرئيس محمود عباس ان الشعب الفلسطيني مصر على انهاء الانقسام وتحقيق المصالحه الوطنيه لاستعادة وحدة الارض والشعب والمؤسسات واكد في خطابه الالتزام بتنفيذ الاتفاقات الداعية الى الى تشكيل حكومه انتقاليه واجراء انتخابات ، مبينا ان هذا ما تم الاتفاق عليه في الدوحه والقاهره.

الرئيس محمود عباس وضع العرب جميعهم امام مسؤولياتهم التاريخيه لتحمل المسؤوليه تجاه وضع حد للاحتلال الاسرائيلي ولضرورة التوصل لموقف عربي ضمن استراتجيه عربيه تقود لموقف عربي قادر على تحقيق الامن القومي العربي وبالتصدي للاطماع والمشاريع الاسرائيليه التي تستهدف الانتقاص من الحقوق الوطتنيه الفلسطينيه وتهويد الاراضي الفلسطينيه والعربيه ، ان حقيقة الموقف الفلسطيني هو الصمود في وجه كل الضغوطات الممارسة عليه ورفضه للخضوع للاملاءات التي تحاول اسرائيل فرضها على الشعب الفلسطيني والضغوط الامريكيه ، الرئيس محمود عباس بخطابه التاريخي قد وضع الملوك والرؤساء العرب المجتمعين في قمة الكويت امام مسؤوليتهم التاريخيه ، وان المؤتمرين العرب مسؤولون مسؤوليه تاريخيه لدعم الموقف الفلسطيني ، وذلك من خلال تامين شبكة امان للشعب الفلسطيني ، تمكنه من مواجهة كافة الضغوط الممارسة عليه ، وان تشمل شبكة الأمان غطاء سياسي ، يقود للتوجه إلى المرجعيات الدولية لتطبيق كافة قرارات الشرعية الدولية وضرورة انصياع إسرائيل لكافة القرارات الدولية.

وان العرب جميعا مطالبون للوقوف في وجه الضغوط الامريكيه الممارسة ضد الشعب الفلسطيني ، وهم مطالبون باتخاذ موقف عربي تجاه إسرائيل بحيث يتم من خلالها تفعيل ألمقاطعه العربية لإسرائيل ، وسحب المبادرة العربية للسلام ، وبضرورة اتخاذ ما يلزم من مواقف وقرارات تمنع تهويد القدس والأقصى ، إن الموقف الفلسطيني بالخطاب التاريخي للرئيس محمود عباس يتطلب ضرورة اتخاذ الموقف العربي الداعم للموقف الفلسطيني وللمطالب المحقة للفلسطينيين والتي عبر عنها الرئيس محمود عباس بخطابة التاريخي في قمة الكويت والتي تضمنت حقيقة ما هو المطلوب من العرب حيث وضعهم الرئيس محمود عباس أمام مسؤوليتهم التاريخية تجاه القضية الفلسطينية وتجاه المخاطر التي تتهدد الأمن القومي العربي.